news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
وجهات نظر ...بقلم : محمد عصام الحلواني

 بسم الله الرحمن الرحيم

دون قصد وضع أذنه على الجدار باحثا عن البرودة والراحة ليلقي رأسه المثقل على شيء يستطيع حمله فلقد تعبت رقبته وتهدلت كتفاه فسمعهما يقتتلان في جوف الليل ليل السكينة والهدوء ..


 قالت : ودمع العين اغرق فؤادها بالألم

 نختلف في كل شيء

 نتفق أن لا اتفاق بيننا

 نرحل في عمق الضياع

 

 ندعي السعادة

 نكذب كثيرا ونصدق يسيرا

 هكذا نحن إننا بشر

 صمتت قليلا ثم تابعت الكلام

 

اقبلني على علاتي

 

تسامح مع جهلي أمام ظنك بعلمك

 تقاسم معي نقاط التلاقي لا تفتش عن أخطائي

 لا تبحث عن نقاط ضعفي عندي كثير من الضعف وكثير من الأخطاء

 إلا إن كنت تعتقد أنني ملاك .. يا حبيبي .. أنا بشر مجبولة بالأخطاء مصنوعة من حفظ التجارب

 .............................................................................................

 

علم أنه يظلمها ولكن منعه كبريائه المزيف من الاعتراف لها فقال :

 انتهيت أم أنه مازال عندك كلام

 كلامك ثقيل على قلبي أنت لا تجيدين الكلام

 لا أستطيع أن أكمل هكذا هذا محال

 (( ثم أشعل الشيطان فتيل الغضب في صدره فانفجر)) قائلا دفقة واحدة دون توقف

 لست ترضين عن أي شيء أفعله

 

 أنا أعاني من أزمة ثقة بالنفس أمامك وتكاليف الحياة ترهقني

 أنت تغيرت كثيرا وللأسوأ 

 أنا أعاني وأتألم أنا صرت كالأجير عندك وطلباتك لا تنتهي

 من أين ألقاها منك أم من الزمان أم من الناس

 حملي يعجز عن حمله جبل

 

أعطيك أسقيك أطعمك ألبسك أدفع فواتيرك كلها وأنا ممنون منك

 (( هنا تراجع وعلم أنه تكلم بما لا ينبغي ))

 (( أطرق قليلا مفكرا ثم شعر أنها ستتحدث فبادر بالكلام دون تفكر كيلا يفوت فرصة الشعور بالنصر لأن صوته هو الوحيد المسموع الآن وهي صامته ))

 وأخذ يهذي ويلقي مشارقها على مغاربها , وكانت كلما أخطأ تجيبه , ويجيبها , وتنعته , ويصفها ,

 

 وعلا صوتهما . ورحل العقل . ولملم المنطق أغراضه ورحل . وغفا الضمير ...... وفتحت الحرب أبوابها وبدأت الخسائر الكبيرة تظهر . لأنهما خصمان يعلمان الكثير عن بعضهما .. بل أن دقائق ما لا يعرفه الآخرون عنهما بين يديهما ..

هنا رفع رأسه عن الجدار متألما فهو يعرفهما ويجلهما . ماذا يفعل وكيف يتصرف ..

هبط من غرفته مسرعا إلى باب دارهما وبيده إناء فارغ  طرق الباب وفتح له الرجل غاضبا ثم تبسم ببرود يشوبه توتر. 

 وقال : أمر جارنا ماذا تريد

 

  أريد قليلا من الماء فالماء عندي مقطوعة .

 نظر إلى يد الشاب الذي طرق الباب في وقت غير مناسب  ثم إلى وجهه ثم بدون أي كلمة تناول الإناء وذهب باتجاه المطبخ .

 تسمر صاحب الإناء في مكانه ولحظة وإذا بالرجل يعود وعيناه تقدحان شررا . وأعطاه الإناء بسرعة وارتباك فتدفق بعض الماء عليه . وصفع الرجل الباب صفعة كادت مساميره تتطاير معها وينقلع من مكانه .

فرجع الشاب وهو يقول لنفسه . كيف أتدخل بينهما لعلي أفسد أكثر مما سأصلح

 عاد الرجل الغاضب ليكمل مسرحية غضبه ومسلسل ثوراته البركانية . فوجد زوجته ورأسها بين يديها و ركبتيها . وهي منحنية تبكي بمرارة فصار يسير في الغرفة جيئة وذهابا بخطى مسرعة وغاضبة ثم

 

 قال : نعم أبكي لكي ينقلب الحق باطلا فهذه عادتك نعم المزيد

 قالت : سامحك الله إنما أبكي من فقدي حبيبا حنونا عطوفا صار وحشا بسبب الضغوط والظروف أنا أخاف منك

 فقال : لماذا تخافين مني وهل أنا (( الغول )) أم أن شكلي مخيف أم أنني قبيح في نظرك

 قال هذا وهو يبحث في بريق عينيها عن جواب يرضيه كقولها أنك جميل ولا زلت شابا . فلقد تقدم به السن ويريد أن يعود كما كان شابا

  نظرت في وجهه معاتبة تطلب حنانه بغير لسان وتطلب اعتذاره بدون أن تطالبه بذلك

 

 و كانت نظراتها تؤلمه وكان قد نسي أنها طفلته وزوجته وحبيبته واختلطت عليه الأمور فما عاد يعرف ماذا يفعل وأين يذهب

 ((( هنا واسمحوا لي أن أتدخل بطرح صورة الرجل الحقيقي فأنا الكاتب ويحق لي الكذب أحيانا كيف          أشاء !! )))

 هنا صحا ضميره واستيقظ الرجل في صدره وعاد العقل ليعمل عنده فقال

  الله يخزيك يا شيطان . لا تؤاخذيني إنها ضغوط الحياة

 

 فقالت : أنت لا تستطيع على رفاقك وتأتي هنا لتفرغ شحنتك علي أنا فما ذنبي

 فتحمل عدم فهمها له وصبر صبر الرجل العطوف قائلا :

حقك علي لن أعيدها ثانية فأنت زوجتي وحبيبتي ولكنها كانت فلتة عقال

 قالت : وأنا لم أقصد ما قلته ولقد كنت منفعلة جدا

 

تبسم في وجهها وحنا عليها وضمها إلى صدره الكبير جدا فضاعت بين ثناياه وأخذ يربت على كتفها وبيده الأخرى يمسد شعرها وهو يقول (( خلص هي أخر مرة ))

 رفعت رأسها مبتسمة بدلع وهي تعلن أن قد انهت الحرب ثم عادت لتغفو ثانية على صدره

 والحمد لله :      يا سلام

 

 هل أعجبكم المشهد ؟

 هل كان من داع لأن يتطور الشجار إلى هذه المرحلة ؟

 هل تدخلي بينهما (( بالكتابة طبعا ولست من وضع أذنه على الجدار فلا بيت عندي أصلا لأضع أذني على جدرانه )) كان سيئا أم أن القصص تنتهي هكذا ؟

 هل عاد الشاب فوضع أذنه على جدارهما أم أن الحياء منعه ؟

 

 أليس كلنا عندنا نفس المشكلة أحيانا ؟

 هل الحياة جميلة إن لم يكن الرجل رجلا ؟

 والأنثى أنثى ؟؟

 أترك لك سيدي أن تتخيل الموقف كوميديا مضحكا أو تراجيديا واقعيا مؤلما أو كما تتخيله أنت

والسلام

2011-06-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد