خرج أبو فهمي إلى سيران مع بعض الأهل والأصدقاء
في يوم عطلة .. فالطقس جميل .. والأعصاب متعبة .. والأفكار مرهقة ... وكالعادة في مثل هذه الأمور .. تم الاتفاق على المهام
أبو فلان .. يحضر كذا وكذا .. وأبو فلان ....
وبعد صلاة الجمعة ... كان الانطلاق باتجاه أحد البساتين المطلة على نهر بردى .
وعند الوصول .. تم انزال الأغراض وترتيبها ..
وافترش الجميع الأرض ... وبشكل عفوي بدأ الكلام عن كل شيء ... العمل .. الأولاد .. وغلاء المعيشة وحديث الشارع السوري .. بهمومه وحكاياته ..
قال الأول : يا شباب الفساد هو السبب لما وصلنا إليه لأنه نخر كل شيء في البلد ويجب مكافحته بكل الوسائل والأساليب .
الثاني : أخي المعارضة كلها خائنة فهي تتعاون مع أعداءنا وتأخذ الدعم منهم وتقول كلام حق تريد به الباطل فهل هناك من إنسان ضد الحرية وضد مكافحة الفساد .. شو هال الجنان
.
الثالث : بدكم الصح .. الحرية .. وحدها الحرية تحل كل مشاكل البلد .
الرابع : يا جماعة الخير ... الحوار ... ثم الحوار .. فالبلد بحاجة للحوار وعلى كل المستويات .. ووحده الحوار القائم على الاغناء وليس الالغاء وبعقول وقلوب مفتوحة .. يحصن البلد بوجه الرياح العاتية .. وأنياب ذئاب الليل الغادرة.
الخامس : لكن المعارضة ترفض الحوار إلا بشروط لا تنتهي وبحجة وبلا حجة .
السادس : يا شباب البلد تتعرض لمؤامرة من العيار الثقيل ألا تلاحظون ما تبثه قناة الجزيرة وغيرها من القنوات التلفزيونية يعني الأمور لا تحتاج لذكاء شديد .
السابع : هذا كلام فارغ ... شو مؤامرة شو بطيخ مبسمر ... بصراحة أنا لا أقتنع بنظرية المؤامرة وبأي شكل من الأشكال .
الثامن : الحل هو مدفع ستالين الشهير ... وحده العلاج الشافي والكافي .. يا جماعة فالحرية تحتاج لإرادة واعية .. وأنا أفضل الحسم لأن الحرية من غير وعي .. تأكل الأخضر واليابس .
التاسع : الاعلام السوري سيء ... ويغرد خارج السرب وهو ينقل وجهة نظر واحدة ... وهذا بحسب اعتقادي فاقم المشكلة وزاد في الطنبور نغماً .
العاشر : ليش حاسسكم ما عم تحكو عن بلدنا ... وكأن كل واحد منا .. عم يحكي عن الصومال أو أفغانستان .
الحادي عشر : والله العظيم ... اقشعر بدني من مشاهد القتل للشرطة والجيش .. يا أخي حرام هال الحكي حرام .
الثاني عشر : ليش كمان ما شفتوا هال الطفل حمزة ... والله شي ببكي .. الله يعين أهلو .
الثالث عشر : بصراحة ... انا ما عدت تابعت أي شيء .. يعني لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم .. المهم الله يأمنا بأوطاننا .
أبو فهمي وهو ينقل عينيه الدامعتين بين وجوه الأهل والأصدقاء قال :
لم أكن أتوقع أن نحمل معنا إلى هنا كل هذه الدروب والأزقة والمنعطفات ... !؟
.. " قلبي يكاد ينفطر على وطني "..