news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
خبر عاجل ...انتحار الإعلام الحر؟ ... بقلم : محمد عبد الغني شبيب

لعل كل من يتعاطى الإعلام - بلغة المدمنين - يعلم أن ليس هناك إعلام حر بكل ما تعنيه كلمة الحرية من معنى , فالمسألة نسبية


ونتفهم أن التعامل مع المعلومة يكون كل حسب حارس البوابة قي كل وسيلة – الرقيب – أو الخط الذي تتبعه الوسيلة , حيث أن الهامش المعطى لكل وسيلة يحدد مساحة التعبير عن الرأي فيها , ويتناسب طردا معه سواء اتسع ذلك الهامش أم ضاق , ليخدم أجندة الجهة مالكة الوسيلة , فكان الإعلام في السابق يتعامل بطريقة دس السم في العسل (كثير من المعلومات الصحيحة وقليل من الكذب ) ويمرر رسالته لتحدث ذلك التأثير في المتلقي , بهذا المعنى ظهرت على الساحة الإعلامية وسائل إعلامية يبدو الهامش الذي تلعب به عريض , بحيث أن من يتعرض لها – يشاهدها - يعتقد أنها تعتمد الموضوعية و المهنية الإعلامية .

 

وسائل كانت بخجل وبطريقة علمية تستعمل أساليب غير مشروعة لتمرير رسالتها , مستخدمة التقنيات الحديثة و إمكانات التلفزيون وميزاته بحرفية عالية .

أقول كانت ؟

هذه الوسائل ما فتئت تنتقض الإعلام الرسمي , وتتبجح بالموضوعية وشعارات - الرأي والرأي الأخر , وأن تعرف أكثر – شعارات تبارت فيما بينها على إطلاقها , فأسست قاعدة شعبية , حتى باتت و لمرحلة قريبة مضت هي المصدر الوحيد للمعلومة و الخبر , فهجر المشاهدين شاشاتهم المحلية الشرعية إلى أحضان الشاشات اللعوب , لأنهم وبكل بساطة , وجدوا عندها ما فقدوه عندهم , وأحسوا أن هذه الشاشات أو القنوات الفرنجية و مستنسخاتها , تشبع حاجاتهم وتلبي رغباتهم وتعبر عن رأيهم المكبوت وتصرح بما تكن به صدورهم .

إلى أن جاء ما يسمى الربيع العربي , فكشرت هذه القنوات عن أنيابها , وصرحت عن هويتها , و عذرا من القراء – طيزت على الموضوعية – وتبرزت على المهنية , وتبرأت من الأخوة والصداقة , كل ذلك تنفيذا لأوامر أسيادها وكسب رضاهم .

 

فاستبدلت آلات تصويرها بكاميرات الجوالات , ومراسليها بشاهدين الزور (العيان) وناشطين حقوقيين وسياسيين لا علاقة لهم بهذه التسميات لا من قريب ولا من بعيد , و أوقفت برامجها , لتتفرغ نشراتها الإخبارية لعرض كل ما هب ودب , وبث لقطات ليس لها علاقة لا بالمعايير الفنية ولا المهنية ولا الأخلاقية ولا علاقة لها حتى باحترام مشاعر المشاهدين وذكائهم , وفي بعض الأحيان لا علاقة لها بالفهم .

فأصبحت العملية الإعلامية فوضى – سلطة – ولم تعد مقيدة لا بقواعد ولا بمهنية ولا ..............؟

أصبح الإعلام ( فضاء كل مين أيدوا ألو)

 

تابعت هذه القنوات نهجها وحقدها , بغرس نابها الأزرق في جسد الأمة , غير مبالية بالفوضى التي تخلفها  والأحزان التي تصنعها , والجرائم التي ترتكبها , مستعينة بكل وسائل الدمار الشامل النفسية والفكرية  والأبواق المأجورة وعملاء من الداخل والخارج , والخلايا النائمة والمخدرة والصاحية , بطريقة منهجية لشن حرب إعلامية تكون فيها أداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة , لتحقق كل واحدة من هذه القنوات أهدافها وبالتالي أهداف القائمين عليها وأسيادهم كل حسب أجندته , أكان ضغطا سياسيا , أو مصالح اقتصادية  أو انتقاما أعمى , أو ثمنا للبقاء على كرسي الحكم , وهنا أقف لحظة لأذكرهم  بالقول – أكلت يوم أكل الثور الأبيض – والقصة العبرة التي تمخض عنها هذا القول ؟

وللنكتة ...سوف أذكر لكم آخر ما تمخضت عنه السياسة الأمريكية الغبية , والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية المحقق (النزيه أوكامبو) , وجاء بخبر عن طريق وسيلة إعلامية- عبرية – عربية , يقول مفاد الخبر أن الزعيم القذافي يوزع على قواته المنشطات ( الفياغرا ) ليقوموا بحرب اغتصاب , ليواجه بهذا السلاح مقاتلات الحلف الأطلسي , والثوار الليبيين !!؟؟؟

 

أيها القراء : لقد سقطت اليوم قنوات الرأي الحر من قمة مزبلتها بقفزة حرة دون مظلة ؟

أزف إليكم وبكل سرور خبر سقوط هذه القنوات , أعظم الله أجركم بالإعلام (الحر) , ولا أفجعكم بعزيز .

 

2011-06-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد