سطّرتم ملاحمَ المجدِ بدماكمْ
يا إخوتي في الأرضِ طوبى لكمْ
طوبى لجبينٍ تُشرقُ الشمسُ منهُ
منارةً لا تغيبُ إذْ يغيبُ
طوبى لقلبٍ يَنضحُ مروءةً
و روحٍ طاهرةٍ اشتاقتْ لباريها
اخترتم الرحيلَ ليبقى غيركمُ
فهل من بعدِ إيثاركمْ إيثارُ؟
كم بكينا لوعةً على وطننا
و هل من يذرفِ الدّمعَ كمن يذرفُ الدّمَ ؟
بنيتم مركبَ النجاةِ بأشلائكم
و لولا حملنا لكنّا أشلاءُ
يا أشرف النّاسِ ..يا حرّاسَ وجودنا
يا أشجاراً كالزيتونِ لا تموتُ
أن نكافيكم ليس بمقدورنا
فجنانُ الخُلْدِ من صنعِ خالقنا
أن ننساكم ليس من شِيمنا;
فأسماؤكم منقوشةٌ على جدرانِ عقولنا
نورثها لأحفادنا و نعلّمها في مدارسنا
و نفخرُ أنّها حفظت كرامتنا
زغردوا يا أمّهات أبطالنا
هنيئاً لمن يُزفُّ لسوريّةَ عريسا
تراب بلادي ضُرِّجَ بالنُّعمانِ
أليسَ الأحمرُ في علمي سيّدَ الألوان ِ؟
أراهُ شامخاً يَقطرُ وقاراً
يصونُ أخضرَ الأرضِ و سوادَ الشَّعبِ و أبيضَ السّلامِ
يا شهداءَ الحقِّ أنبل التّحيّاتِ لكم
و يا حماةَ الدِّيارِ عليكم سلام