news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
رأي معارض وطني وابن سجين سياسي سابق... بقلم : علاء حمود

بداية أود أن أعرّف بنفسي قليلا حتى أتجنب بعض المزايدات على وطنيتي من قبل من قد لا تعجبه هذه الكلمات التي أعتبرها بمثابة فشة خلق مطولة.


أنا مهندس سوري عمري 33 سنة مغترب أعمل بشركة عالمية في مجال نظم المعلومات ودعم القرار ولدت في سوريا وبعمر الخمس سنوات فقدت عاطفة الأبوة , لأن أبي كان صحفيا شابا يملك الحماس والوطنية , هذه الوطنية جعلته يدفع الثمن أكثر من ثلاثة عشر عاما في السجون السورية ,كانت وراءها بعض رجالات السلطة الفاسدين من ضباط المخابرات الذين أساؤوا لسوريا ولقائدها الخالد  حافظ الأسد , كنت حينها في الحضانة وأخي الصغير لم يرى الحياة بعد إضافة لأخواتي الأربعة الصغار, لكن القدر أكرمنا بأمي وبعائلتها التي كانت بمثابة الأجنحة التي طارت بنا من الفقر والعذاب إلى النجاح والتفوق.

 

وبقدرة قادر وفي ليلة من ليالي الصيف الجميلة وصلنا خبر قبل الفجر بقليل يقول بأن أبي قد خرج من السجن وهو في طريقه للبيت طبعا لم نصدق الموضوع لأن هذا كان أشبه بحلم ولأننا كنا قد جربنا هذا الخبر كثيرا , حيث  كنا نسهر ليالي في انتظار خبر لم يكن إلا من صنع  بعض رجال المخابرات السابقين الذين كانوا ضعاف النفوس وصغار القيمة والحمد لله هم الان خارج السلطة

 

لا أريد أن ادخل في تفاصيل وعذابات سنوات طويلة ,لأنها تحتاج كتب ولكن أريد القول بأنني عانيت الكثير بحياتي بالصغر والكبر ,  تخرجت من كلية الهندسة جامعة دمشق وتوظفت لدى الدولة في مكان لا أجد فيه كرسي للجلوس , وبما أنني لا أملك الواسطة التي قد تعطيني الفرصة التي كنت أصبو اليها , قررت الاعتماد على نفسي فأخذت استغّل وقتي في الدراسات العليا مع مرحلة خدمة العلم , وفي التعلم على النظم الحاسوبية الجديدة التي تستخدم في مجال الهندسة والتخطيط , والحمد لله وصلت الى نقطة جعلتي أخذ فرصتي في أكبر الشركات العالمية عندها قررت أن أسافر وفي عيني دمعة لفراق أجمل بلد بالعالم .أكتفي بهذه المقدمة علّها تحميني من مزايدات بعض من قد يقرأ ما سأقوم بالتعبير عنه .

 

أتكلم الآن من خارج الوطن ليس لأنني  أخشى أن أتكلم داخل الوطن بل لأنني لا أستطيع الانتظار لأعود لبلدي ,على الرغم من أنني كنت منذ شهرين في سوريا لأنني لا أستطيع أن أبتعد عن دمشق أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة .

 

باختصار أريد أن أدلي برأيي حول بعض ما   يحصل في سوريا بالتوجه ببعض الكلمات بصفتي سوري أولا وبصفتي شاب ثانيا ,وبصفتي متعلم ثالثا وبصفتي ابن سجين سياسي دفع ثمن أكثر بكثير ممن أجده الآن يوزع حقوق الإنسان والديموقراطية على السوريين ويتكلم باسم المعارضة من على ضفاف النيل أو من ملاهي باريس ولندن .أما أخر صفة أتحدث بها فهي بصفتي معارض ,ولكن معارض لأمور معينة وليس معارض سلبي ,فأنا معارض للفساد في بعض قطاعات الدولة ,معارض لتدني مستوى التعليم لدرجة أن بعض الدكاترة كانوا يبيعون أسئلة الامتحان لأصحاب الأموال ,معارض للبعض من رجالات السلطة السياسيين والأمنيين الفاسدين ,معارض لغلاء أسعار العقارات بحيث أني وعلى الرغم من غربتي لم أتمكن من شراء بيت في بلدي ,معارض لعدم وجود الإنسان المناسب بالمكان المناسب وعليه أتوجه بكلماتي إلى

 

أولا :

إلى سيد الوطن إلى الشاب المتعلّم إلى ذراع المقاومة , إلى الدكتور إلى رئيسي بشار الأسد أقول لك بأننا ندعو لك بالنصر ليل نهار ,وأننا جاهزون بالمال والعلم وبكل ما نملك لحمايتك وحماية الوطن من شر كل غادر و شر كل معارض خائن  ,لا يرى حرجا في أن تقصف سوريا بالصواريخ وتدمّر ,لأنهم لا يرون إلا مصلحتهم الشخصية  وأنا قابلت الكثير منهم ممن وجدت في نفوسهم الضعف والذل , إنهم صراصير يخرجون في الليل ليأكلوا فتات الخبر ولكن يا سيدي  الأسود لا تخيفها الصراصير ,كلامي هذا لأني أرى فيك الحب للوطن أرى فيك الشاب الطموح الوقور المصلح الشامخ الذي لا يقبل الذل له ولبلده وشعبه ,لذلك أتوسل إليك يا سيدي  أن تعمل جاهدا على تعرية المفسدين الذين يؤثرون على سمعتك الطيبة والذين لا يرون إلا مصالحهم الشخصية ,أطلب منك باسم شباب كثر أن نرتقي بمستوى التعليم الجامعي ,أن تحاسب المفسدين الذين جعلوا سعر البيت بالنسبة لنا حلم ,أن تحاسب كل من يضع إنسان غير مناسب في سلطة ,أن تفسح المجال للإعلام الشريف الذي يريد خير الوطن ليتابع المقصرين ويعريهم , ونعدك بأننا سوف نكون معك دوما في السرّاء والضرّاء  .

 

ثانيا

إلى جيشنا العظيم إلى كل ضابط شريف إلى كل عسكري وأنا أعرف الكثير منهم ممن بقوا أسابيع في بذتهم  العسكرية  همّهم الوحيد إسقاط المؤامرة القذرة  وحماية الوطن  وسيد الوطن من ناس باعوا ضمائرهم للغرب  وأخص بالذكر رجل أحبه أيضا لأنه كالصقر  إنه العميد ماهر الأسد ,انطلاقي في ذلك من أهمية وجود رجال صقور قادرين على حماية الوطن من شر أطماع  تنسل في الجسد السوري كالأفعى لتلدغ جيشها وشعبها .

 

ثالثا

 إلى رجال المعارضة الشرفاء وأنا اعرف منهم الكثير إلى من يخاف على شرفه وعلى شرف بناته من جيوش الغرب , إلى من يريد الحق تحت سقف الوطن وليس على بوارج الغرب إلى من يريد أن يمشي بأمان أخر الليل في شوارع دمشق, إلى من يريد أن تسافر ابنته من شمال سوريا لجنوبها في أي وقت وهو مطمئن البال , إلى من يريد أن تنعم أحفاده بالأمان والتعليم والمستقبل المشرق ,دعونا نحل مشاكلنا مع سيد الوطن تحت سقف الوطن , وأتمنى أن يكون  في مؤتمركم الذي عقد مؤخرا بداية لما فيه خير ومصلحة الوطن بعيدا عن مصالحكم الشخصية أو الفئوية ,وبعيدا عن تكبّر البعض ممن رفض  الظهور على قناة الدنيا محاولا أن يظهر بمظهر المعارض الشرس,أقول له أن التكلم مع قناة وطنية كان لها التأثير الكبير في نفوسنا كمغتربين , أفضل بكثير من التكلم مع الغرف السوداء التي تستخدمكم دمى في منصّاتها الإعلامية للوصول إلى مأربها الخبيثة  .

 

رابعا

إلى شباب سوريا المتعلم بكافة مراحله ,اطلب منكم بصفتي شاب متعلم مثلكم  وعانيت أكثر بكثير مما قد يعانيه بعضكم ,أقول لكم اجتهدوا وادرسوا وثابروا حتى تكونوا مستعدين للفرص القادمة ,وادركوا أهمية بلدنا  سوريا والنعمة التي تنعمون بها لأنني عرفت أهميتها بعد أن غادرتها (بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليا كرام ) ,كونوا بجانب الشاب الطموح الدكتور بشار ,وكونوا على ثقة أنه يريد أن يفعل الكثير على الرغم من كل الضغوط التي تمارس عليه من الخارج والداخل وحتما الفرص قادمة في الوطن وبقيادة سيد الوطن .

 

خامسا

إلى رجال الاقتصاد الذين بنوا ثرواتهم من تراب سوريا ,أقول لكم هذا هو الوقت الذي سيظهر فيه معدنكم وعليكم أن تعلموا أن شعب سوريا بقيادة الأسد سوف يحاسب كل من حاول أن يهز الاقتصاد ويسرق لقمة عيش الشعب ,كما سيكافئ كل من حاول مساندة الاقتصاد ,وأنا كان لي الفخر مع مجموعة من الشباب السوريين المغتربين  بأن نضع نقودنا في المصرف التجاري السوري حتى نشعر بالفخر الداخلي وأن أقدم جزءا يسيرا لتراب الوطن الذي عشت وتربيت فيه, وأقسم بالله العظيم بأن والدتي التي دفعت ثمنا كبيرا من الفقر والألم والمرض والذي مازالت تعاني منه حتى الأن ,هي من كان يذكّرني  بكل اتصال معها  أن أحوّل نقودي شهريا لسوريا دعما لليرة السورية ,لأنها تعلم قيمة سوريا وتعلم المؤامرة التي تحاك ضدها وتعلم الظلم الذي يتعرض له سيد الوطن من قبل بعض الدول أو من قبل بعض صغار النفوس في سوريا وخارج سوريا ,لذا أدعو زوجات وأمهات كل المعارضين الشرفاء أن يأخذوا دورهم في ضمان أمن وسلامة بلدهم وأن يقوموا بتوعية أبنائهم ممن غرر به .

 

سادسا

إلى من يريد أن يستغل هذا الوضع المؤقت في سوريا من هواة المعارضة المتسلقين على ظهور الأخرين ,أو ممن لهم مصلحة في نشر الخراب من تجار مخدرات وتجار أسلحة نقول لكم لن تصلوا إلى مبتغاكم في نزع الأمن والأمان من شوارع سوريا .

 

إلى من يريد أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى معارض سياسي وناشط حقوقي ومن الكلمات التي أشاهدها على قنوات الظلام طوال تلك المدة ,نقول لكم إن الوطنية لا تصنع بأشهر وإنما تحتاج سنوات وأنّ من سخرية القدر أن تتكملوا بالوطنية باسمنا وباسم عائلاتنا التي كانت تدافع عن الحق بينما بعضكم يلهث وراء نساء أوروبا  وبعضكم الأخر كان مازال يمص اصبعه, لذلك لن تنجحوا وهذا مضيعة لوقتكم ولجهدكم ,لان الشعب السوري يستطيع أن يميز بين من يتكلم بإخلاص وبين من يحاول التسلق للحصول على بعض الفتات .

 

لدي  الكثير من الكلام ولكن اكتفي بهذا القدر في فشة خلق مطولة , لعلّي أفش خلقي مرة أخرى تجاه أسماء محددة سواء من أهل الفن الصغار أم أهل السياسة الصغار ,نظرا لما أراه وأشاهده وأسمعه من بعضهم وانطلاقا من الحرية التي يدعون لها سنقوم بتطبيقها عليهم بالتعبير عن رأينا تجاههم , لنرى إذا كانوا سيقبلون رأيا معارضا لهم ولطموحاتهم . كلامي هذا أقوله نيابة عني وعن  العديد من الشباب السوريين الذين التقيهم سواء داخل سوريا أو خارجها ,وجهودنا البناءة سنستمّر بها و سنثمرها ورودا  في سوريا وليس دمارا وتخريبا .

 

قد يسأل سائل ما الذي يدفعني للدفاع عن السلطة بعد كل الألم الذي عشنا فيه طوال سنوات ,أقول له ببساطة لأننا ندرك أن ما حصل لنا ولأبي وللعديد ممن ظلموا لم تكن بتوجه من الرئيس الراحل حافظ الأسد أو الرئيس بشار الأسد ,إنما كانت نتيجة اجتهادات وفساد بعض رجال السلطة من سياسيين وضباط مخابرات , وتجربتنا أكدت لنا أن هناك الكثير من الأمور التي تصل مغلوطة للسيد الرئيس من قبل بعض رجالاته الذين حصلوا على ثقته , إلا أنهم لم يكونوا رجالا لحمل هذه الثقة وأن فساد بعض الرجال في السلطة لا يعالج بدمار البلد وتخريب الممتلكات وتشويه الجثث وضرب الاقتصاد الوطني , إنما بالحوار والتنسيق مع سيد الوطن للخلاص منهم وتعريتهم ,ولا يوجد مبرر يعطينا الحق في رهن بلدنا وعرضنا للخارج الذي لا يسعى لا إلى  ديموقراطية ولا أحد مشتاقتها إنما يسعى لنكون عبيدا له. 

ما كتبته هو ما أحسّ به وأملاه عليّ ضميري وحبي لبلدي, وعلى المشكك أن يعرف أني لست بحاجة للمال ولا السلطة ولا السيارات التي يسعى إليها الآخرون , فنعم الله عليّ ودعاء أمي أوصلتني ماديا ومعنويا لمكانة لم أكن أحلم بها والحمد لله كل لحظة .

 

2011-07-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)