news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هل هذا هو الإصلاح الذي يريدون؟؟... بقلم : ابراهيم فارس فارس

كثير ممن راهنوا على وصول لهيب الحراك الجماهيري في بعض الدول العربية الى سورية ! ولئن كان الدافع الى ذلك لدى هذه الجماهير هو موقف قادتها الممالىء لاسرائيل ، إلا انه وصل سورية لأن النار تلفح   ولهيبها عشوائي ،ليس له طريق واضح ، وسورية لم تكن يوما ً إلا مع العرب وقضايا الأمة و هذا لعمري هو السبب الرئــــيس   لحدوث ذلك فيها !!


سورية لم تقصر يوما ً تجاه أي دولة عربية وسورية هي البلد الوحيد بين العرب يدخلها العربي كمن يتنقل داخل بلده !! سورية تبنت قضية فلسطين منذ نشوئها ودفعت الغالي والرخيص لأجل ذلك وما تزال ، وسورية تحملت عبء الحيلولة دون تقسيم لبنان وساعدته ما أمكنها ذلك  في حروبه ضد اسرائيل .. ,وسورية مع شقيقتها مصر دافعت عن الأمة العربية  ووجودها في حرب تشرين عام ثلاثة وسبعين واستردت للأمة كرامتها من بين يدي أشرس القوى العسكرية في  المنطقة والعالم .. وسورية لم تتقاعس عن نجدة مصر يوم تكالبت عليها فرنسة وبريطانية واسرائيل عام ستة وخمسين ، وسورية حاربت بأبنائها وإمكاناتها لأجل الكويت يوم انقض عليها صدام ...وما قصرت سورية  ولم تقصر  في تقديم العون لأي بلد عربي وبقدر ما تستطيع حتى ولو بصدق الموقف (ومن لم يستطع فبلسانه) كما قال رسولنا الكريم ، صلى الله عليه وسلم .

 

وبدل أن تقابل الكثير من هذه الدول الشقيقة الجميل بأحسن منه ، أرسلت أعضاء برلمانها الى تركية ، فضربوا عصفورين بحجر واحد : قضوا الليالي الحمراء في كباريهات استانبول من جهة ، ووقفوا في اليوم التالي الى جانب من يحلم بخراب سورية إرضاء لإسرائيل بلا خجل أو استحياء ، من جهة ثانية !!

 

وأنا أقول وهذا رأي شخصي ، إننا نتحمل جزءا ً مما حدث معنا ، ذلك أننا كثيرا ً ما نتعامل مع قضايانا بكثير من طيبة القلب  ، وندفع ثمن ذلك اليوم !! ويقينا ً لولا هذه الخاصرة الضعيفة التي شكلها جزء من أولئك الذين لا أخلاق ولا ضمير لديهم لما استطاع لا هم ولا جد جدهم إن يدخلوا من الأبواب المشبوهة قيد شعرة !!

إن ما يجري مؤلم حقا ً لكنه هو ومن تسبب فيه الى المزابل ، وسينتصر الحق شاء من شاء وأبى من أبى !

 

ثم بماذا يطالب أولئك ؟ هل هذا هو الإصلاح الذي يزعمون ؟هل الداعي الى الإصلاح يقتل ويمثل بالجثث ويخرب ويحرق ويفجر ويرو ّع ويقطع الطرقات؟؟ ما ذنب عابر الطريق قاصدا ً اهله مثلا ً كي يقتل ويمثل بجسده  ودون ذنب ؟؟!!

 

هل الإصلاح أن نقتل عناصر دائرة حكومية  ثم نحرقها بمن فيها ، بقصد إخضاع الحكومة والضغط عليها ؟ إلا يدرك أمثال هؤلاء ومن يوجههم من الخارج إن المواطن السوري اكبر واذكي مما يفعلون ويحلمون ؟ الإصلاح مطلب حق ، نعم نحن نقر بذلك ،و أساساً ً القيادة مع الإصلاح وتسعى إليه بكل جدية ، وتؤمن به  كما يؤمن به الشعب كله وان لا شيء وضعيا ً أبد يا ً ! وأن أي شيء قابل للتغيير والتطوير دون استثناء .. حتى الحزب  حتى الدستور كل شيء قابل للتطوير والتحديث والتغيير فليس ثمة شيء منزل ما دام ليس من عند الله .. وهذه هي سنة الحياة والكون ولا نتصور ان احدا ً ينكر ذلك !! ولكنها أجندة خارجية تخدم اسرائيل بالدرجة الأولى وإلا كان الأولى بمثل هؤلاء ان يتعاملوا بكل ايجابية مع تفاعل الدولة الايجابي حيال ذلك ، طالما إن الغاية هي المصلحة العامة بشكل عام .

 

ثم يا أخي أين كان كل هؤلاء الذين ينبقون علينا بين الحين والآخر من وسائل الإعلام المغرضة ؟ تحسب ذاتها عباقرة زمانها وتنظر وتحلل وكل ما تدلي به يتوافق مع الأجندة الإسرائيلية والأمريكية ! يظهرون على هذه الشاشات لينفثوا حقدهم وغاياتهم المريبة تحت اسم الإصلاح !! وبعضهم يشبه السعادين المسعورة ، وجوههم اشد كآبة من مناظر التخريب التي يسعون إليها ويحلمون بأن تتحقق ، ولكنهم خسئوا وخسيء كل من يشد على أيديهم الآثمة . والأدهى أنهم ينظرون ويقترحون ويؤلبون المشاعر ليشجعوها على الإجرام وهم بعيدون ، يرفلون بنعمة وكرم ضيافة من اشتروهم واستأجروهم لهذا الغرض ، وبثمن الخيانة الذي يقبضون ، ينعمون هم وعائلاتهم بالأمن والحماية حيث هم ويطلبون من أدواتهم تنفيذ ما يريدون ويتهيأ لهم أنهم سيحققون ما يصبون إليه فيقفزون الى الغنائم في الوقت المناسب التي يحلمون ، وساء ما يحلمون . مثل هؤلاء مثل إجرائهم وأمثالهم وهم قلة لم يتركوا بابا ً للتخريب والضرر العام إلا سلكوه فملئوا الأرض وأسطح البنايات مخالفات وكذلك الساحات والطرقات .. شوهوا الطبيعة من حولنا وتاجروا بأرواح الناس .. امتنعوا عن دفع الفواتير والالتزام بالواجبات .. حرقوا وقتلوا وكسروا واغتصبوا ، وصوروا .. وإذا ما قامت الحكومة بمنعهم  أرسلوا صور إجرامهم الى من يلقاها بكل رحابة لأنها بغيتهم اساسا ً وتبدأ  خطب الحديث عن الإنسانية والعدل والديموقراطية والحكومة التي تقتل شعبها كما يدعون !! وإذا ما قلت لأحدهم حرام عليك ما تفعله بحق اهلك وبلدك صار لك عدوا ً وصرت أمامه مارقا ً وعواينيا ً للحكومة .. وهجموا عليك بالحجارة والسكاكين والرصاص .. صيروا الجار عدوا ً  وابن الحارة  هولاكو عصره الذي أصبح ملونا بالإجرام والعبث المجنون !!

 

فهل هذا هو الإصلاح الذي يريدون ؟ اللهم اعن هذا الشعب الصابر على هؤلاء .. واعن اللهم هذا البلد وقيادة هذا البلد على حماقات وجنون هؤلاء .. وان الله أبى إلا أن ينصر الصابرين الصادقين .. وان مسيرة الإصلاح لا بد سائرة ولن توقفها براكين الجنون والحقد الأعمى ، ولو كره الكارهون .

 

2011-07-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد