منذ فترة وجيزة, نشر في سيريانيوز مقال عن اليوم العالمي لمكافحة جرائم "الشرف". التعليقات تراوحت بين مدافع عن هذه الجرائم أو معارض لها. المدافعون وصموا الطرف الآخر بالعلمانية ومعاداة الدين.  أود في هذا المقال الموجز تبني وجهة النظر التالية: "المؤيدون لهذه الجرائم هم الخارجون عن الدين". أسبابي هي: 

الحكم "الشرعي" للزنا هو الجلد (وليس القتل) للغير متزوجة والرجم للمتزوجة (والمتزوج). ايضاٌ يجب توفر أربعة شهود من من شهدوا الواقعة بالتفصيل.  قياساً على هذا الحكم الشرعي, كم من حالات جرائم "الشرف" تنطبق عليها هذه الشروط؟ أليست  الغالبية العظمى من المقتولات غير متزوجات وليس هناك  من شهود !

2.عقوبة الزنا في الشرع هي عقوبة "شيوع" وليس عقوبة "فعل". الدليل على ذلك هو "ما احتمال أن يشاهد أربعة شهود العملية الجنسية بتفاصيلها إن لم تكن هناك دعارة مفضوحة؟ ". الأساس في وقوع الإنسان في فعل الزنا هو الإستغفار وليس القتل. للتذكرة فقط, عمر بن الخطاب جلد الشهود الذين أدعوا على امرأة ولم يعاقب المرأة لعدم اكتمال النصاب.

3) الحكم "الشرعي" للزنا لا يفرق بين الجنسين والقانون الذي يحمي مرتكب جرائم الشرف يفرق بين الجنسين.

للمؤيدون لهذه الجرائم, ألا تخافون يوم الحساب حين تسألون عن دماء النسوة البريئات التي سفكت بسبب هذه القوانين التي تبيح العذر المخفف؟ ألا يدرك أصحاب هذه التعليقات أنهم يشدون على يد القاتل ويدفعون أخرين للإقتداء به. الحقيقة المجردة أن جرائم "الشرف" هي جرائم عنف ضد المرأة لا تختلف في ماهيتها عن جرائم الإغتصاب. للمدافعين عن هذه الوحشية , عار عليكم.