news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الثلج والثورات العربية ...بقلم : سليم أسعد علي

يبدو أن ذوبان الثلوج هو أكبر محرض للغرب ليساند الثورات العربية ، وعلى من ينتفض في الشارع العربي  أن يحذر من سرقة أحلامه من قبل أهل الشمال و الذين يشجعون الثورات لأجندة مختلفة عن مطالب الديمقراطية .فالكلمة السحرية ليست الحرية بل "جولف ستريم "أو" تيار الخليج "،المسؤول عن المناخ الدافئ المعتدل في أمريكا و أوروبا الغربية، فهو يرفع درجات الحرارة من 8 الى 10 درجات و يدفع المياه الدافئة من خليج المكسيك الى شمالي الأطلسي مرورا بسواحل فرنسا وبريطانيا،موفرا  أفضل الشروط لزراعة الكثير من المحاصيل .


و الاحتباس الحراري يشكل أكبر ضرر على حركة التيارات البحرية .حيث أنه  كلما تسارع ذوبان الثلوج بفعل ظاهرة الاحتباس  ستزيد نسبة المياه العذبة ذات الكثافة الخفيفة، مما سيؤدي الى توقف دورتها. وخلال العقود الخمسة الأخيرة نقصت حركة التيار  بنسبة 30% حسب الدراسات العلمية . إذا أن توقف جولف ستريم  ستنخفض درجات الحرارة بشكل حاد في فصل الشتاء  في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية خلال سنوات قليلة لتصل الى مستويات الحرارة السيبيرية، محولا حياة المليار الذهبي (سكان العالم المتطور) ,  الى كابوس مرعب.  

 

وكشفت الدراسات الجيولوجية في غرينلاند أن توقف التيارات البحرية في السابق وبشكل مفاجئ ، أدى الى دخول كوكب الأرض في عصور جليدية طويلة أدت إلى أختفاء الكثير من الكائنات النباتية والحيوانية.

يبدو ان عصر التجمد بدأت تلوح معالمه من خليج المكسيك بعد الإنفجار الكبير لمنصة النفط العائمة لبتريش بترليوم في 20 من نيسان/أبريل 2010 , مما أدى الى تسرب أكثر من مليار ليتر من النفط الخام مكونا في الأعماق  بقع نفطية هائلة و للقضاء عليها ضخت بتريش بتروليوم ملايين الليترات من المواد الكيماوية. وهذا ما أثر على تدفق جولف ستريم .  

 

وحسب ما أعلن الدكتور جيانلوي زانكاريب , -عالم الفيزياء النظرية الايطالي ,الدارس   لمنطقة الخليج المكسيكي- فإن الكمية الهائلة من النفط في قاع الخليج والتي تتوسع بشكل مطرد , دمرت عملية التبادل الحراري في مياهه ،حيث اختفى  تيار المياه الدافئة  منذ شهر مضى. و بينت  صور الأقمار الصناعية أن جولف ستريم قد تشتت الى أجزاء في 250 كم من شواطىء كالوراينا الشمالية.

 

 وظهرت أوائل أثار هذا التوقف في شتاء 2010-2011  في ألمانيا حيث وصلت سماكة الثلج الى 10سم،على مدى شهرين ,  وانخفضت درجات الحرارة في الليل الى حوالي 20 درجة مئوية تحت الصفر  كما كان شتاء إنكلترا الأبرد منذ 100 عام، أي أنه  لتوفير بضع مليارات من الدولارات كغرامة مالية من الشركة لصالح السلطات الأمريكية , كانت النتيجة كارثة بيئية ستؤثر على العالم بأكمله لأن كلفة  المخالفة يكبر كلما كبر حجم البقع النفطية على السطح , لذلك كان الحل بإغراقها بالمواد الكيماوية .

 

وملايين البشر بدأوا فعليا بتغيير أماكن عيشهم بسبب البرد ، بحسب منظمة البيئة الإيطالية التي  دعت الى وضع ضوابط قانونية عالمية منظمة لحركة  ومسهلة لهجرتهم. ومن ناحيتها  توقعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يصل عدد اللاجئين البيئيين بين 200-250 مليون إنسان بحلول عام 2050.                 

              

كما صرح المستشار الألماني السابق غرهارد شرودير  أنه بحلول عام 2015 سيصل إستهلاك أوربا  الى 700 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، كما  أكد رئيس شركة الغاز الروسية أن طلبات أوروبا من الغاز في شهر أيار من هذا العام  بقيت على مستوياتها الشتوية متوقعا أن يصل السعر في نهاية هذا العام الى 500 دولار لكل ألف متر مكعب .  هذا بدوره سيؤدي الى  إرتفاع تكاليف المعيشة في أوروبا،إضافة الى  النفقات الهائلة لإعادة تكييف البنى التحتية لتتلاءم  مع درجات الحرارة المنخفضة .قد تصل القيمة الى أكثر 15 ترليون دولار ،في منطقة تعيش أزمة إقتصادية خانقة.

 

  وهذا مايفسر إختفاء الأصوات المعارضة من حماة بيئة وسياسيين لمد خطوط الغاز من روسيا الى أوروبا عبر قاع بحر البلطيق مما يسمى بالسيل الشمالي، إعلان الدول الأوروبية عن إستعدادها للمساهمة في تحديث شبكات نقل الغاز الروسية عبر الأراضي البيلارسية والأوكرانية لرفع قدراتها من نقل الغاز الى أكثر من 40 مليار متر مكعب من الغاز في العام. ، والأخطر من ذلك الضرر الذي سوف يلحق بالقطاع الزراعي، فالبلدان التي كانت تصدر أكثر من150 مليون طن سنويا من القمح ستحتاج الى إستيراد ما يعادلها ولكن السؤال من أين؟

 

المنطقة البديلة هي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ،وهي  الأراضي التي يسود فيها اليوم الجفاف ، لكنها غدا ستشهد نسبة هطولات مطرية مرتفعة، مضافا لها شمسها الدافئة، ومخزونها الهائل من الطاقة.

 

مما يعطي تفسير لهذا الاهتمام المفاجئ بالسودان  وحقوق الإنسان فيه، فالبلد و رغم مضي عشرين عاما على إندلاع الحرب الأهلية  ، توصل المسلمون والمسحيون الى قرار  بعدم إمكانية العيش تحت سقف بلد واحد.

 

هذا قد يجر  التساؤل الى توقيت اندلاع الثورات  في  الشرق  الأوسط و شمال أفريقيا ، فالشعوب العربية وبشكل مفاجئ وفي وقت واحد تقريبا انتفضت على حكامها .

ولكن ما يظهر  أن الهدف  هو تحويل المنطقة الى مجموعة من الدول الفاشلة المقسمة على أساس عرقي أو طائفي  ، متناحرة فيما بينها  ليسهل تحتضيرها لاستقبال هجرة المليار الذهبي.

 

القضية  هي معركة بقاء، فإما أن نكون أو لا نكون.حتى لا يتكرر سيناريو الهنود الحمر من ذوي العروق العربية أو  (الشرق أوسطية ).

 

 

2011-07-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)