أعيتني قطرة المطر ...
تساقطت ببرود وسذاجة على دفتر أيامي ..
خاطبتها بتثاقل بغيض :
أن أتركي خريف عمري فما عاد للحب دور في حياتي ..
دموعها الغزيرة والتي زادتها { لزوجة } لم تشفع لها ...
ولا حتى توسلاتها المريضة ...
لم يقنعني كلامها .. بأنني { أرضها } ولن تتساقط إلا على ترابي ..
أغلقت أذناي بإحكام تام حتى غدوت كجدار أصم لا يسمع ولا يشعر بكهوف حيرتها ...
لكنها أقتحمتني بغزارتها ...احتلت جدران فكري المحطم .. وأقسمت بعشقها لي ...
لحظات من الصمت القاتل سادت جلستنا ....وبوادر هزيمة نكراء ارتسمت على شغاف قلبي ..
ضعفت من كلماتها ...
وأنهارت جدران قلاعي ...
نعم أعشقها ... لكن ؟؟ ماذا أقول لحقول البنفسج الأزرق ... التي تنتظرني في غير مكان ...
إستجمعت قواي ونظرت في عيني قطرة مطري الشاحبة ...
بدأت يدي تمتد نحوها بإرتجاف رجل في التسعين من عمره ...
لامست صفحة وجهها ...
همست في أذنها : يا وطني ... قد حان الرحيل ...
ثم انتزعت من { نهر } شعرها المنسدل بإهمال عفوي على صحارى كتفيها شعرة ....
وعقدتها بإحكام .... صانعاً منها حبل إعدام ...
وحكمت على قطرة المطر التي كانت أمسي ويومي وغدي ... بالموت شنقاً ...