إن من نعم الله على الإنسان أن زود جسمه برئتين تخلصانه من الكربون الضار و تزودانه بالأوكسجين الضروري لاستمرار حياته و إنتاجيته و لكن:
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تخلصه من معظم أنواع البطالة التي يعاني منها و ترفع من مستوى المعيشة للفرد و تقلص خط الفقر فيه إلى مستوى قياسي ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تخلص العديد من أبنائه من التفكير و السلوك السلبيين و تبني فيهم فكراً ايجابياً فعّالاً ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تعمل باستمرار على تزويد أبنائه بالمهارات الحديثة الضرورية لنهضته و بنائه من علوم مهنية في العديد من المجالات بالإضافة إلى المهارات المعلوماتية و اللغوية بحيث لا يبقى احد من أبناء الوطن إلا و لديه خبرة و كفاءة تؤهله لعمل منتج و مثمر ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة خلاّقة منتجة لمشاريع تنموية تؤمن تمويلاً و مورداً اقتصادياً للمشروع من جهة و تستوعب العديد من الكوادر المؤهلة و تؤمن فرص عمل مناسبة لها ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تحتوي على بنك لفرص العمل المقدمة من الفعاليات العامة و الخاصة بما يضمن التخلص من البطالة الاحتكاكية و قلة تلاقي العرض مع الطلب ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تستشعر حاجات سوق العمل و تطور المناهج التعليمية المهنية بما يتماشى و يتوافق مع حاجات و متطلبات سوق العمل و بما يضمن التغلب على البطالة الهيكلية الناجمة عن عدم انسجام الخبرات المتوفرة مع متطلبات سوق العمل ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تقوم على ترميم و إصلاح خلاياه الهرمة من مؤسسات عامة و خاصة و تعيد النظر بآلية عملها و طرق إنتاجيتها لتطرح لها بنية هيكلية جديدة بعلاقات وظيفية أكثر فعالية تضمن التغلب على ظاهرة البطالة المقنّعة المنتشرة فيها - و هي البطالة الناتجة عن وجود أفراد في هذه المؤسسات الهرمة على رأس عملهم نظرياً إلا أن نتاجهم القومي شبه معدوم- و تضمن هذه البنية الهيكلية الجديدة تخفيف الاحتكاك بين المواطن و الموظف و تخفيف عدد المراجعات مما يؤدي الى تخفيف الازدحام المروري و التلوث.
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تفاعلية تتعامل بخصوصية مع كل حالة بطالة و تعالجها بحلول مستدامة و مستمدة من واقع تلك الحالة بناءً على تحليل نقاط القوة و الضعف فيها بما يؤدي إلى التغلب على العديد من أنواع البطالة ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تعيد إحياء و بعث الطاقات الكامنة عبر تقديم جرعات مركزة من العلوم المهنية التخصصية بحيث تضع أصحاب المهن المتأخرة تقنياً أمام أحدث التطورات في اختصاصاتهم ؟
- ماذا لو أصبح للوطن رئة تتيح لإخوتنا في المناطق الشمالية و الشمالية الشرقية استثمار الأراضي الزراعية على مدار السنة و لعدة مواسم و استخدام أحدث تقنيات التربة المتجددة في الزراعة مما يخفف من البطالة الموسمية بحلول مستدامة من واقع البيئة ؟
- ماذا لو أصبحت الفكرة واقعاً و ساهمت في نقل سورية إلى مراتب الدول الأولى عالمياً من حيث انخفاض معدلات البطالة و ارتفاع مستوى معيشة الفرد و انخفاض خط الفقر و ارتفاع مستوى الناتج القومي ؟
إيمانا مني بدور كل مواطن في الإصلاح و التطوير بحسب إمكانياته و إيماناً بالرسالة الاجتماعية للمعماري فقد قمت بترجمة هذه الأفكار إلى مشروع معماري متكامل على مساحة 150000م2 و إلى مخططات هندسية ذات علاقات وظيفية مدروسة بدقة صممت و بنيت بناءً على علاقة ظاهرتي الفقر و البطالة بمسبباتها الفعلية .
و إنني إذ أهدي وطني الغالي سورية هذا الجهد و العمل فإنني أضعه برسم المناقشة و التنفيذ أمام أصحاب القرار ليساهم في نهضة و إصلاح سورية الجديدة سائلاً المولى عز و جل أن ينفع به.