news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الخط الأحمر … بقلم : أبو الحارث

 مع كثرة الخطوط الحمراء المقيّدة لعقولنا وأفكارنا - بالطبع ليس المقصود هنا الحدود المقيدة للأفعال والغرائز والشهوات- راودني سؤال: أليس من المخجل إستخدام اللون الأحمر, ذلك اللون الدال على الحب والتضحية والفداء, للدلالة على التوقف والتراجع والجمود؟؟؟


 أليس من الأجدر تسميتها خطوط سوداء, كون اللون الأسود هو الدّال على الظلام والجهل, وكون تلك الخطوط كاتمة للعقل, ومحطِّمة للأفكار؟؟؟

 باعتقادي أن اعتماد اللون الأحمر في التسمية كان لسببين: الأول قدرته العالية على التنبيه, فهو لون فاقع يبهر العيون, والثاني كونه لون الدم, وذلك كفيل لبعث الرهبة في القلوب.

 لا أظن أن أحداً ينكر الترابط الوثيق بين جهل وتخلف أمة, وبين كمية الخطوط الحمراء المكبّلة لعقول أبنائها, فتلك الخطوط ضارة بالعقول ولو كان لها بعض النفع, فإثمها أكبر من نفعها كما هو حال الخمر.

 فالعقل لا ينمو وينضج ويغدو منتجاً إلا في حالة إنطلاقه الحر غير المشروط في فضاء الفكر والعلم, وكلما تناقصت قيوده كلما زاد نِتاجه وإبداعه, والعكس صحيح, فالعقل عندما يتربى على التقييد يكسد, ويتعود الخمول والكسل, ويتحول إلى وزن زائد يوجع الرأس, ويتعب البدن.

 ويستطيع المراقب لحركة حضارات التاريخ ملاحظة أن كل حضارة تتسارع إلى الأفول والإندثار عندما يبدأ أبنائها بتكثيف الخطوط الحمراء حول نظرياتها ظناً منهم أنهم يقومون بحمايتها, فيمنع عنها -ذلك التغليف- الهواء والضوء ويجعلها عرضةً للفساد والاختناق.

 لكن في الوقت نفسه قد يقول قائل إن الخطوط الحمراء ضرورية, وخاصة في المجتمعات المتخلفة, فهي كفيلة بمنع التصادم بين الأفكار, وكفيلة بحماية الأديان والمعتقدات.

 لا ندري من أتى أولاً التخلف أم التقييد, فهل التخلف هو ناتج عن التقييد؟؟ أم أن التخلف أوجب التقييد؟؟

وما هو الحل الآن؟؟؟ هل هو بكسر القيود لنتمكن من التحرر ومن ثم التطور؟؟؟ أم هو بالتطور والقضاء على التخلف ومن ثم كسر القيود؟؟؟

 أسئلة برسم السادة القراء....

2010-11-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد