بعيدا عن الديكورات والرتوش واستدرار العواطف ونسيان لحظات الفرح الغامر والنشوة العابرة اللحظية والاستبشار من البسطاء بأن التغيير سيحمل معه ليس المن والسلوى ولكن رفع جزئي للمعاناة وارتفاع منسوب إسكات صراخ الأمعاء الى الخط الأحمر لان الجوع الناجم عن التجويع والفقر المدقع تحت الخط الأحمر بكثير لان المقصود على مدار عقود مضت كان هو إجبار الغالبية العظمى من أبناء المجتمعات
الركض وراء الرغيف الذي كان وزنه يقل ومحيطه ينكمش وسماكته تضمر وثمنه يرتفع وسرعته تزداد حتى يعجز الفقير عن اللحاق به وبعد كل ذلك حدث ما يسمى بالثورات او التحركات الجماعية او الفوضى الخلاقة في ميادين وساحات التحرير او التحريك او تبديل الرؤوس والتي لو نظرنا إليها بدقه لوجدنا أنها ثارات وليست ثورات وتصفية حسابات وليس تصفية نفوس وإعادة توزيع مناصب ومقومات البلاد وإعادة ترتيب أوراق سياسيه إقليمية وعالميه وهي ابعد عن ما تكون عن الثورات الحقيقية والمصيبة انها بلا رأس او لها عدة رؤوس متناحرة وان اتفقوا على ما لا يريدون فهم غير متفقين على ما يريدون الأمر الذي خلط الأوراق وادخل المجتمعات في أتون الفتن الدامية والشتائم الحامية وتقويض مقومات البلاد والتسبب في الخوف والقلق والتوتر الدائم لان المواطن العادي بات قلقا على كل شيء مرتبط بحياته وحياة عائلته وعمله ورزقه وان لم يعجب البعض سماع الحقيقة كما هي لا كما يريد ان يراها او يصورها للناس تبقى الحقيقة هي الحقيقة مهما حاول البعض تناسيها او قلبها او دفنها