أنا مواطنة بسيطة من مدينة حمص ليس عندي أي اهتمام بالسياسة ,كنت أعيش أيامي بهدوء,أذهب لعملي أهتم بعائلتي وتسير حياتي على مهل وسكينة.حتى ظهر اسمك أيتها الحريّة في المدينة وجذب بعض الشبان لا بل سحرهم وهم بعد في ريعان الشباب يتوقون للعشق ويقتلهم الفراغ فأقبلوا إليكِ بولهٍ شديد
منذ ظهر اسمك في مدينتنا , لم أعد آمن المشي في شوارع عرفتها وعرفتني من أيام الطفولة , صار الخوف والذعر رفيقا روحي , صرت أصلي يومياً حتى يعود زوجي سالماً كلما خرج من البيت , أطفالي ويا أسفي على طفولتهم و قد صار صوت الرصاص موسيقا مفروضة عليهم ,داقت بنا جدران المنزل وصارت أيام اللعب في الحارة من الماضي , وكيف يلعبون ومع من يلعبون ؟ جارتي العزيزة سابقاً والتي اعتدت أن أشرب القهوة معها ,صارت على خلاف شديد معي بسببك أنت أيتها الحرية , نسينا العِشرة والجيرة وصرت أخاف على أولادي من أولادها
ايتها الحريّة ,أبي عجوز مسكين يملك دكاناً صغيراً في السوق ,قام عشاقك بتكسير واجهته وتحطيم محتوياته أو تدرين لماذا؟لأن أبي رفض أن يشارك في الإضراب الذي دعوا إليه
أختي لم أرها منذ أشهر , أتعرفين لماذا؟ لأنها تسكن في حارة أخرى والطرقات مقطوعة بحواجز ومتاريس ورصاص وكل ذلك تحت اسمك يا حريّة
أم فراس, جارتنا المفجوعة تبكي ليل نهار على أولادها الذين قتلوا بسببك أيتها الحريّة
ماذا فعلتِ بنا ؟ وكيف استحوذت ِ على عقول الشباب وصاروا يتقاتلون على نيل رضاكِ, أزلت ِ الرحمة من قلوبهم وأعميتِ بصيرتهم فصار قتل شاب لا يهتم لغرامك ولا أسهل
لأجلك هم مستعدون أن يقوموا بأي شيء وتحت اسمك يتم تبرير الجرائم
أيتها الحرية؟ رفقاً بنا
أيتها الحريّة من أين أتيتِ إلينا؟عودي إلى دياركِ,لا نريدك
عودي لا نريد أن نخسر أكتر
ولكن أين تقيمين أيتها الحريّة؟ بحثت ُ عن أرض ٍ لكِ , لم أجد , لم يستطع بشرٌ قط أن يراك ِ , هناك تمثال لكِ في بلاد بعيدة لكنهم قالوا لي أنهم شذبوك وروضوكِ في تلك البلاد , وبعضهم قال لي الحريّة كلمة مجرّدة لا وجود لها إلا في عقولنا
ما أنت إذاً أيتها الحريّة؟ وهم ... فكرة ..... خيال.... آلهة.... أم لعنة؟
لا يهمني من أنت ِ ,اذهبي واتركينا بسلام
تجربتنا معك كانت مريرة ,وليس في قلبي لكِ سوى الكره
رفقاً بنا أيتها الحريّة