يمكن للإنسان إن يعيش في كهف أو سقيفة ويكون متنعما بصحته ومرتاح البال و الضمير طعامه بسيط ولباسه نظيف وينام بعمق و رأسه خالي من المشاغل والمشاكل والمؤامرات والأحقاد والكراهية و داخله هدوء وسكينه
وعلى الجانب الآخر إنسان يعيش في قصر ولكن الصحة تعبانه والدماغ طاحونة حجارة والصدر عبارة عن بالون منفوخ الى أخره بينه وبين النوم الهانئ الهادئ حاجزا منيعا وسدا عاليا ان فاز بغفوة من شدة الإرهاق استيقظ مذعورا وحلقه مثل الحطب الجاف بسبب حلم مزعج ويصاب بدوخة اذا نزل عدد الملايين عن الخط الأحمر الذي رسمه وحتى لو سبق إن صعدت ملايينه مائة درجه فيما مضى إلا أن نزولها درجه واحده كارثة في نظره ويبحث عن متنفس لتخفيف الضغط أو يواجه احتمال الانفجار ولو فكر النموذجين السابقين في الجلوس على شاطئ بحر أو حافة نهر ويتأمل كل منهما في الطبيعة فمن المؤكد أن الأول سيراها بعين تجسد فيها كمال خالقها اما الثاني فما بداخله يمنعه من رؤية إي شيء لان البصر والبصيرة مشغولات بأشياء أخرى من مال وأعمال ومؤامرات ومقامرات وحساب التحالفات والصراعات التي تقف حاجزا اسودا بينه وبين ما يحيط به وتكون الطبيعة الجميلة أو حياة القصور في نظره مقبرة الدنيا وليست جنتها ومن هنا نجد أن السعادة لا علاقة لها بالفقر والغنى ويمكن أن نجد فقيرا يواجه صعوبات ومشاكل في حياته فتكون الدنيا بالنسبة إليه قبر عميق وضيق ومظلم