سؤال ليس من السهل الاجابة عليه للكثير منا لان البعض ترى على وجهه علامات الانزعاج والقلق والتوتر بمجرد استيقاظه من النوم دون ان يكون مصابا بأي مرض يمنعه من النوم ولكن المشكلة ابعد من الام الجسد الى الام النفس لأنه لو تمكنت من أقناع جميع الناس واقرب الناس اليك انك انسان شفاف وتقول الحقيقة وأخلاقك سامية ولا تتعامل بالرشوة والفائدة وتتظاهر بأنك لا تؤذي نمله ولكن بينك وبين نفسك انت في صراع وخصام وحوار مع الذات لأنك لست كذلك ومواصفات الانسان الذي يعرفه الناس ليس هو انت في الحقيقة
وعند وضع راسك على وسادتك تبدأ المحكمة التي يكون فيها المدعي والمدعى عليه والمدعي العام والقاضي موجودين في داخلك ويحاول المدعي العام توجيه التهم الى المدعى عليه بكلمات قاسيه تعبر عن حقيقتك التي تعرفها أنت نفسك ويأتي صوت صرخات المظلومين من أعماقك لتشعر بالخوف وليستنفر المدعى عليه أساليبه الدفاعية محاولا تبرير الممارسات السلبية مستندا في دفاعه الى المصلحة والظروف والعواطف والغرائز ودرء الحاجة والخوف على مستقبل الأبناء ومحاولة تأمينهم ماليا حتى لو كان على حساب لقمة الفقراء وكأن الذي خلقهم ومنحهم الحياة قد أوكل إليك مهمة تأمينهم ونسيت أن رزقك ورزقهم على الواحد الأحد وبعد ساعات من الحوار والمناقشات في جلسة المحكمة يطلب المدعى عليه تأجيل الحكم حتى يتمكن من مراجعة نفسه والتراجع وتنام مثل المغمى عليه وتستيقظ في اليوم التالي لتستمر في نفس النهج وتعود المحكمة للانعقاد دون التوصل لنتيجة لان النفس أمارة بالسوء ومع تضاؤل أمكانية حصولك على ساعات نوم كالتي يتمتع بها المظلوم والناسك تتدهور صحتك جسديا ويسألك الأقارب والأصدقاء ما أخبار الصحة فتجيب متهربا من قول الحقيقة انها امراض العصر لأنك عاجز عن البوح بما لا يعلمه غيرك وغير خالقك .
ويمكن تخيل الفارق بين انسان يخرج من جيبه مما رزقه الله ليسد حاجة بائس أو التخفيف عن مريض وبين إنسان يعصر جيب الفقير والمريض الأول يشعر براحة نفسيه وينام بطمأنينة والثاني يمنعه القلق والتوتر من النوم حتى لو تمدد على سريره طوال الوقت ويدعي أن سبب تدهور صحته أمراض العصر