مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك يتمنى كل عاقل أن يعيده الله على الإنسانية بظروف أفضل يفرج التجار عن ما اغلقت عليه مخازنهم ابوابها ولعرض ما كدسوه للعملاء
وفي المقابل يمكن ملاحظة عادات الشراء وليس الاستهلاك في أيام شهر رمضان حيث أن الصائم عند دخوله مركز تسوق يشتري ما يلزم وما لا يلزم وبكميات مضاعفه مرتين عن مقدرته على استهلاكه إن لم يكن اكثر وكل يوم يمضي تتناقص فيه الايام وصولا الى بداية الشهر الفضيل يرتفع منسوب الاقبال على السلع الاستهلاكية وخصوصا الخضار والفواكه ولترتفع أسعارها دون مبرر إلا لزيادة الإقبال عليها بسبب اقتراب ايام الصيام واقبال الصائم على الشراء الغير مبرمج هو حاله نفسيه وليست حاجه فعليه وكأن موعد الافطار هو اللحظة التي سيتناول فيها الصائم اضعاف ما تيسر من الاطعمة والعصائر على مائدة الافطار ولكن ما يتم تناوله من جميع افراد العائلة هو ثلث الطعام على أكثر تقدير ان لم يكن اقل لان الشهية تقفل أبوابها ببعض الماء وعدة حبات من التمر ولا يبقى حيز في المعدة للطعام الذي كان الصائم يتخيل انه لن يكفي وربما يحتاج للطلب من المطعم لإكمال افطاره
ومع ان التجربة تحتم تغيير السياسة المتبعة الا ان الناس تكرر نفس النظام في الايام اللاحقة ويزداد تبخر الأوراق النقدية من المحفظة أو تبخر رصيد البطاقة البنكية الى غيمة التجار ويزداد الحمل على عمال النظافة دون مبرر في وقت لا يجد فيه اناس ما يسد صراخ أمعاءهم الخاوية مع اننا نسمع الكثير من المنظرين عن الانسانية وفعل الخير ولكن من يدعي الغوص ليس بالضرورة انه غواص ومناظر البشر من جلد وعظم يعيشون على كرة الانسانية الخلاقة ولو تنازل الأغنياء عن بعض بذخهم وليس ثرواتهم لانتهت المجاعات من الكرة الارضية