كنت اشعر بالغرور عندما تنهال عليي كلمات الاعجاب من المحيط
كفراشة اطير في فضاءات أنوثتي
كنت لم اتم عامي الرابع عشر إلا وقد بدأت نساء الحي بخطبتي ..ولم ابالي
ولكن مع هذا الاعجاب الذي بدأ يقيد تصرفاتي ..هنالك شيئا اخر قد بدأ بالظهور
مخاوف ام على ابنتها المراهقة ذات العواطف الغير ناضجة ...المتحيرة وكان لابد من التدخل لكبت تلك المشاعر خوفا من الاقتياد خلفها والتورط بما يمكن ان يشوه عاداتنا
وكانت مصرة على الحفاظ على هذه الفراشة ضمن اطار معين علها تحظى بقفص ذهبي يمنعها من التحليق بالقرب من النيران
فاختارت لي الاقدار شريكا يفوق عمره عدد السنين التي عشتها بين كنف اهلي ...وبالنسبة لتقاليدنا فليس للرجل ما يعيبه ..
فكانت الخطبة وتم الزواج ...لم اعتقد يوما بأن هذا الزواج هوة النهاية بالنسبة لي كان لابد لي ان ارضخ لأسباب يستعصى علي أن اكتبها
فارق السن بيني وبينه كان يلغي يوما بعد يوم تلك النضارة وذاك العنفوان ..يلغي انوثة ابت ان تقبع خانعة ضمن تلك القيود
أيقنت تماما بأن ليس هذا مصيري ..وليست تلك القضبان هي مثواي الاخير
لو كان الامر على فارق السن لم تكن تلك بحد ذاتها مشكلة ..ولكن الفارق الفكري
أتعب خلاياي الرمادية ..أشعر وأنا بجانبه بأني ذات الخمسين عاما ..افتقد شعوري بأني انثى ..وأني في ريعان الصبا
لم اعتقد بأن الزواج قرار مصيري ..لم أعتقد بأني لن استطيع التراجع يوما فلست انا تلك القنوعة الخاضعة
ولكن بعد فوات الاوان اتى السؤال ..
متى سأتحرر ...أبعد ان تتكسر تلك الاجنحة !!
ام بعد ان تبدأ خطوط الزمن بالظهور حول مقلتين براقتين ...أتراني سأتذكر قوانين التحليق ومذاهب الرياح
أم اني سألملم شعثي وأقبع حيث أنا ..
أمن الصواب أن تشوه اجنحة الفراشة ..خوفا عليها من نار تحرقها ؟؟
مهما تكن النهاية ...سأشتري حريتي ولو كان الثمن بأن اشوه أجنحتي بيدي
مهما تكن النهاية
سأسحق تلك التقاليد ...وان كان الربيع تحول لخريفا سأريهم بأني لم أكن راضية يوما عن ذاك الخيار
تبا لتلك التقاليد ..وسحقا لعادات شوهت مجتمعاتنا