news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
بصراحـة مواطـن .. ورجـائـه !! ... بقلم : ابراهيم فارس فارس

أنا مواطن ، من جيل ينتمي بشكل رئيس الى فترة حكم القائد حافظ الأسد رحمه الله ، وبشار الأسد أدامه الله . ترعرعت وشببت وختيرت أثناء فترتي حكمهما وما أزال .


وأنا واحد من الناس الذين لم يستفيدوا من عطاء او منحة او هبة او مركز مهم ، لكنني احببت حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد حبا ً صادقــا ً . حافظ الأسد ، لأنه كان رجل دولة على مستوى عال ، يتمتع بذكاء مذهل وشخصية قيادية فذة جدا ً ، وتحسبه في الآن ذاته قريبا ً من الناس أيا كان مركزهم .صحيح أنه لم يتبع نظام حكم يشبه ذلك النظام الذي تدعيه بعض الدول الغربية ويصطلحون عليه بالديموقراطي ، لكن ليس كل نظام يصلح لأي شعب ، والنظام الذي كان يجمعنا بغض النظر عن المصطلحات الأجنبية كان مناسبا للغالبية  وكنا سعداء نرفل بنعمة الأمن والأمان التي كانت تفتقدها حتى أرقى دول العالم .

 

كذلك بشار الأسد فإنه ابن مدرسة سياسية متميزة ، وصاحب شخصية آسرة يعشقها كل من يتعرف عليها ، يتمتع بحضور مميز وذكاء وأخلاق غاية في الرقي . وبشار الأسد شديد القرب من الناس عامة ومن لم يسعفه الحظ ويتعرف على سيادته عن قرب لا يعرفه حقيقة المعرفة بالمطلق ! وبشار الأسد من زعماء العالم القلائل الذين ودون تنسيق مسبق تجدهم يطرقون باب منزل مواطن عادي ، يزوره ويسأله عن أحواله وأحوال الناس .. تجده في حديقة فيها أطفـال جالسا ً معهم يلهو ويغني أغانيهم  ... بشار الأسد رجل متواضع وكبير في ذات الوقت ، ولكن هل تظل الأيام صافية ودون منغصات ، وكما نحب ؟ وأقولها : نعم ، كان يمكن لسورية أن تعيش في استقرار شبه دائم  لو أنها ركبت موجة الانبطاح العربي وجاملت امريكا واسرائيل كما تفعل غالبية الأنظمة العربية ، ولكنها سورية الأبية التي لم تفرط يوما بذرة كرامة كرمى عيون العرب وأمة العرب  وكم تعرضت سورية حيال مواقفها القومية الصادقة للضغوط والمقاطعة والحروب .. لكنها بقيت مخلصة لمبادئها ابدا ً .. وأشقاؤنا ، حتى اولئك الذين قدمنا لهم قطرة الماء ونحن بحاجة اليها ، وآوينا شعوبهم وأكرمنا وفادتهم ، ويدخلون  بلادنا بلا احم ولا دستور وكأنهم يتجولون في غرف منازلهم ... كلهم أو أكثرهم باعونا وتنكروا لنا ، بل وعاثوا  حيث كانوا محل ترحاب ، فسادا وعكرتة ، عدم المؤاخذة !!

 

من كان يتوقع ان يظهر حاكم قطر كل هذا اللؤم والغل والحقد ؟ والله لو كنا قتلنا أخاه ما بدر منه ما بدر !! وكلنا يذكر تلك الأيام التي جمعت بشار الأسد بزعماء الخليج قاطبة وكيف كانوا يظهرون وكأنهم أخوة مخلصين متحابين أوفياء بكل ما تعنيه كلمة وفاء من معنى ، لكننا لم نكن ندرك او نصدق ان مصالح اسرائيل وامريكا بالنسبة اليهم خط أحمر ، حتى لو كان الثمن بلدا ً شقيقا ً او العروبة بأكملها ؟؟!!

 

اليوم ، لم يعد ينفع الندم .والهجمة هذه المرة غير عادية فقد استعدت امريكا واسرائيل هذه المرة أغلب دول العالم على سورية ومنها الأشقاء البواسل !! وان الخطر هذه المرة حقيقي وداهم !!

 

وسواء اقمنا الديمقراطية التي يتغنون بها ام لا فبلدنا وقيادتنا مستهدفة ، ويبدو ان لا فكرة لديهم للتراجع او التأجيل !!

سيدي الرئيس : سواء أقمت الديموقراطية التي تشبه ديموقراطيتهم او لم تفعل ، فنحن معك . شعبك المخلص معك .ولكن ، هل ثمة أمل في الانتصار على هذا الخطر المحدق ؟

ان ما يحدث ، ويتطور بسرعة يوما ً بعد يوم ، يدمي القلوب ويجري الدمع من العيون مدرارا ً ، فماذا نحن فاعلون ؟ امريكا واسرائيل والعرب الأشاوس يريدونها مجزرة ومحرقة ، فهل نحن على مواجهتهم قادرون ؟ جيشنا وشرطتنا هم مهج قلوبنا ، لكنهم يقتلون ويذبحون ويرمون في الأنهار وفي العراء ، فماذا نحن              فاعلون ؟

أن تضرب بيد من حديد ، رجاء افعل ، وخلصنا من هذه الهجمة التاتارية ، ونحن معك .

 

ولكن ماذا اذا كانت الامكانات التي رصدتها هذه الدول أكبر من ان يستوعبها عقل او حال ، فهل نعطيهم الفرصة كي يصطفلوا بهذا الشعب ، ويحرقوا ويدمروا ويذبحوا دون وازع من خلق او ضمير ؟

 

فإذا لم نستطع فما العمل ؟ هل نسمح بتكرار سيناريو ليبيا واليمن وهذا كل ما يحلمون به ؟؟!

 

اما ان تنكفئ هذه العصابات المأجورة ويقضى عليها ، او ندخل في متاهة لا يعرف نهايتها لا أكبر العرافين ولا حتى دهاقنة السياسة !!

عدلوا الدستور . عدلوا المواد التي يتحججون بها ، الدستور ليس قرآنا ً ولا كتابا سماويا . خوزقوهم وعدلوا هذا الدستور ، وهدئوا النيران التي في القلوب والتي تجتاح مدننا وقرانا كل يوم .

 

حاسبوا اولئك الذين ساهموا بغبائهم عن قصد او جهل وزادوا النار اشتعالا ً ، حاسبوهم امام الملأ واسألوا القضاء ومن تأذى بسببهم ما هم بهم فاعلون !!. انه لا حصانة لفرد أخطأ بحق وطنه وشعبه . انه لا شيء مقدس سوى الوطن ، فالوطن ومدرسة الأسد علمتنا انه اغلى ما الوجود .

 

أصدروا كل القوانين والتشريعات ولا تتمهلوا بتطبيقها . وليكن ايماننا ان أية مسألة لا يمكن حلها بالقوة فقط .. وإلا يصبح الأمر عنادا ً . فالحب مثلا ً لا يأتي بالقوة وكذلك العلم ... ولا بد ان ندرك ان اللين والهدوء والقوة كلها لها أوانها حتى تعطي النتائج التي نتوخاها ولكن ان تكون في اوانها ، وما لم تكن في اوانها فلن تحقق ما قصدناه منها حتما ً !!

نحن شعب يستحق الحياة ، شعب سورية هو من ارقى شعوب العالم العربي على الأقل ان لم يكن في العالم ايضا ً . لأنه اول من كتب الحضارة بأحرف خالدة ، ووهب العالم ومضات نور ما تزال تشع على العالم اجمع ، وستبقى حتى نهاية الكون .

2011-08-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد