إن المناهج الجديدة من أهم الخطوط العريضة التي تساهم في تطوير المجتمع لأنها بقدر ما نعد هذه المناهج بقدر ما تكون الأجيال القادمة متقدمة فصناعة الإنسان تحتاج لعقود طويلة فيجب أن يستبعد الخطأ من عملية التربية وذلك لصعوبة التصحيح .
إن تطوير المناهج يجب أن يكون مستمرا دون انقطاع ويجب أن لا يرهن لعدد السنوات وحجم الأموال المصروفة وبالمقابل يجب تجديد معلومات المعلم وتزويده بأحدث طرق التعليم لان إعداد المعلم والحفاظ على لياقته التعليمية ينجح أي تجديد في المنهاج والعكس يفشل أي منهاج وهذا ما حدث أخيرا عند ما قامت الوزارة بتطوير المناهج لم تولي الأهمية لتطوير المعلم وتزويده بالتجديدات التربوية بشكل قوي بل كانت ردة الفعل من قبل المعلمين بالحقد على هذه المناهج وهذا الحقد نقله بعض المعلمين لأولياء الأمور.
إن تطوير المناهج في سوريا خطوة جريئة وقوية وإذا نظرنا لهذه العملية عن قرب بعين الذي اشرف على تطبيق المناهج نجد أن هذه المناهج لها ايجابيات وسلبيات ولكن للأمانة كانت الايجابيات أكثر بكثير من السلبيات ومن الايجابيات نذكر
أصبحنا أمام أطفال لا يقبلون المعلومات دون تفسير وأصبح الطفل طفل متسائل عن كل ما يحيط به ازدادت قوة الشخصية عند الطفل ، وأصبح يعبر عن رأيه بكل جرأة وحرية أصبح الطفل يفكر من خلال الجماعة ويتعاون مع رفاقه لينجز أعماله و طباعة الكتب والإخراج الفني ممتاز
ازدادت قدرة الطفل في الصف الأول على الكتابة والقراءة والتعبير أدرك المعلم انه لا تعليم دون إعداد مسبق ولا تعليم دون وسائل تحفيز
ومن السلبيات نذكر
1. نقص الوسائل وخاصة للصف الأول
2. كثافة بعض المواد وعدم توزيعها على مدار العام أو مدار الفصل بشكل جيد
3. نقص خبرة المعلمين على الحاسب لأنه يحتاج لهذه الخبرة في تصنيع الوسائل والتحضير
4. ثقل الحقيبة المدرسية
5. ممارسات خاطئة من قبل المعلمين بحق المناهج
6. التسرع في الحكم على هذه المناهج
7. المبالغة بعدم إمكانية تطبيقها وإبلاغ الأهل بذلك علما أن اغلبهم غير رأيه في بداية الفصل الثاني
8. الاكتفاء بالقول يجب أن تؤمن الوزارة الوسائل وعدم الاستفادة من البيئة المحلية في تصنيع الوسائل
9. عدم اقتناع بعض الزملاء بالطرائق الحديثة والتشبث بالطرائق القديمة لآتها سهلة التحضير والتعليم
ومن المعوقات الكبيرة لهذه المناهج عدم قدرة بعض المعلمين أصحاب القدم ( 30 سنة قدم وما فوق ) من التماشي مع الطرائق الحديثة وهذا ليس ذنب المعلم لأننا لم نجدد معلوماته على مدار عدة سنين .
بكل صدق إن هذه المناهج متطورة على مستوى الوطن العربي وتتماشى مع روح العصر ولكن اقترح على أصحاب القرار بعض الحلول التي تقضي على المعوقات في العمل التربوي :
1. تحسين وضع المعلم المادي والمعنوي كي يتفرغ للعمل التربوي
2. تفعيل مبدأ المحاسبة للمقصر والمكافأة للمتميز بشكل مستمر
3. زيادة طبيعة عمل المعلم الذي يعلم داخل الصف عن المعلم الإداري في المدرسة
4. إعادة النظر في قانون التقاعد المبكر في قطاع التربية لما له من أهمية في حل اغلب مشكلات التربية
5. تفعيل موقع وزارة التربية ليصبح موقع تشاركي يستطيع المعلم أن يجد كل ما يريد من تحضير ووسائل ومعلومات تربوية أسوة بمواقع عالمية وعربية.
وفي الختام أقدم هذه النظرة التحليلية للعمل التربوي والمناهج الجديدة ولا ادعي أنها الصحيحة فقط بل هي نظرة تجمع أراء الكثير من المشرفين والمعلمين الذين تبنوا فكرة تغيير المناهج وقدموا كل ما يعرفون في سبيل إنجاح هذا العمل وكل الشكر لوزارة التربية السورية لتبنيها هذا المشروع الضخم وستبقى سوريا منارة في العمل التربوي على مستوى العالم العربي لكننا دائما نتطلع نحو الأفضل .