news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أمنّا الحياة ... بقلم : نبيل حاجي نائف

هي التي كونتنا وشكلت خصائصنا وقدراتنا ودوافعنا . . , وهي التي برمجتنا بالاستجابات والدوافع والغرائز .  . . الخ , فهي التي شكلت أحاسيسنا ومشاعرنا وعواطفنا وانفعالاتنا, أكانت لذيذة أو سعيدة أم مؤلمة وقاسية . . . الخ


ربما نقول عنها أنها قاسية ولا تعرف الرحمة أو الشفقة , ولا تعرف العدالة أو المساواة , فقد اعتمدت التنافس والصراع بكافة أشكالهم , والافتراس والقتل , والغيرة والحسد والكراهية ( فهي اعتمدت قانون الغاب - السمك الكبير يأكل الصغير -  كما نقول). . . , مترافقة مع الرحمة والشفقة والحنان والتعاون والمساعدة والتضحية . . . الخ كل هذا تمت ممارسته من قبلها .

 

وإذا أردنا تحديد أهم العوامل التي أدت إلى نشوء الكائنات الحية وتطورها لتصبح كما هي عليه الآن , فهي :

1ً -   وجود ظروف سمحت بتكوًن سلاسل من التفاعلات الكيميائية العضوية .

 

2ً -   تكوّن دارات مغلقة من التفاعلات المتسلسلة  , تبقى لفترات زمنية طويلة , نتيجة استمداده الطاقة من الوسط الموجودة فيه

3ً – توفر آلية تفاعلات كيميائية عضوية , يمكن أن تنسخ سلاسل الأحماض النووية بطريقة بسيطة ( النسخ بالقالب ) , وهذه ساهمت مع التفاعلات الكيميائية الأخرى في تشكيل أوائل البنيات الحية البسيطة جداً , التي تستطيع نسخ نفسها أو نسخ بعض أجزائها ( نسخ الإعلام ) .

خصائص البروتينات المميز التي تشكلت من الأحماض الأمينية, فهي سمحت كأنزيمات في حدوث ملايين التفاعلات التي لا يمكن أن تحدث في الأحوال العادية

4ً -  دور التغذية العكسية الهام جداً في انتظام وثبات هذه البنيات الحية .

 

5ً – آلية المحاولة والخطأ والتصحيح   بالإنتخاب , نتيجة بقاء البنيات الحية المتوافقة مع الأوضاع والظروف . والتي تساعد  بتطور وارتقاء هذه البنيات الحية .

6ً – توفر زمن طويل جداً مليارات السنين كافي لحدوث هذه التطورات , وأهمها تطور ونمو الاعلام البيولوجي الذي يتم ( توارثه) نقله للأجيال التالية .

7ً – تشكل آلية الولادة والموت , وآلية الذكر والأنثى , وباقي الآليات الحيوية الأخرى . الذي ساهم بشكل فعال في الانتشار الواسع لأنواع الكائنات الحية , وبالتالي أدى ذلك إلى تسارع التطور والارتقاء .

 

  لقد توصلت بنية الحياة إلى تشكيل أعقد الأجهزة وأعقد البنيات , وذلك دون تخطيط مسبق هادف . توصلت لذلك بتعاملها مع الخيارات المادية المتاحة فقط  .

لقد حققت كل ذلك نتيجة وجود العناصر وتفاعلاتها المادية خلال ثلاثة ونصف مليار سنة , وقد كانت تقوم بعملها  بتشكيل البنيات المتماسكة المستقرة ودون تخطيط مسبق .

لقد شكلت الأعضاء والأجهزة لملايين الأنواع من الكائنات الحية , فهي شكلت الرؤيا بعدة طرق مختلفة , وكذلك شكلت آلية الطيران بعدة طرق , وذلك حسب العناصر والتفاعلات الموجودة المتاحة .

 

وشكلت أنواعاً متعددة من الكائنات الحية التي تستخدم آليات تفاعل وطاقة مختلفة الضوء , أو طاقة البراكين , أو حرق المواد العضوية . وشكلت مليارات الأنواع من الكائنات الحية . وأهم من هذا كله شكلت الأحاسيس والوعي والفكر لدينا . وكل ذلك دون تخطيط مسبق .

 الذي أريد الوصول إليه هو أن بنية الحياة , كافة الأحياء قديماً وحاضراً ومستقبلاً , هم بنية واقعية مادية وروحية , وهي لها دوافع وتوجهات , هكذا يتصورها الكثيرون الآن  .

 

هذه البنية أدركها الكثيرون ، وبعضهم (مثل الخضر ) انتموا إليها واعتبروا أنفسهم جزءاً منها وهم يخدمونها ويدافعون عنها وهم يسخٌرون الفكر لها ليخدمها ويساعدها . فهي أم وأصل الفكر ، والتضحية في سبيلها وخدمتها مبررة جدا بالنسبة لهم .

وهذا يجعل بنية الحياة تكتسب قدرات فعالة جديدة , منها الوعي والشعور بذاتها من خلال أفرادها الذين أدركوها وعرفوها ويسعون لاستمرارها ونموها , فهم ممثليها لأنهم جزء هام منها .

 

2011-08-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد