1
قالت العرافة لعندليبٍ و نزار
طريقكما مسدودٌ
تحيطه الأخطار
فيهِ قصوراً و أسوار
فيه سيوف ٌ و حراس
أنا يا حبيبتي من كسر قاعدة الفنجان
أنا من قطعتُ في حبكِ تلك البحار
وبحثتُ عنكِ في كل مكان
في عمقِ البحرِ وفي عبقِ الأزهار
وأنا من انتظرته على ضفافِ الأنهار
لكنه لم يأتي لم يأتي
لكني ما يئستُ وما أعلنت استسلام
لأني إن أحببت
حسبتُ في الحبِ كل الأرقام
فعد الكرة ومشيتُ ألاف الأميال
وقرأتك من جديدٍ في ذاك الفنجان
رأيتكِ تلعبين وتمرحين مثل الأطفال
بيدك قطعة حلوة وحولك يلتف الحراس
أدركتُ بأن هناك لغزٌ يحتاج للغة الأرقام
جلستُ على البحر أراقب صراع الأمواج
فهمت البحر
وعرفتُ كيف يفكر القبطان
أدركتُ كيف يخاطب البحر قلب الإنسان
قرأت في عقليهِ كل الأفكار
أتعبني البحرُ
وسهرتُ معه ليلً ونهار
و اكتشفتُ بأن البحر مثل الإنسان
فيه قلبٌ وفيه عقلٌ وعينان
و شفتينً من أزهارِ الرمان
فكيف يخاف الإنسان قسوة إنسان
2
عرفت كيف تفكر الأنهار
فزرعت على ضفافها ورودٌ وأشجار
لتصبحَ مثل العمر تزخرفه الألوان
ومثل الروح تشبه أوراق التفاح
تموت مثل الإنسان
و ليس لهما روحان
صنعتُ قاربً من عشبٍ ومرجان
وتجاهلتُ كل الأخطار
فيه أبحرتُ أليكِ
وكسرتُ التقاليد والأفكار
صارعت غضب الأمواج
وحين وصلتُ قصر المحار
حطمتُ كل الأسوار
واجهتُ بقوة عشقي كل الحراس
هناك استقبلتني أجمل الأطفال
سحرتني ذاتُ العينين
عينين أصبحتُ فيهما أصحوا وأنام
أحببتُ أميرة قصر المحار
رسمتها بريشةِ شاعرٍ وأقلام الألوان
وكتبتُ فيها أشعار
أعياني البحث في الفنجان
أعياني البحر و أتعبتني الأمواج
أتعبتني الأسوار
أعجزني الحراس
لكني
وصلتُ أليكِ يا سيدة الفنجان
وسبقتُ العندليب
وسبقتُ نزار