كل دول العالم اليوم خالية من الفساد. والحرية فيها مطلقة و ومتاحة لجميع المواطنين كما ان حقوق الإنسان هي أيضا مصانة بالقانون. ويمارس المواطن فيها الديمقراطية بكل أبعادها . وأما الحاكم فيمثل كل الشعب. و تتعامل حكومات العالم مع شعبها بكل شفافية ووضوح . وتمارس العدالة المطلقة . والقانون عندهم فوق الجميع . فالحاكم والمحكوم على سوية واحدة . ولا يوجد في جميع الدول عاطل واحد عن العمل .
جميع مؤسساتهم بألف خير, والمواطنين يعيشون بأحسن حال وأتم عافية.
كل ما تم ذكره وأكثر موجود بكل دول العالم . إلا في سوريا
لهذا السبب فجميع حكام العالم العادلين والشرعيين يلومون الحكم في سورية ويطلبون إجراء المزيد من الإصلاحات عل سوريا تلحق بركبهم ركب الحضارة والحرية والعدالة والإنسانية . وهم يتطلعون إلى سوريا من بعيد وقد سبقوها أشواطا في التقدم والرقي . وعلى سوريا أن تركض لاهثة وبأقصى سرعة لكي تتمكن من مقاربتهم . الكل انهى جميع الإصلاحات في بلده ولم يعد لديه مواطن مظلوم ولا موظف فاسد ولا مدير فاسد ولا إدارة فاسدة . وتسير بلدانهم بنظام ساعة بيغ بين وبالمسطرة وبالطريقة التي رسمها افلاطون بمدينته الفاضلة . جميع هؤلاء الزعماء نالوا شهادات عليا في الادب والاخلاق والادارة من افضل الجامعات فأصبح الكل داعية للعدالة والحرية والإصلاح .وأصبحوا فلاسفة ومحاضرين ومعلمين ومنظرين
في الحقوق الإنسانية والعدالة الاجتماعية والأسلوب الحضاري للتعامل مع الجماهير.
ولم يجدوا إلا طالباً وحيداً يحاضرون عليه هو الرئيس بشار الأسد .
الجميع أصبح يشفق على الشعب السوري من بطش النظام , وجميعهم علقوا كرابيجهم في المتاحف . إلا كرباج الرئيس بشار الأسد مازال يستخدمه ضد شعبه .
الكل أصبح يطالب الرئيس بشار الأسد بالكف عن إزعاج المتظاهرين( السلميين ).
وان يترك لهم حرية تحطيم المنشآت العامة والخاصة كما يريدون .
فمن حقهم أن يقتلوا الشرطة والجيش والمدنيين ويروعوا الناس ويخربوا البلد
من حقهم أن يقتلوا ثلث شعب سوريا. من حقهم أن يحملوا العصي والسواطير والأسلحة والقناصات . من حقهم أن يفعلوا ما يشاءوا .
وعليكم انتم فقط آن تستمعوا لمطالبهم المحقة .
وإذا لم تفعلوا سنعاقبكم. سنعاقبكم اشد العقاب وسوف نعمل على إصدار قرار بمجلس الأمن يندد بتصرفاتكم وقمعكم للمتظاهرين( السلميين) وسوف نتدرج بالقرارات للوصول إلى قرار يتيح لنا ضربة عسكرية لسورية على غرار ليبيا .
سوف نجعل الشغل الشاغل لمجلس الأمن المسألة السورية حتى نتمكن من السيطرة على قرار مناصريكم . لن نكترث للمجاعة التي تهدد معظم الدول الإفريقية فهي مسالة ثانوية لا تهدد الأمن والسلم الدولي ولا تتعرض لحقوق الإنسان وحريته وكرامته.التصدي لسوريا امرأ أكثر إلحاحا .
لا تعتقدوا إن الانهيار الاقتصادي الذي يهدد العالم اليوم سوف يردعنا عن التصدي لكم. لأنكم انتم أيها السوريون تهددون البشرية.
لا تتطلعوا إطلاقا إلى الوضع في بريطانية وتستعملوا نفس المصطلحات البريطانية على المتظاهرين . فليس لسورية أن تقارن نفسها ببريطانية أو البحرين أو إسرائيل أو العراق أو بأي دولة أخرى .
للمعارضين السوريين خصوصيتهم مظاهراتهم ضد النظام كلها ( سلمية ) بامتياز
بينما المعارضين لغير سورية إما مجرمين وإما قطاع طرق وإما لصوص ومتعاطين وتجار مخدرات . وبإمكان دولهم أن تسحقهم وتمحقهم كما تشاء وبإمكانها إذا أرادت أن تستدعي جيوش دول مجاورة للقضاء عليهم .
على الإعلام السوري أن يصمت , فكل ما يأتي به كذب وخداع.
أما المعارضين والمتظاهرين وشهود العيان وممثلي جمعيات حقوق الإنسان في سوريا فهم صادقين ورواياتهم غاية في الدقة .
على النظام السوري غير الشرعي أن يرحل وأما المظاهرات المليونية المؤيدة للرئيس بشار الأسد التي خرجت في جميع المحافظات كاذبة .
المظاهرات الحقيقية تلك التي خرجت بالعشرات والمئات تهتف للحرية وإسقاط النظام . النظام السوري يضحك على شعبه . جميع الإصلاحات التي تمت والتي ستتم كاذبة . فماذا يعني إلغاء قانون الطوارئ ؟. وماذا يعني قانون الانتخابات ؟.
وماذا يعني قانون الأحزاب؟. وماذا يعني قانون حرية الصحافة ؟.
وماذا يعني ...و...و...و . الخ . ماذا تعني كل هذه القوانين . هذه ليست إصلاحات .
الإصلاح الوحيد الذي يجب أن تفعله السلطة هو أن تتنحى .
والقانون الوحيد الذي نعمل على أن يكون هو قانون إسقاط النظام.
على الرئيس بشار الأسد ألا يعذب نفسه . خطتنا جاهزة بانتظار التمويل وأمامنا طريق واحد لا غير هو إسقاط النظام . لا نريد في المنطقة لا إيران ولا حزب الله ولا حماس . لا نريد وجود احد يرغب بالمقاومة ولا نريد من يدعم المقاومة ولا من يرفع شعار المقاومة .
نريد منطقة الشرق الأوسط مقسمة إلى دويلات طائفية ونريد أن نشعل بينها حروب مستمرة . باختصار نريد أن ترتاح إسرائيل وبالتالي نرتاح نحن فلا راحة لنا من دون راحة إسرائيل . نريدها دولة قوية تتربع فوق كومة من الدويلات الصغيرة العاجزة . خططنا في السابق كثيرا من الخطط لهذا الهدف ونعترف بأننا فشلنا وقد توصلنا اليوم للخطة المناسبة وهي تفتيت منطقة الشرق الأوسط وسوف لن نفشل كوننا حشدنا المزيد من التأييد العالمي وكوننا نستخدم أعوانا كثر من العرب .
لا نريد من يتحدث اليوم عن القضية الفلسطينية أو عن الجولان أو الضفة الغربية
أو عن شبعا أو غيرها .
في خطتنا هذا الكلام ممنوع , وهذه القضية منسية . لقد وعدونا أعواننا الذين سيحكمون سوريا غداً بان مطالبنا محقة وسيستجيبون لها .
الوقت يمضي بسرعة وصبرنا قد نفذ من الرئيس بشار الأسد ومن الشعب السوري الذي لا ينتفض معنا ضد النظام .
لنقلها بصراحة . الهدف ليس الإصلاحات, فلا تعنينا مصلحة الشعب السوري. ولسنا أمه الحنون . كما لم تكن تعنينا مصلحة المصريين أو العراقيين أو اللبنانيين
أو أي شعب اّخر . الذي يعنينا فقط مصلحة الشعب اليهودي في فلسطين .
والحق يقال انه مهما أجرى الرئيس بشار الأسد من إصلاحات فلن نكف عن المطالبة بإسقاط النظام والحل الوحيد أن يرحل بشار الأسد .
هذا ما يريدونه ويعملون من اجله في الخارج . أما الشعب السوري فإرادته مختلفة تماماً . فالغالبية العظمى من الشعب السوري تريد آن يرفرف علم سوريا فوق كل حبة تراب من ارض الوطن . تريد أن تعيش بمحبة وإخاء ولحمة وطنية فريدة وهي تعي تماما ابعاد المؤامرة التي تحاك ضد سورية وتدرك مخاطر الفرقة وترى انها ان اختلفت اليوم كمعارضة وموالاة فأنها تتصالح غدا بملتقى واحد هو المصلحة العليا لسورية . وان الرابطة السورية تجمع الكل تحت سقف الوطن لأنها رابطة متينة تنبع من موروث حضاري وتتمسك بالشيم العربية الأصلية .
الشعب السوري يريد ان تبقى سورية عزيزة كريمة مرفوعة الرأس وهو يريد ان يقرر مصيره بنفسه من دون أي تدخل خارجي فهو مصدر السلطات وهو الوحيد الذي يمنح الشرعية والوحيد القادر على سحبها .
الشعب السوري يريد الإصلاحات من الداخل ويريدها ان تكون استجابت لطلباته وليس استجابت للضغوط الخارجية. لأنها ستكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة .
الشعب السوري يريد بشار الاسد رئيس لسوريا .