إسلامنا علمنا أن نجاهد في سبيل الحفاظ على صورته الجميلة , والحفاظ على المحبة والتآخي بين بعضنا فيأتي شخص منافق يدعي الإسلام وبنفس الوقت يعانق اليهودي بقلبه وعقله ويأكل معه على الموائد المسروقة من قوت أطفال فلسطين فيشرب نخب المجازر التي بدأت منذ اغتصاب فلسطين ولما تنتهي بعد .
ولا يكفيه هذا ... فيسعى بكل إمكانياته الزائلة ليتهرب من عيون لا يستطيع النظر فيها فيتفوق على اليهودي في يهوديته ويشحذ السكين على إخوة في الاسلام قبل أن يكونوا إخوة في العروبة كل هذا لأنه لا يتحمل نظرات تلك العيون التي تلومه كل ما رآها ... إنها عيون كل سوري... تلك التي تحمل غضب كل أطفال فلسطين فتجعل من تشريدهم قضيتها ... وتعلق فوق سرير كل طفل سوري صوراً لأطفال غزة الباكية .
نعم إني لا أجد تبريرا ليهودية الأعراب إلا رغبتهم في أن يزيلوا من أمامهم من يلومهم على تخاذلهم , ومن يذكرهم بعارهم الذي يلوث بياض أثوابهم . عشنا شهورا بلغت فيها قلوب الأطفال سن الشباب الثائر ونسوا ألعابهم في غرف نومهم صرنا نرى أساليب جديدة من الحقد , تتجسد في تقطيع وتشويه وتمثيل رأينا أعلى وأسمى درجات التضحية بالدم وعرفنا ما هو العطاء بلا حدود عندما كنا نرى صورة كل أم ثكلى وهي تكابر على جراحها وتزغرد ألما على قطعة الروح التي انتشلت منها وقطِعت أشلاءً يعجز تابوت عن جمعها . وماذا بعد ... متى سنعود إلى افتراش الأسطح في الليالي المقمرة دون خوف من رصاصة غادرة تصب حقد من أطلقها لتصيبنا بمقتل في قلب شعورنا ...؟ متى سيعود الشوق لنهار الجمعة وأجوائه الخاصة والممتعة التي لطالما كنا ننتظرها لنهرب قليلا من تعب العمل وثقل الأيام ..؟ متى سنتخلص من نظرات الشك ممن حولنا و نسير بأمان دون التفات إلى الوراء خوفا من طعنة غادرة .. ؟ متى تقطع ذيول الغرب من صفاء عيشنا وتعود لأيامنا بهجتها ؟ متى .....؟