news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الحوار أولاً و أخيراً ... بقلم : مغترب سوري في اليمن

المراقب للواقع السياسي وللوضع السوري الراهن منذ البدايات الأولى وخروج بعض المسيرات السلمية للتعبير عن مطالب تحمل أهدافاً نبيلة وغايات سامية مشروعة تمثلت في إجراء بعض الإصلاحات التي تحقق هذه المطالب المشروعة كتحسين المعيشة للمواطن السوري والقضاء على الفساد ورموزه وتوظيف الشباب للقضاء على البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية في سبيل إحداث نقلة نوعية نحو دولة مدنية حديثة ... واستجابة السيد الرئيس المفدى بشار حافظ الأسد لهذه المطالب المحقة والتي كانت مدرجة بجدول سياسة الدولة مسبقاً ولكن تنفيذها كان يجري تباعاً وحسب إمكانيات الدولة المتاحة ووفق جدول زمني متدرج الأول تلو الآخر حسب الأهمية في  جو حصار اقتصادي لسورية العربية المقاومة والجميع يعرف بذلك الحصار من أقصى الشرق إلى الغرب ....  


إلا أننا فوجئنا إن لم نقل صعقنا بأن هذه المسيرات السلمية المحقة التي خرجت في بداياتها بمناخٍ وجوٍ ديمقراطي كفله الدستور السوري في أحد مواده وبنوده باحترام الرأي وحق التعبير أن يندس بها بعض الموتورين والخائنين الخارجين عن الشرعية الدستورية والقانون وبيدهم أسلحة لم نراها من قبل ( أمريكية ـ إسرائيلية )  الصنع يطلقون منها النار على المواطنين الأبرياء بهدف تشويه سمعة الجيش والأمن ... والسؤال الذي يطرح نفسه :

 

هل يوجد في عتاد الجيش النظامية البلطات والسكاكين والسواطير والشنتيانات لمحاربة الأعداء فيها .... وهل تقوم الدول الكبرى بتسليح الجيوش بهذه الأسلحة التقليدية التي يستخدم بعضاً منها في المسالخ لذبح الخراف والبعض الآخر مثل الشنتيانات التي يستعملها زعران الحارات والشبيحة الحقيقيين ...

 

إن ما رأيناه بأم أعيننا من إجرام و أفعال شنيعة من هؤلاء الموتورين والمندسين تقشعر له الأبدان وتذهل منه النفوس بحق وطننا الغالي وشعبنا الأبي المتلاحم مع وطنه وقائده ... وهذه الإجرامات والأفعال الشنيعة لم تحدث ولم نسمع عنها لا في عهد التتار ولا المغول ولا في عهد هولاكو ولا النازية ولا في عهد موسوليني ولا الجاهلية ...

فمن أين أتت هذه الأساليب الوحشية الخارجة عن مفاهيم الإنسانية ..؟؟!!

 

لقد شاهدنا بعضاً منها ومثيلات عنها في نشرات الأخبار من أساليب التعذيب الوحشية في غوانتانامو وأبو غريب المحدثين بإدارة أمريكية وفي سجون  إسرائيلية بربرية ومن هنا نفهم من خلال تحليلاتنا أيضاً أن من وراء هذه الأساليب الوحشية المندسة في بلدنا سورية هم أصحاب هذه السجون ولكن بأموال عربية شقيقة ( ويا للأسف ) .

 

وزيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي لمحافظة حماه ما هي إلا تأكيداً واضح وفاضح لهذه المخططات والمؤامرات الدنيئة والخسيسة ... ورغم كل ذلك كان السيد الرئيس بشار الأسد حليماً وحكيماً وهذه من أهم الصفات التي يتحلى بها القائد الناجح وهذا ما تحلَّى ويتحلَّى به دوماً الرئيس الأسد ... فقد تسامح بخلقه الطيب وبحلمه وحكمته المعهودة عنه مع البعض وأفرج عنهم ليعودوا الى صوابهم من باب الرأفة والرحمة بهم لأن العفو عند المقدرة ... وترك البعض لآخر ممن أطلقوا النار وأجرموا بحق الأبرياء العزل لحكم القضاء العادل عملاً بالقول  : وبشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين وقوله تعالى : "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" صدق الله العظيم .... وها هو اليوم يدعوا السيد الرئيس للحوار الجاد ويؤكد على ضرورة الحوار للوصول الى حقيقة المطالب التي ينادي بها الشعب المتلاحم بحبه لوطنه وقائده ... والمعارضين المتعارضين عن الدخول في الحوار ما هم إلا أدوات ( ساطورية ـ شنتيانية ) بيد المحرضين في الخارج المنفذين لأجندات خارجية هدفها النيل من قوة سورية المقاومة للإملاءات الصهيونية الأمريكية ( الصهيومريكية )  وأعوانهم في الخارج ... ومن يريد الإصلاح فالإصلاح الحقيقي يتم من داخل البيت وليس من خارجه . وهل سمعتم أحداً قام بإصلاح بيته وهو موجوداً خارجه أو بعيداً عنه .

 

فيا أيها المعارضون السوريون في الخارج عودوا الى صوابكم وعودوا الى رشدكم وعودوا أهلكم ووطنكم الغالي الذي خلقتم به وتربيتم في أحضانه واستنشقتم من هوائه العليل وشربتم من مائه الزلال العذب الذي تكونت قطرات دمائكم الأولى منه ولحم أكتافكم نمت ونضجت من خيراته .. فلا تظنون أن ديمقراطية الغرب التي تنادي به الدول الغربية وإسرائيل هي ديمقراطية حقيقية فهي بالحقيقة ( ديموخرافية ) مزيفة مصلحية وعندما تنتهي مصالحهم منكم سيلفظوكم كما لفظوا آخرين غيركم .... وما نداؤنا لكم بالعودة الى أرض الوطن لنتحاور جدياً ضمن أسرة وعائلة واحدة وتحت سقف بيت واحد ووطن واحد هو سورية إلا للحفاظ على اللحمة الوطنية للشعب السوري الواحد ...

 

وليعلم الجميع والعالم بأثره والقاصي والداني ممن يسعون الى بث الفتن والفساد بين الأخوة السوريون هم كمن يسعون في الأرض فساداً والعبث بأمن الوطن والمواطن لأن الأمن هو أساس الاستقرار في العالم وليس في سورية فحسب .. وأئمة المساجد يدعون الله دوماً في خطبهم ( اللهم آمنا في أوطاننا ) وكلمة آمنا أتت من الأمن والأمان فالأمن وارد بصريح العبارة في الدين الإسلامي وكافة الأديان .... فلماذا تنادون بإبعاد الأمن عن الحوار ... فالحوار الجاد المفيد ليكون حواراً بنَّاءً يجب أن يكون آمناً مستقراً بالاستقرار ....

فطلبتم إصلاحاً وتم الشروع به وخلال زمن أسرع من البرق .. ولو كان الإصلاح مثل طفلٍ في رحم أمه فهو يحتاج الى فترة تسعة أشهر وعشرة أيام ليخرج من رحم أمه الى الدنيا ويبصر النور ... فهل أنتم أخذتم بالعشرة أيام ونسيتم التسعة أشهر .؟؟!! وما عليكم إلا التحلي بالصبر والهدوء ليبصر الإصلاح النور كما يخرج الجنين من رحم أمه . .

 

وليعلم الجميع أيضاً وخاصة مفبركي الفتن ومهندسي عمليات القتل والإجرام من المخربين والمندسين والإرهابيين بأن معاني كلمة سورية هي سور عالٍ منيع حصين عصي على الأعداء والخونة ... وأن الشعب السوري الواحد يعيش ضمن هذه السور المنيعة بلحمة وطنية متحابة ومثقفة تحت راية قائدٍ شاب حليم وحكيم وأسد شجاع لا يهاب الأعداء لأنه من أسرة الأسود فهو  أسد وابن أسد كما يصفه إخواننا من الشعب اليمني الشقيق ومن يتجرأ الوقوف بوجه الأسد .. فكيف إذا كانت سورية العربية مكونة من 23 مليون أسد ولا تحنى رؤوسها إلا لله عز وجل ....

 

والجواب هنا حتماً لا وألف لا ... لا أحد يتجرأ نهائياً إلا أوباما ( المغضوب من الله والبابا والماما ) ولا كلينتون ( المشغولة بالفبركة والسياسة وزوجها مشغول بالكياسة (مونيكا) ولا ساركوزي الذي هو عبارة عن ( شاركركوزي لمسرح عارضة أزيائه ) .. فكفاكم أيها الأوغاد .. تدخلات في شؤون غيركم من البلاد والعباد .. والمثل الشعبي يقول :

 

يا داخل بين البصلة وقشرتها .. لن ينوبك إلا ريحتها

فالتفتوا إلى شعوبكم وبلادكم وأسركم قبل أن تشموا رائحة البصل وتخسروا كل ما لديكم وتصبحوا على ما فعلتم نادمين ... وبعد هذا السرد على المحرضين الأجانب .. نعود لأبناء سورية المعارضين في الخارج ونذكرهم بأن الحوار يكون ضمن الوطن وليس خارجه من خلال الفضائيات المغرضة وعبر الشاشات             ( الحشاشات ) وحكومتكم الرشيدة ضمنت لكم الأمن والأمان وسلامة دخولكم للأوطان ( من دخل بيت الأسد فهو آمن ) فسورية وطنكم الأم ولا أحد يستطيع التخلي عن أمه .. فمطالباتكم بالإصلاح وتعديل الدستور والقوانين ستتم وقد تم بعضها والباقي على الطريق .. وبدأ يظهر منها البريق .. وما تبقى منها بانتظار الحوار وتشكيل الفريق وما زلنا ندعوكم من وطنكم للحوار ... لأن الغرب يدعوكم للخوار ونستذكر هنا المثل الشعبي الذي يقول :

احترنا يا أقرع ( أو يا أصلع ) من فين نمشطك

 

ورضينا بالبين ... والبين ما رضي فينا .

طيب ماذا تريدون .. يا أيها المعارضون أو المعترضون .... ( مالكم إلا الحوار أولاً وأخيراً ) وأصلح الله ذات البين عملاً بقوله تعالى : "لا يغيِّر الله بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم" . صدق الله العظيم

 

2011-09-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)