news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
على الدنيا السلام ..!... بقلم : ابراهيم فارس فارس

لا شك أن الأحداث التي تمر بها سورية ، بلدنا الغالي على قلوبنا جميعا ً ، مؤسفة ومؤلمة في آن معــا ً ! ولا شك أن المواقف العربية خاصة مما يحصل  والتي اختارت مجاملة  القوى الغاشمة درءا ً لشرها أمر يثير الاستغراب أكثر وأكثر أيضـا ً !! وان ما يسمى بالربيع العربي ، إنما هو مجرد لعبة كبرى ، استطاعت من خلالها أمريكا وإسرائيل  ومن يدور في فلكهما تحقيق ما لم تستطع تحقيقه بوسائل أخرى ! .


وما من شك في أن التخلص من مبارك مصر ، يعتبر بحد ذاته انجازا ً ، ولكن ، ماذا عن القادم من الأيام ؟ هل باستطاعة مصر أن تعود الى مكانها الطبيعي بين شقيقاتها العربيات بالسرعة المرجوة ؟ هل بإمكانها أن تتحول الى بلد ديموقراطي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ؟ أننا نشك في إمكانية تحقيق ذلك حقــــا ً، ولكن وبدون يأس ، فكل احتمال وارد ، إنما ليس على المدى المنظور حتمــــا ً !!

 

لكن ، هل هذا الحراك الذي اجتاح عدة دول عربية وما يزال ، لم يكن المقصود منه أساساً ً أن تعصف رياحه الهوجاء بقوى المقاومة  العربية ، ونعني بها المنظمات والأحزاب كحماس وحزب الله ، وعلى رأس ذلك سورية قلعة الصمود العربي وعقدة اسرائيل وأمريكا والغرب الأبدية ؟!

 

ومن سيكون أسعد من اسرائيل  على وجه الأرض ، إذا أتت المؤامرة أكلها لا سمح الله وأدخلت سورية في سرداب الضياع والتشرذم والحرب الداخلية المدمرة ، وهذا لا ولن يحدث بإذن الله ، لأن الشام وسورية ، تعهدها الله بحمايته ، فلا غالب فيها إلا الحق ، والى يوم القيامــــة .

 

ولكن ، لماذا انزلق العرب والإسلام الى هذا المنحنى وهذه الدرجة ؟! أليست اسرائيل هي من احتل فلسطين وأراض عربية أخرى ؟ هل يرى بعض العرب اليوم في فلسطين رواية زائفة ، وإسرائيل حقيقة ؟ هل المسجد الأقصى عربي إسلامي أم يهودي صهيوني ؟ الم تدنسه اسرائيل غير مرة ، بل وبشكل دائم ؟ أليس هو كما أخبرنا ديننا الحنيف : أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ؟ألم تقم اسرائيل عبر عقود عدة بانتهاك الحرمات والتدمير والقتل والاغتصاب والنهب ؟ أليس هذا ما حصل فعلا ً ، أم أن كل ذلك مجرد وهم ، وإسرائيل ليست سوى دولة صديقة وبريئة ؟؟ وإذا ما قالت سورية أو أية جهة كانت : لا  لإسرائيل ، فهل أصبح هذا حرام ، والحلال أن اسرائيل مجرد بلد شقيق أو صديق ؟!

 

 وإذا كانت حجة العرب أن سورية وقوى المقاومة لم تستطع النصر على اسرائيل حتى اليوم ، فهل معنى ذلك أن نستسلم ؟ وهل نحكم عليها بالادعاء والكذب ، بالرغم من كل ما قدمته من تضحيات وعانته من شظف عيش؟ ألا يعرف العقلاء من العرب ما هي قوة اسرائيل ومن يدعم اسرائيل ؟ ولكن هل فكر العرب ذات يوم أن يتوحدوا ويهجموا على اسرائيل هجمة رجل واحد ، فهل كانت ستصمد ، وهل سينفعها الدعم الأمريكي عندئذ ؟ ألا يذكر العرب يوم صرح الملك فيصل- رحمه الله – انه سيصلي في القدس ، فحسبت اسرائيل أنها دعوة الى تحريرها ، فأرسلت له من أبناء جلدته من يقتله ؟! لماذا يتصرف العرب اليوم بكل هذا الكره والحقد تجاه سورية والقيادة السورية ؟ هل اقتنع السادة زعماء بني يعرب أن فلسطين أصبحت ماضيــا ً لا يرغبون حتى في استذكاره ؟! طيب ، اذا هجم وحش شرير على بيت احدهم يريد احتلاله ونهبه واغتصاب اهله ، فهل يرحب به ويفرش له السجاد الأحمر ؟ ألن يدافع عن شرفه وعرضه بكل ما اوتي من قوة ؟ أليس هذا ما يميز العرب والإسلام عن باقي الأمم ؟ هل يعتقد احدهم انه اذا لم يكن المستهدف فإنه في أمان ؟

 

غريب امر العرب ! كلهم يعيشون على مبدأ : اليوم ، وغدا ً يدبرها المولى !! ولقد تضخم عندهم ذلك حتى صار خنوعا ً وعجزاً وذلاً مقيما ً !! كما أن البعض منهم تفننوا في أساليب الانبطاح طمعا ً في رضـا السيد الأمريكي ، ومع ذلك تجدهم يمارسون دور الناصح والمنظر ، وهم يستجدون أسباب وجودهم منه دون خجل أو استحياء !!

أليست تعاليم الإسلام تقضي أن نكون دوما ً امة واحدة ، لا ترضى بالذل ولا تسكت على ضيم ؟

 

أليس من واجب العرب خاصة ،وخاصة دولة مثل السعودية ، ان تقف الى جانب سورية في هذه المحنة ؟ وماذا ينفع العرب والسعودية اذا خربت سورية لا سمح الله ؟ الم يكن أجدى بها وبغيرها من دول الثقل العربي ، أن تنسق مع القيادة السورية للتوافق على  برنامج إصلاحي ضمن جدول زمني محدد ، وتؤكد السعودية  وبكفالة محبتها ورابطة الأخوة الصادقة التي تجمعنا بها ، انه سيطبق في الموعد المحدد ، ألن يوقف ذلك هذا العبث المدمر ؟ الن يمنع ذلك حتى مجرد تفكير الدول الطاغية  بالتدخل في شؤون سورية ذات يوم ؟

هل يعجب العرب هذا الدمار والخراب وسفك الدماء ، هل يعقل ان ذلك ما يريدونه حقـــا ً ؟!

 

يا لطيف ، كم أننا غريبو الطباع نحن العرب !! حتى لو رأينا أشقاءنا يحترقون ، يذبحون وامام أعيننا ، فإنه لو كان في قلوبنا مس ، فإن ذلك يشفي الغليل في دواخلنا ، حتى لو كنا نخدم عدونا وعدو عروبتنا وديننا ، ويمكن ان نعتبر ذلك نصرا ً وحقـــا ً !؟ هل هذه هي الأمة التي بشر بها القرآن الكريم بقول رب العزة : "كنتم خير امة أخرجت للناس ..." فإذا كانت هذه الأمة التي تسعد بقتل اشقائها وخراب بيوتهم و تنتشي بمناظر ذبحهم ، اذا كانت هذه الأمة هي خير امة اخرجت للناس ، فعلى الدنيـــا الســـلام !!!

 

2011-10-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد