news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ما وراء الأحداث الجارية في سورية ج1... بقلم : نصر زينو

أولاً: تشخيص في الأحداث وتحليلها الموضوعي:


 

1ـ في هذه الأيام العصيبة والقاسية، التي يمر بها الوطن العزيز، والتي يستشعر فيها المواطنون الكرام الخطر الداهم و الماحق، الذي يحيق به جراء شن قوى الشر و العنصرية، الحرب الحقيقية المعلنة على وطنهم و شعبهم وأمتهم، بأعتى وأحدث أنواع الأسلحة فتكاً و تدميراً، وأعلى ما وصلت إليه البشرية من وسائل و أدوات الحرب النفسية والإعلامية من تقنية مرعبة ومذهلة القدرة على التضليل والخداع وقلب الحقائق والوقائع، بهدف تدمير ثقة الناس بأنفسهم والتشكيك بثوابتهم الوطنية والقومية العليا، وفي تخريب آراء الناس وقناعاتهم، للتغيير الجدي لآرائهم ومواقفهم الحقيقة والصائبة، عاملين على صناعة رأي عامِ جديدٍ فيهمُ تمهيداً وتسهيلاً لتدمير بلدهم بذرائع ضلالية براقة، يا حفيظ...!!

 

2ـ وباعتبار أن درعا مهيأة و معبأة، بالشحن الطائفي والمذهبي المتواصل المنظم والمأجور أيضاً، بالإضافة إلى الاستغلال الهائل للأخطاء، وربما الخطايا المرتكبة من بعض المسؤولين، بحق الناس في هذه المحافظة، من ردم آبار الماء غير المرخصة في المشاريع الزراعية وهي كثيرة، و انتشار الفساد البشع و العلني، خاصة على الحدود، و دور ذلك وغيره في تأليب المواطنين على السلطة التنفيذية في المحافظة، وصولاً إلى النظام !! وكان بين الناس الشرفاء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة، البعض المتعصب و المتآمر والمرتبط بالغرب الاستعماري، المنظم والمدرب جيداً على استخدام السلاح الأفتك في العصر، و النائم في خلايا منظمة بمهارة وسرية فائقة أيضاً، فأيقظوه وأمروه أن يتحرك، فتحرك بإيقاع سريع ومفاجئ للجميع، وليس شريفاً ولا مؤمناً من دعم واحتضن هذه الخلايا المسلحة، التي مارست أبشع أنواع القتل للأبرياء، والتمثيل بأجسادهم من السلطة والناس، ولا تزال ...!! وليس فيهم مضلَل ولا مغرر به ولا بريء، وإنما هو عميل وحاقد و مسلوب العقل والإرادة بالضلال والمال والشهرة الخلبية وينفذ ما يطلب منه آلياً..، وأقول ذلك،رغم أن شعبنا في سوريا متعلم وواعِ ، وسياسي بامتياز عبر التاريخ، وقادر على التبصر و اختيار الصحيح و الصائب، لو شاء ذلك...!، رغم الضخ الإعلامي المعادي الهائل والمستمر الذي أوقع الناس أحياناً بالبلبلة والحيرة.

 

3ـ ولا بد في هذا السياق من القول، أن الهدف الحقيقي والمركزي، لأمريكا والغرب وإسرائيل، والمجموعات المسماة بالمعارضة في الداخل و الخارج، هو تدمير سوريا دولة وكياناً و تمزيقها لدويلات أو إمارات إسلامية متطرفة ومتناحرة فيما بينها، سالكين بذلك درب التخريب والقتل والترويع، درب التضليل والخداع والتزوير المفضوح، بكل الوسائل والأدوات المتوفرة لديهم، وهي كثيرة جداً، كما فعلوا في العراق وأفغانستان وباكستان، وكما يفعلون في فلسطين وليبيا واليمن والبحرين، وكما فعلوا ذلك سابقاً في الصومال والسودان وغيرها من بلدان العرب والمسلمين، أليس مثل هذا هو المطلوب عمله في سوريا...؟ وسخروا لذلك، كل ما يملكون من طاقات وإمكانات مادية وإعلامية هائلة وغيرها، لا يمكن أن يتصورها العقل البشري، واستنفروا كل من استطاعوا تجنيدهم، في المنطقة وخارجها من قوى الشر والضلال، وكل من امتهن الخيانة والعمالة الفاحشة الموصوفة، من بندر بن سلطان إلى أرخصهم البائس سعد الحريري، مروراً بكل من باع نفسه للشيطان بأبخس الأثمان في سوق النخاسة، فغدر بشعبه ووطنه سوريا العربية الوطنية القومية الشامخة، التي لا يعرفونها، والتي تعتز بوحدتها الوطنية الصلبة، وبتماسك أبنائها بقيمهم ومثلهم وأهدافهم السامية...، والتفافهم الصادق حول قيادتهم الواعية والقادرة على الصمود والتصدي، بأرقى الوسائل الحضارية، رغم شراسة ووحشية الهجمة الامبريالية و الإسرائيلية والاعرابية.

وقد اختاروا لبدء تنفيذ مخططهم الإجرامي، بلداً آمناً ومؤمناً، وبلون ديني واحد غالباً، ومجاور لحدود الأردن الطويلة جداً، الذي يسهل اختراقها منه إليها، أي إلى درعا الباسلة، ليجعلوا منها نقطة الارتكاز في الانقضاض الوحشي و العنصري الحاقد على سوريا .

 

4ـ فالصراع ، كما ترون بوضوح هو إذاً، بين الحق و الباطل ، بين الوطن وأعداء الوطن، فلا ينطلي عليكم ما يقدم لكم من أكاذيب وأضاليل براقة، تصب كلها في خانة الفتنة الطائفية و المذهبية، ولتكن شرارتها، كما قلنا، من درعا الإباء والشمم، و قد بدأت فيها فعلاً كما شاهدتم..، وكان الرد غير المناسب، وغير الواعي للتداعيات الخطيرة، المترتبة على هذا الرد العنيف، على بعض الفتية المتظاهرين وغيرهم من المحتجين، الذين كانوا طعماً ذكياً و خبيثاً للسلطة، لتقع في المحظور المخطط له..، و لينتشر العنف الدموي الجاهلي والعنصري، الذي يلتهم كل شيء حي...، ولا علاقة له لا بالعرب و لا بالإسلام ولا بالإنسانية مطلقاً، لأنه كائناً من يكون الفاعل وأينما كان، في العراق و أفغانستان ومصر وسوريا ..الخ، هو فعل أتباع الإله /يهوه/ الذي آمر بصراحة أتباعه، بأنهم إذا ما دخلوا فلسطين، فليعملوا بأهلها الكنعانيين، قتلاً وذبحاً للنساء والأطفال والشيوخ والرجال، وبقراً لبطون الحوامل أيضاً، ويقطعوا النسل..، والشجر، وكذلك يحرقوا الزرع ويبيدوا الضرع، ويردموا الآبار، ويدمروا البيوت على رؤوس من فيها، كما جاء في /التلمود/ الذي ألفه أحبار اليهود في العراق أيام السبي البابلي...،

 

وبالتأكيد فأن أحفاد هؤلاء هم الذين يمارسون في سوريا القتل والتمثيل بأجساد القتلى أبشع تمثيل بدم بارد وأعصاب هادئة، لا بل و بتلذذ مثير للدهشة والاستغراب والاشمئزاز، والتساؤل المشروع، كيف يفعل هؤلاء، إن كانوا من البشر ما يفعلون بإخوانهم البشر؟! إذا لم يكونوا يعتبرونهم عبيداً لهم، خلقوا لخدمتهم أصلاً، يفعلون بهم ما يشاؤون،لأن الرب يشرع لهم ذلك، لا بل أمرهم بفعل ما يفعلون..، ومن هؤلاء من اندس في الإسلام في الماضي ، ليخربه ويشوه صورته...، وبالتأكيد فأن أحفادهم عندنا ،كما ذكرنا، هم الذين يشكلون هذه المنظمات الإرهابية المسلحة، التي نراها، سعت وتسعى لنشر الرعب وبث الفوضى، لإشعال الفتنة الطائفية و المذهبية ..، وصولا إلى الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر، لتدمير سوريا دولةً وكياناً وطناً، وتقسيمها إلى دويلات أو إمارات إسلامية، كما ذكرنا، هذا هو الوحش الامبريالي الصهيوني المفترس، لكل ما هو جميل وإنساني في هذا العالم، وخاصة في الشرق التحدي الإلهي المبدع والقادر ،والعادل المنتصر حتماً بإذن الله.

 

5ـ أعود للقول، أن فئة ضالة وحاقدة، ظلامية وتكفيرية، تريد أن تعمل على استحضار أمريكا ومن معها من الأشرار، للإطاحة بما يدعون أنه حكم طائفة دينية معينة، كما فعل غيرهم في العراق الجريح و ليبيا النازفة، كيف يكون هذا ؟! وهي لا تملك لا مرجعية راشدة ومرشدة، ولا منظومة فكرية عقائدية، تعبر عنها بوجهة نظر شرعية مميزة، أو برؤية فلسفية عميقة، أو بأي أسلوب كان علنياً محدداً وصائباً ...( أرجو أن يكون الأمر في الحقيقة العكس تماماً...)، وربما توهمت أنها مدعومة أو مختارة، و تصرفت على هذا الأساس!! وربما تكون فعلاً مدعومة !! و سواء كان ذلك حقيقة أو وهماً، فعليها أن تتخلى عن ذلك و تبرهن العكس، لا بل و تتواضع و تعتذر للناس... و يعتذر الكثيرون غيرها أيضاً والله أعلم ...!!، فهي أيضاً فئة وطنية شريفة كادحة كبقية فئات الشعب الأصيل، ابعد هذا يصح القول أنها تحكم ؟! و كيف في بلد يشتعل فكراً وسياسة ،ثقافة ووعياً، نقداً وتعرية لكل شيء غلط و بصوت عال ..؟! هذا البلد هو سوريا وطنكم جميعاً، الصامد و المسالم، في ارض العروبة والإسلام أرض المحبة والإيمان،.ناسين ما ارتكبوا من مصائب رهيبة في الدول العربية والإسلامية ولمصلحة إسرائيل أولاً وأخيراً،فتبصروا أيها الحاقدون، عميان البصر والبصيرة...، الداعون الأجنبي لتحقيق مأربكم في المال و السلطة، و لو حساب شعبكم ووطنكم...، وانتم الخاسرون حتماً...

 

6ـ و الواضح أن الأحداث التي جرت في سوريا، ولا تزال...،هي من صنع أمريكا وإسرائيل ومن معهم من الداخل والخارج حصرياً، لكن رغم ذلك لا بد من القول صراحة وبمسؤولية، أن السلطة ارتكبت أخطاء فادحة في الماضي، وفي التعامل أحياناً مع الأحداث، خاصة في البداية السيئة جداً، و خلال سير هذه الأحداث البائس أيضاً، ومن أبرزها ما شاهده الناس كثيرا، مكرراً وبتركيز شديد على أكثر من محطة تلفزيونية و بفواصل قصيرة جداً /أمر السيد الرئيس بعدم إطلاق النار على المتظاهرين.../، فالحرب إعلامية بامتياز، بدليل هو استغلال جهابذة الحرب النفسية والإعلامية الأعداء، له أكبر استغلال وافعله، حيث قالوا ببساطة/ لو لم يكن هناك إطلاق نار على المتظاهرين فعلا، لما وجب إعلان مثل هذا القرار، وظل هذا الأمر جارياً حتى انتبه له المعنيون فكفوا عن ذلك غالباً، و لكن للآسف بعد خراب البصرة ...!! فلماذا؟! بينما كانت عناصر الأجهزة الأمنية غالباً لا يحملون السلاح، ولا يسمح لهم بإطلاق النار حتى دفاعاً عن النفس، فذهب الكثير من الأبرياء تحت سقف الرحمة والإنسانية والحكمة...، بينما كانت العصابات الإرهابية المسلحة الحاقدة ، تنفذ أوامر أسيادها دافعي المال و السلاح و المخدرات..، الذين يشاركون في هذه الحرب ، لا بل ويقودونها من غرف عمليات خاصة في الخارج.

بالإضافة إلى أن هذه التنظيمات المسلحة الإرهابية نتيجة ذلك، طمعت بالسلطة، واستهانت بقدرتها على المواجهة والحسم ،فازدادت إرهابا، و تمادت في غييها وغلها..،و لا تزال ..!!

فكان على السلطة ،على ما اعتقد، أن تقول لا ترحموا من لا يرحمكم، واقتلوا من يباشر بقتلكم دفاعاً عن أنفسكم، قال الحق /و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين/ سورة البقرة 190/ صدق الله العظيم، وكافحوا من يتطاول على النظام العام، وعلى أمن وسلامة الوطن والمواطن، بتخريب وحرق للمؤسسات العامة والخاصة، و بالقتل العشوائي للأبرياء المحرم شرعاً ،/و من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً / سورة المائدة(31)صدق الله العظيم،

و الانكى أنهم يدعون باطلاً فاحشاً ووقحاً، إن السلطة هي التي تقتل أفراد الجيش والأمن و الأبرياء، وإذا ما أسقط بين أيديهم، بالأدلة الدامغة، قالوا زوراً و بهتاناً، إنها تمثيلية مفبركة، وهذا ما يردده الجميع، كبلاغ رسمي معمم على جميع المتآمرين أيضاً... ، لا بل تمادوا بإرهاب الناس، وإجبارهم على الوقوف معهم ضد بلدهم وسلطتهم ونظامهم الوطني القومي المقاوم، (وما حالات الخطف و القتل إلا دليل على ذلك ) ولا يزالون ينشرون الرعب والفوضى لإحداث الفتنة زاعمين أنهم معارضة.!! أية معارضة انتم ؟! فلا أهداف ولا غايات وطنية مشروعة طرحتم،، ولا برامج أعمال مستقبلية أعلنتم، ولا مرجعية قيادية لكم، ولا بديل مؤهل لقيادة المرحلة رشحتم، ولا قواعد شعبية لديكم ،بالله عليكم ماذا تريدون؟! وهل تعرفون ما تريدون أصلاً؟! إن بعضكم أدوات مسيرة ليس إلا ... ، فأنتم أفرادٌ مشتتين ومبعثرين، لا رابط حقيقياً يجمعكم، تبحثون عن مكان لكم في هذا العالم، لتساهموا في بناء بلدكم وازدهاره وتقدمه، فهذا حق لكم، لا بل واجب عليكم، لكن لا تعطوا لأنفسكم قيمة أكثر، مما هي عليه ،ولا تطمحوا أكثر مما هو ممكن ومتاح بكثير أيضاً،فأنتم أحرار وشرفاء ما دمتم لم تمدوا أيديكم للأجنبي، و لم ولن تدعونه لخراب بلدكم ودولتكم وكيانكم، وأهلاً بكم كيفما كنتم وأينما كنتم، فأبواب سورية وقلوبها مفتوحة للجميع.

وهكذا أيها المعارضون جميعاً، فقد تبين للناس الخيط الأسود من الأبيض، ولا عذر ولا حجة أو ذريعة لأحد أبداً بعد الآن، فإما انتم مع الوطن والدولة والنظام الوطني القوي الممانع، المشهود له عبر السنين الماضية، ولا يزال على ثوابته ومواقفه الحقة والصائبة ،صامداً وقادراً ليس على الدفاع فقط، لا بل وعلى الهجوم المضاد أيضاً، أو انتم مع القتلة والإرهابيين العملاء، الذين ينفذون ما تآمرهم به أمريكا ومن معها من الأتباع وبعض الأعراب الخونة كحمد الأصغر وعبد الأكبر وخدام العميل ورفعت الغدار وغيرهم...، الذين يريدون تخريب بلدكم وتمزيق كيانكم وهدر كرامتكم الوطنية والإنسانية...الخ؟! فاختاروا يا أهل المروءة والنخوة بلدكم، ولا تسمحوا للأجنبي أن يفعل به الشر الذي يريد .

 

و لعلمكم فالعالم الغربي وإسرائيل، لا يزالون يسعون لاستصدار قرار تدمير سوريا عبر مجلس الأمن، وإن لم يكن فعبر هيئة الطاقة الذرية، وان لم يكن، فسيكون عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كأخر حجر يلقون به، و سيسقطون حتماً في شر أعمالهم، وهم ومؤامرتهم الجهنمية إلى مزبلة التاريخ بإذن الله .

9/9/2011

 

نصر زينو: كاتب ومحلل سياسي

 

2011-09-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)