منذ فترة كنت أمشي في أحد شوارع دمشق القديمة فوجدت أمامي حائطاً كتب عليه حائط الأيام, ولم أستغرب وجود هذا الحائط في هذه المدينة العريقة التي لها جذور ضاربة في أعماق التاريخ وقد رأيت كتاباتٍ على هذا الحائط لأشخاصٍ مروا من هذا الشارع مسبقاً ..
وكل شخص منهم كتب ما يحلو له فالبعض كتب بيت شعر أو نثر للشخص الذي يحبه والبعض كتب حكمةً تدل على خبرته في هذه الحياة ومنهم من رسم على هذا الحائط معبراً عن حالة يعيشها أو حالة كان قد عاشها في الماضي وقد تركت بداخله أثراً أو ذكرى لا تمحى بسهولة فأراد التعبيرعنها بالرسم وطبعاً كل شخص يعبر بالطريقة التي تناسبه وتريحه ..
وأنا إحترت عن ماذا سأكتب فليس هناك حد معين للكتابة وبإمكاني أن أكتب سطوراً كثيرة ولكن بماذا سأبدأ وبعد التفكير قررت أن أكتب كلاماً جميلاً وشعراً بالفتاة التي أحبها حتى يبقى ذكرى على حائط الأيام فربما في يوم من الأيام تمر هي بالصدفة من هنا وتقرأ ما كتبته لها فهي
تستحق أن أكتب بها أجمل الكلمات وأن أصفها بأروع الأوصاف ..
وأيضاً كتبت عن هذا الزمان الذي لا يشبهني وقد تخلى فيه بعض الناس عن قيمهم وأخلاقهم فهم يريدوننا أن نعيش تحت راية قانون الغاب الذي ينتمون إليه لأنهم لا يستطيعون أن يرون إلا الخراب والدمار من حولهم ولا يهمهم الإنسان وهم أصبحوا مشكلة في حياتنا ..
وكتبت نصيحة للأجيال القادمة أن يتقوا الله في حفظ أوطانهم والعمل على خير وسلامة أهلهم وبيوتهم وأرضهم ومالهم وعرضهم فالوطن غالي وثمين ولا يحتمل التلاعب بأمنه وإستقراره ولن ترحمهم الأجيال القادمة التي سترث هذا الوطن من بعدهم فليكونوا قدوةً يحتذون بها ..
ومن الأمور التي تعلمتها في هذه الحياة و التي أصبحت من تجاربي وخبراتي ولخصتها في أقوال من تأليفي وأيضاً سأكتبها على هذا الحائط :
.. لن أندم على شيء بنيته وقد إنهدم ولكني سأحزن على شيء لم أبنيه بعد ..
.. جميل أن نحس بوجود شخص يحبنا ويخاف علينا ونتمنى لو عرفناه منذ ولادتنا ..
.. بعضهم يرى ويكتفي بما رآه وبعضهم يتمنى أن يرى ما لا يستطيع أن يراه أما أنا فإني أستطيع أن أرى ما تراه وما يصعب عليك رؤيته ..
.. لقد أحسست بأن أحلامي صغيرة وتافهة جداً إتجاه الأزمة التي مر بها الوطن بكامله ..
..عندما تسأل عن شخص مرتين فلا يجيب عليك في المرة الأولى ولا يسأل عنك في المرة الثانية
فأنت بالغنى عن السؤال عنه في المرة الثالثة ..
.. سألني بيتي ألم تمل من الغربة فقلت له يبدو أن الغربة هي من ملت مني ..
.. على كل مواطن أن يشعر بأهميته كفرد يؤثر ويتأثر بمجتمعه وإلا فإنه سيفقد جوهر وجوده
كإنسان على هذه الأرض ..
.. لا تنتظر أن يعطيك شخص قريب أو بعيد من جيبه ولا تطلب منه شيئاً إذا كان بخيل عليك ليعطيك من قلبه ..
.. تبكي عيون وتضحك عيون وتخيب الظنون ونحلم بقلب مجنون لننام على صدر حنون ..
.. تمضي حياتنا بسنينها وتكفي بضع دقائق لنستعيد ذكرياتها بأدق تفاصيلها ..
.. بحثت عن حكيم الزمان فلم أجده نظرت إلى كل العيون فلم أعرفه فتعجبت من إخترعه ..
.. عندما ينضب مني كتابة الشعر والنثر والمقال والخواطر والأغاني أكون قد توفيت وأنا على قيد الحياة ..
وهناك الكثير من الأمور التي يمكن كتابتها ولكن إكتفيت بهذا وطبعاً هذا كله نتيجة لخبرتي المتواضعة
وتجاربي في هذه الحياة الفانية وآخر ما أريد أن أكتبه هو ثلاث كلمات ( الحب والخير والسلام )
وأتمنى لو صادفت الأيام ومررتم من هذا الشارع أن أقرأ كتاباتكم على حائط الأيام ولكن ماذا سيكتب كل شخص منكم ..