بمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش .. وذكرى معركة المزرعة الشهيرة .. وعيد الجيش العربي السوري كان لنا اللقاء مع الشاعر أبو نزار محمد جادو شجاع...
قرية الرشيدة الصغيرة بحجمها والكبيرة بفعلها الوادعة الشامخة شرقي الجبل في محافظة السويداء والتي تشبه كل قرى وطني سورية بصمودها وبطولة رجالها ونسائها وطيبتهم وحبهم للوطن والعمل والإنتاج، كان عدد سكانها عام /1925/ ما يقارب /300/ شخص.
عدد المقاتلين فيها آنذاك /60/ رجل قادر على حمل السلام وتم تشكيل خلية مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لجأت للبادية بقيادة شاهين شجاع واستمرت المقاومة حتى عام /1938/.
شارك في القرية /16/ محارب بقيادة المجاهد رشيد طليع وأقاموا عدة غارات على القوات الفرنسية حتى الاستقلال كي لا تستكين الثورة ومنها تفجير سكة قطار دمشق ــ درعا.
كثيرة هي معارك البطولة في جبل العرب والتي تحتاج إلى الكثير لذكرها وسوف اقتصر هنا على معركة قرية الرشيدة ويروى لنا أحد أبنائها الشاعر محمد جادو شجاع ما يلي:
«تحرك أندريا بجيشه من شهبا مطلع أيلول عام /1926/ على المقرن الشرقي باتجاه طـّربا رداً على إسقاط الثوار طائرة حربية فرنسية في أيار، واتهم المجاهد هايل سلام بقتل طيارها، وتم تدمير البيوت في قرية طربا ومنها منزل المجاهد جاد الله سلام، ثم تابعت الحملة على قرية ــ غيضة حمايل ــ ثم وقعت معركة الشبكي الشهيرة وتوالت النخوات وأظهر العدو شراسة لا مثيل لها، فكانت القنابل تتساقط على الثوار من كل حدب وصوب، ومع ذلك استبسل الثوار والتحموا مع جناح العدو الأيسر وجعلوه يتقهقر باتجاه وادي الرشيدة.
وهناك توج الثوار نصرهم بإسقاط طائرة حربية ثانية، وما زال بقايا المحرك وبذلة الطيار الفرنسي عندي وعند أخوتي، نحن أبناء المجاهد جادو هزاع شجاع.
وقد شارك في هذه المعركة التي دامت أكثر من خمس ساعات معظم رجالات الثورة السورية الكبرى وحقق هذا الانتصار زيادة عدد الثوار الملتحقين بالثورة وزيادة اشتعال الثورة وانتشارها إلى كل المحافظات، ولولا واسطة بعض الشخصيات لكان الثوار قد أبادوا الحملة كلها، وبعد ساعات رفع الاستعمار راياته البيضاء واستسلم.
ويذكر أن هذه الحملة تمت مهاجمتها من الشرق بقيادة سلطان الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى يرافقه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وشكري القوتلي، ونسيب البكري، وعدد من زعماء ومجاهدي دمشق.
ومن الغرب هاجم الحملة المجاهد الأمير عادل أرسلان ومعهم المجاهد القائد رشيد طليع وقواته، والمجاهد محمود أبو يحيى والذي استمر بجهاده حتى عام /1948/. وثم استشهد في فلسطين وما يزال ضريحه في أحد مرتفعات فلسطين المحتلة يتم طلاؤه بالكلس من قبل أخوتنا الفلسطينيين تخليداً لجهاده.
ومن جهة ثانية، كانت قوات المجاهد محمد عز الدين، وتم ذكر كل هذه التفاصيل في مذكرات الجنرال أندريا والقائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش.
وإليكم أسماء شهداء وجرحى قرية الرشيدة، ونبدأ:
ــ شهداء ومنفيون أيام الاحتلال التركي عام /1896/:
كانوا /12/ رجلاً من قرية الرشيدة مع شبلي الأطرش وذوقان الأطرش والد القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش، استشهد منهم أثناء محاولة الهرب من السجن في تركيا:
1 ــ عباس قاسم شجاع.
2 ــ سلمان زينية عبد الباقي.
3 ــ أحمد شبلي شجاع.
4 ــ حسين خير وحسن خير (أخوة).
5 ــ سلمان طرودي شجاع.
وعاد منهم من النفي بعد سبع سنوات:
1 ــ هزاع يوسف شجاع.
2 ــ كنج شهاب شجاع.
3 ــ حمود فندي شجاع.
4 ــ حسين فندي شجاع.
5 ــ طرودي خطار شجاع.
6 ــ سلمان بشير شجاع.
ــ شهداء معركة الشقراوية أيام الاحتلال التركي عام /1872/:
1 ــ شجاع شهاب شجاع.
2 ــ محمد أبو خليل شجاع.
ــ شهداء على طريق دمشق ــ السويداء بعد عام /1872/:
1 ــ مزيد زيان شجاع.
2 ــ على أحمد أبو مغضب.
ــ شهداء الثورة السورية الكبرى عام /1925/:
1 ــ نايف يوسف شجاع.
2 ــ معدّى وهبي شجاع.
3 ــ أسعد قاسم شجاع.
4 ــ سعيد الأسعد شجاع.
5 ــ حسن هزيمة شجاع.
6 ــ دعيبس وهبي شجاع.
7 ــ محمود فايز شجاع.
8 ــ حسن سلمان عبد الباقي.
9 ــ عقلة الرزيزة (بدوي).
10 ــ متعب أبو سكرة (بدوي).
11 ــ سعيد البعيني.
12 ــ عبد الحليم الجردي (لبنان).
13 ــ سلمان أبو مالك (عرمان).
ملاحظة: لقد استشهد ثلاثة تحت بيرق ــ علم ــ الرشيدة صيفور وهم ليسوا من الرشيدة:
1 ــ حسين يوسف بكري.
2 ــ حسن عرب بكري.
3 ــ زين الدين بكري.
ــ شهداء فلسطين وقت الاحتلال الصهيوني عام /1948/:
1 ــ عطا سلامي شجاع.
2 ــ فهد فارس شجاع.
ــ شهداء بعد الاستقلال عام /1948/:
1 ــ كمال عطا الله خير (حرب تشرين).
2 ــ مثمن سامي شجاع.
3 ــ حمد هلال شجاع.
ــ الجرحى والمصابين أثناء الثورة السورية الكبرى وبعد الاستقلال:
1 ــ حسين صالح شجاع.
2 ــ حمدان هزيمة شجاع.
3 ــ شحادة سليمان شجاع.
4 ــ حسن محمود أرسلان.
5 ــ توفيق أحمد أبو مغضب.
6 ــ شجاع واكد شجاع.
7 ــ إسماعيل حمد شجاع.
9 ــ مرعي حسين شجاع.
10 ــ معذى عقاب شجاع.
11 ــ جهاد حمد أبو مغضب.
12 ــ جودت حمد أبو مغضب.
ومن المآثر البطولية للجرحى:
ــ عندما أصيب شجاع واكد شجاع في معركة قلعة راشيا الوادي في لبنان أسعفه ابن قريته الرشيدة المجاهد عطا الله خير لمسافة /300 كم/ ولمدة /5/ أيام.
ــ عندما أصيب حسين الصالح شجاع في معركة المسيفرة هرع والدي جادو شجاع لتجبيره ولم يجدوا قطعة قماش لكي يتم ربط خشب الجبار فما كان من مجاهد شيخ يلبس على رأسه (لفة) وهو لباس رجال الدين لونها أبيض، وهذا المجاهد من عائلة القضماني كان يقاتل وينتخى وأراد شلح غطاء رأسه فرفض المصاب حسين الصالح شجاع وصاح به: لا يا شيخ إياك أن تنزع غطاء رأسك نحن نقاتل لتبقى لفاتكم على رؤوسكم لا لكي ننزعها عن رؤوسكم.
ــ شحادة سليمان شجاع حين كان يقاتل يُبْلي بلاء حسن وعندما وصله خبر استشهاد عمه غضب وهجم على العدو وقتل منهم أكثر من /4/ جنود في وقت قصير مما تطلب رميه بقنبلة حتى عطلوا قدميه وبقي مصاباً حتى وفاته.
هذا ما ينطبع بالذاكرة ومن خلال المذكرات وأحاديث أهل القرية وبمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة السورية الكبرى، وذكرى معركة المزرعة، وعيد الجيش، أوجه تحية إلى كل شهداء الوطن، وأقول لجنود الوطن «حماة الديار .... عليكم سلام».
وشكراً لجريدة «صوت الشعب» والتي هي فعلاً صوت الشعب.
أجرى اللقاء: نزار محمد شجاع