يقال (دوام الحال من المحال)  اي يستحيل بقاء التاريخ في صعود او في هبوط او دائم الاستقرار والثبات على حال ومع توالي الايام وخلال عقدين او جيل واحد (20عاما) يتزوج من كان طفلا ومن كان شابا يصبح رب عائلة يئن تحت ثقل التزامات الابناء والمدارس والطفلة البريئه تصبح زوجه وام  

ومن كان في العقد الرابع او الخامس فارق او على طريق فراق الدنيا ومع هذه المتغيرات وفي ظل نجاح العلم في  تطوير مقومات  الحياة على مختلف الاصعدة  بسرعة قياسيه ينشأ خلل في  التواصل الثقافي بين الاجيال المتعاقبة في القدرة على فهم الأخر ومن كان يستخدم الجمل والحصان والحمار في تنقلاته ويشرب من حليب البقرة والناقة  طازجا من المواشي خلف المنزل ويتناول البيض من قن الدجاج في حديقة المنزل  يختلف عن الإنسان الذي ولد بعده بعقدين او ثلاثة والذي لا يرى الحمار إلا في حديقة الحيوان او في الصور او في برامج التثقيف البيئي  ومن الممكن انه لا يعرف عن الحمار هل يتغذى على الشعير ام يسير على الوقود ولا يعرف عن حليب البقرة الا انه يباع في محلات ألبقاله ولا يعرف شكل البقرة ولو قابلها لما تعرف عليها ولو عرفها فلن يعرف من اين يتم حلب البقرة وربما لن يفرق بين الثور والبقرة ومن المؤكد انه لن يفرق بين الديك والدجاجة ومن منهما الذي يبيض ومن الذي يصيح في الصباح  

وهنا يمكن القول ان الفرق شاسع بين من اكتسب ثقافته من الكتب والانترنت وبين من اكتسب الخبرة والتجربة العملية وأغنى ثقافته بالانترنت ومن كان يسافر في الطرق البرية والوعرة سيرا على الأقدام ويقطع عدة كيلومترات ماشيا في الصباح وبعد الظهر لكي يتلقى دروسه في مدرسة المدينة لن يكون مثل من يتم تسليمه واستلامه صباح مساء من مشرف او مشرفة باص المدرسة وان صادف وابتعد شارعين عن بيته بعد بلوغه الخامسة عشر عاما اضطر الى السؤال عن عنوان بيته او يمكن الاستعانه بمراكز الامن لإعادته للمنزل بعد الاعلان عنه (خرج ولم يعد )  

ومن الطرائف المتداولة  (ان الفارق شاسع بين دجاج المزارع الذي اذا تم الافراج عنه ضاع ولن يعرف كيف يأكل ولا اين يذهب ويتم العثور عليه وهو اما ميت او يشهق جوعا وعطشا اما الدجاج البلدي والذي يغادر القن ويحوم في الحواري ليلتقط رزقه من حبوب واعشاب ويعود الى قنه بكل سهوله) ويمكن للبعض ان يتهمني بالتجني ولكن هذا حال فئات  تعيش الواقع بثقافات نظريه  فقط  اما الخبرة العملية والتجربة فلا علاقة لهم بها