بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن حكيما كان يسير في أحدى الطرقات . فلقيه رجل وقال له : يا سيدي إني أحبك وأحب من يخالفك . فقال له الحكيم مبتسما : أما الآن فأنت أعور إما أن تبصر أو تعمى ...
أليست هذه هي الحال هذه الأيام ..
كيف ... نحن نرى ونسمع أشياء لا يقبلها العقل السليم ولا الفطرة السليمة . ونجد من يساندها ويدعمها رغم بعدها عن المنطق . فيا عجبا ..
إن قبول الفكر الأخر عامل إيجابي ولكن يجب أن يكون له ضوابط وحدود .. كيف .. ؟
أن لا يكون الفكر الأخر خارجا عن الحدود المنطقية . والآداب العامة . والعرف الاجتماعي . فإن كان الفكر الأخر يحمل تطرفا وعنفا وطائفية وعنصرية . وبعدا عن الأخلاق والعرف . فلا يمكن مع هذه الصفات قبوله بأي شكل . فما هو تكليفنا نحوه إذن .
مثال :
لو التهبت إصبع في يد أحدهم . فما المفروض به عمله ..
يقول المنطق :
1ً _ من المنطق أن يزور الطبيب
2ً _ من المنطق أن يحاول الطبيب جهده في معالجة هذا الأصبع وأن يكون البتر أخر الطب بعد استفراغ الوسع في المعالجة
3ً _ إن تعذر العلاج ولم يكن هناك حل إلا بالبتر للحفاظ على سلامة اليد وبالتالي الحفاظ على سلامة الجسد كاملا . فلا بأس . أليس هكذا يكون منطق تدرج الأمور .
إلى هنا والأمور تسير بتدرج منطقي جدا . حسنا إذا فما هو اللا منطق في هذا المثال ..
يتلخص اللا منطق بما يلي ...
1ً _ إن التهبت إصبع أحدهم يحاول أن يعالجها بنفسه متجاهلا دور الطب ومهمشا لدور الطبيب .
2ً _ عند اليأس يراجع عرافا أو منجما أو عطارا أو دجالا ليساعده . فيلجأ هذا الأخير إلى البتر فورا دون محاولة العلاج وهنا ممكن أن يتلوث الجرح لأن من قام بهذا العمل لا خبرة له بمجال الطب ولا بالتعقيم والتطهير وقد تنشأ عن هذا العمل مشاكل أخرى مثلا انه سيقطع اعتمادا على نظره لاعن دراسة وتحاليل وهذا سيؤدي بدوره إلى عودة انتشار العدوى إلى كامل اليد وهكذا دواليك .
3ً _ الأعجب والأغرب من الأمر الأول والثاني أن يعمد إلى قطع جسد المريض في محاولة الحفاظ على الأصبع المصاب فيا عجبا من هذا الطب الغريب العجيب .
الإسقاط ..
1ً _ بلدنا جسدنا .
2ً _ العلاج أولى من البتر
3ً _ فلنحافظ على بلدنا ولنحاول العودة إلى حياتنا السابقة بهدوئها والى الأمان الذي فقدناه . مع المحافظة على خط سير الإصلاحات الحالية .
4ً _ نريد طبيبا من أبناء جلدتنا يداوينا . ولا نريد جراحو الغرب ومبضع الأمريكي والإسرائيلي أن يشرح جسدنا كما يشتهي ..
وفي الختام أقول :
الفائدة العظيمة مما يحدث في بلدنا الآن أننا صرنا نعرف الصديق من العدو بعد سقوط الأقنعة . والخائن من الأمين . والمنافق الكاذب من الصادق .
وعذرا إن أطلت والسلام ..