أسس الانفعالات الفزيولوجية .
كما ذكرنا ان الانفعالات مرتبط بالجهاز العصبي الخاص بالغدد الصماء الموجودة في الدماغ المتوسط . عندما يلتقط الدماغ تأثيراً معينا تسري آثاره في الجسد بواسطة الجهاز العصبي الانبائي .
في هذا الوقت , وحسب الشخص , سوف يترجم الانفعال بطريقه لا يمكن السيطرة عليها , إما عبر تسارع الحركات " الإثارة " , و إما عبر الشعور بالشلل و الجمود " الكبت " .
الإحساس هو فقط نوع من الاعلام , و اما طريقة التعامل مع هذه المعرفة فهي التي ستحدد الانفعال . و الانفعال في الواقع هو نوع من التعبير , لذلك فإن إحساساً ما قد لا يؤدي إلى الانفعال . و نستنتج من هنا أن الانفعالي حساس بالتأكيد , اما الحساس فليس بالضرورة انفعاليا .
اذا قلنا ان الاحساس يتولى التقاط المعلومات والانفعال يتولى نقلها فان التأثر هو الهدف المقصود الوصول إليه . و هذا الهدف قد يكون . متجها نحو الذات , مما يعطيه معنى المجهول " لقد اثر فينا أمر ما . أو متجها نحو الآخرين , مما يعطيه معنى الفعل .
وهناك فرق بين الانفعال والتأثر . ان شخصا ( سواء رجلا او امرأة ) غير انفعالي , قد يكون شديد التأثر قوي الاحساس و مرهفا ولكنه لا ينفعل بسهولة . ان مثل هذا الشخص يتمتع بالهدوء ولا يمكن إخافته او إقلاقه بسهوله ولا حمله على الانفعال , غير انه في الوقت عينه يشعر بالحنان و الحزن والألم المعنوي و الشفقة , إي انه يمتلك قلبا كبيرا .
في المقابل قد نقع على شخص انفعالي ( سريع الغضب , غير صبور , حساس .. ) ولكنه قاسي القلب جاف العاطفة و متصلب الرأي .
تعريف الترجيع البعيد
ذو الترجيع البعيد : هو الشخص الذي يكون " وقع " الانطباع لديه بطيئا وثابتا و عميقا .
وذو الترجيع القريب أو الفطري : هو الشخص الذي يكون " وقع " الانطباع عليه سريعا ويزول بسرعة.
ان الوقع " وقع التصورات " بالرغم من مظهره المعقد , انه يعني السرعة التي تظهر بها ردة فعل الفرد اتجاه عوامل يواجهها ويعني أيضاً مدة ردة الفعل هذه , وبقاء التأثر و ردة الفعل .
يمكننا تشبيه الوقع بنابض نضغطه على دفعات متتالية إلى أن تؤدي حركه خاطئة إلى انفراجه بصورة فجائية و وفقا لردة فعل الشخص , يمكننا التحدث عن وقع سريع " فطري " اذا كانت رده الفعل فورية " ينفرج النابض فورا " , او عن وقع بطيء " ترصني " إذا أتت ردة الفعل بعد فترة طويلة " النابض لاحقا .
فسريعي التأثر ردة فعلهم فورية عند مواجهتهم أمراً محزنا او مفرحا , هذا النمط من الاشخاص يسمى في علم الطباع النمط الفطري او البدائي . والشخص في هذه الحالة يستجيب بسرعة , اي ان ردة فعله تأتي في اللحظة الأولى . أما الانفعال فلا يدوم بل ينسى .
يفضل الاشخاص سريعي التأثر العيش في اللحظة الراهنة دون التفكير في المستقبل . وهذا امر يساعد في انفتاحه على الآخرين , لكنه يؤدي إلى عدم الاستقرار في عواطف الشخص وعلاقاته .
سريع التأثر أو الفطري شخص تواق دائما الى التغيير . يحب المفاجآت , يمكن إرضاؤه بسرعة و تزول أحقاده بالمصالحة . هو سريع الاندماج في الأوضاع المختلفة , ولديه القدرة على التأقلم مع المتغيرات حتى الغير منتظرة بليونه و مرونة . غير ان شدة إحساسه بتقلبات بيئية قد تؤدي به إلى حاله من عدم الاستقرار .
ذلك كله يجب الا يدفعنا الى الخلط بين النموذج سريع التأثر و النموذج الانفعالي
فسريع التأثر هو :- مندفع - غير مستقر - لجوج أو غير صبور - يرضى بسرعة- غير حقود
أما بطيء التأثر أو الترصيني فيعتبر اكثر اتزانا في ردات فعله من الشخص الفطري " السريع التأثر " . يستطيع البقاء لفترة طويلة تحت تأثير انطباع معين , فتتراكم الأحداث عنده قبل أن تظهر ردة فعله . هذا الميل إلى الانفعال بعد فوات الأوان يتلاءم في علم الطباع مع الفئة التي سنتكلم عنها هنا . فالترصني , اي الذي تظهر ردة فعله في وقت لاحق فيبقى انفعاله ولا ينساه بسهولة . فهو يهتم بنتائج افعاله ؛ يفضل التفكير قبل التصرف . يحتفظ لمدة طويلة بذكرى انطباع معين , ويظل مرتبطا بذكرياته القديمة , لذلك لا يمكن ان يرضى بسهولة . وعلى عكس الشخص الفطري . فهو مستقر ومخلص في صداقاته و عواطفه . يحتاج الى الاستقرار و يشعر بالامان في الرتابة . يوصف عادة الترصني بأنه " جاد " طبيعته حذرة , ويميل إلى الانطواء على ذاته . هو رزين - منظم- مستقر- حذر- رتيب
بالنسبة للنمط الترصني " إي البطيء التأثر " , الخبرة هي التراكم الناتج عن انفعالات تلقوها , ما اسهل الكتابة على الرمال ولكن ما نكتبه سرعان ما يمحى وما أصعب الحفر على الرخام ولكن ما نحفره يبقى ابدا .
أما الفطري : قد يلتقى الشتائم , فيهتز وينفعل لها و ينفعل فورا و بشدة , وينسى بعدها كل شيئ .
علاقة الترجيع البعيد بالأسس الفزيولوجية الموروثة , والمكتسب أثناء الحياة .
علاقته بطول فترة بقاء التأثيرات الحسية والعصبية والانفعالية . فالعامل الأساسي الموروث للترجيع البعيد هو طول أو قصر زمن بقاء التأثيرات العصبية وبقاء جريان التيارات العصبية في الدماغ ( أي طول زمن بقاء الطنينات الحسية ) . أما علاقة الترجيع البعيد بالتربية والتعلم وظروف الحياة , فهي قوية وإن كان تأثيرات الحياة والتربية يلزمها وقت طويل لتترسخ , فكلنا عندما نتقدم في السن نصبح بعيدي الترجيع وإن كان بنسب متفاوته تابعة لما مورثناه بيولجياً .
عوامل الترجيع البعيد :
1 – شدة الحساسية أو التأثر , وبالتالي شدة الأحاسيس , وشدة اللذة والألم
2 – فترة زمن بقاء التأثيرات الحسية والعصبية والانفعالية .
3 – فترة زمن تكرار إعادة الإدخال لساحة الشعور , هل هي بضعة دقائق أم بضعة ساعات أم بضعة أيام
4 – قوة الذاكرة وقوة الذكاء , أو القدرة على التعلم أي عدد مرات التكرار لحدوث التعلم , وهذا تابع أيضاً لقدرات العقل والذكاء . فالترجيع البعيد هو تعلم نتيجة تأثيرات ظروف الحياة والسعي للتوافق معها , وهو أيضاً يدل على شدة الذكاء .
5 – قوة أو شدة الرغبة والنهم للأحاسيس اللذيذة والسعيدة , أو قوة السعي لملذات الحياة والابتعاد عن ألامها ومآسيها .
6 – طريقة التقييم وسلم الافضاليات التي يعتمدها الفرد .
7 – مقدار الصبر والتحمل الفرد للأوضاع والظروف الصعبة أو المؤلمة . . , وهذا بالتالي تابع لشدة التأثر وشدة الأحاسيس والانفعالات
8 – الملل وحب التغيير والتجديد , شدة المحافظ المحافظة وعدم التعيير .
9 – القدرة على التأقلم مع المتغيرات حتى غير المنتظرة بليونة و مرونة
من ملاحظة تعدد عوامل وأصول الترجيع البعيد , نجد أنه مرتبط بعوامل موروثة ومكتسبة ومتداخلة مع بعضها في تأثيراتها . وهذا يجعله عامل غير أساس للطبع لأنه معمل مركب موروث ومكتسب , بعكس الفاعلية والانفعال فهما عاملان أسسهم غالبتها العظمى موروثة
تأثيرات خصائص الدماغ الحوفي والتي تكون أساسية موروثة في تحديد طبع الفرد , ومنها :
1 – طريقة التقييم التي يعتمدها الفرد , وطريقة التعامل مع النجاح أو الفشل .
2 – قوة الأحاسيس والمشاعر وبشكل خاص أحاسيس اللذة أو أحاسيس الألم , وقوة المشاعر الناتجة عن النجاح أو الفشل .
3 - زمن بقاء التأثيرات وطول زمن فترة تكرار دخولها إلى ساحة الشعور .
4 – مقدار قوة الانفعالات وأبعاد تأثيراتها .
5 – تأثير طريقة التفكير , أكانت تسلسلية أم تفرعية , على طريقة معالجة الأمور , وطبيعة ذكاء الفرد .
6- تأثير سعة ساحة الشعور .
عندما يكون لدى الفرد الدماغ الحوفي تأثيره قوي وواسع , بالإضافية لانفعالية قوية , وفاعليته متوسطة أو ضعيفة , تكون الإدارة والقيادة بيده , وبالتالي تأثير اللحاء متواضع . وعندما تقوى الفاعلية يكون هذا على حساب قوى وتأثيرات الدماغ الحوفي فتضعفها بشكل واضح ,
طباع المرأة وطباع الرجل
أن مدرسة الطباع الهولندية الفرنسية لم تتطرق إلى فروق الطباع بين المرأة والرجل , مع أن هناك فروق أساسية في طباع لك منهما . فهناك فروق أساسية موروثة ناتجة عن خصائص الأنثى والمميزة عن خصائص وهي يؤدي لفروق أساسية وهامة لطباع لك منها . أهمها : المرأة ترجيعها البعيد أكثر من الرجل , وفاعليتها تتأثر كثيراً بانفعالاتها , وتقيماتها , التي تكون مختلفة بشكل كبير عن تقيمات الرجل . . .
إلى أي مدى نستطيع التأثير على ما هو موروث وبالذات على الطبع . وما هي عوامل الطبع التي يمكن التأثير عليها بواسطة التربية والتعلم , أو بواسطة التغذية والأدوية . وإن كان ضمن حدود معينة .
مثال : يمكن أن تعوض قوة الانفعال ( ضمن حدود معينة ) ضعف الفاعلية , فكثير من الانفعالات تستنفر طاقات وقدرات الجسم والفكر التي يمكن أن تعوض ضعف الفاعلية , ولكن عند انتهاء تأثير الانفعال تعود فتنخفض الطاقة والقدرات التي ولدها الانفعال , وعندها يمكن أن يحدث الإحباط أو التشاؤم أو اليأس أو الكآبة , أو الشعور بالخسارة ,عدم الإنجاز .
مثال : تأثير الكحول والمخدرات على الدماغ الحوفي وبالتالي على الشخصية نتيجة تأثيرها على طريقة التقييم , وتأثيرها على زمن بقاء التأثيرات وتكرار دخولها ساحة الشعور فتخفض هذا الزمن , وترفع طاقة وفاعلية الجسمية والعصبية وتزيد التفاؤل , فتمنح السرور والسعادة المؤقتة .
وكذلك تأثير القهوة والشوكلاتة والسكريات وبعض أنواع الأطعمة والمشروبات , وتأثير الأدوية العصبية وغيرها .
مثال آخر : الاحتفالات والرقص الجماعي والغناء . . كلها هدفها رفع الفاعلية وإشاعة التفاؤل والانشراح والسعادة .
وكذلك العبادات وتقوصها تمنح المشاعر والأحاسيس المريحة وتولد حالات نفسية متفائلة وسعيدة وخاصة إذا كانت جماعية وذلك لحدوث انتقال وتضخم للحالات النفسية السعيدة والمتفائلة , بين المتعبدين أو المصلين .
وخلال الحياة والتقدم بالعمر ونتيجة الحياة الاجتماعية تحدث ضغوط تؤدي إلى :
زيادة الفاعلية لدى الفرد وإن كانت هذه الزيادة ضمن حدود معينة , فصفة الكسل مزمومة جداً , بالإضافة إلى أن غالبية أمور الحياة تستدعي زيادة الفاعلية .
تناقص الانفعالية أو السيطرة عليها وخاصة الانفعالات الغريزية القوية والتي ليس لها داعي .
زيادة الترجيع البعيد .