news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أخي الجبيب...بقلم: abdolkrem

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب: اسمح لي بهتاف.. مصدره قلبي ووجهته فؤادك، وامنحني من وقتك لحظات وادخل معي إلى جوفك وأشعل الأضواء، فعندي معك هناك حديث، فهلا تفضلت علي بشيء من الجدية والصراحة والصدق فإني أطلبها حاضرة لتشهد معنا هذا اللقاء.


أخي الحبيب: لنبدأ أولاً ونعترف بأنك قد ابتليت بمطالعة تلك الفواحش المصورة، تعلقاً بها أو تفكهاً أو حباً لاستطلاع واستقراء مستوى الرذيلة التي وصلت إليه البشرية، بل والعرب بل وبعض المسلمين من أبناء أمتنا! ودعني أهمسها همساً فإني أستصعب قولها ولعلك علمت بها.. أخبارَ العرب والمسلمين التي تحكي عن شبابنا كيف أنهم فاقوا الغرب بتعلقهم بالعري والفضائح وصور السوآت التي فطر الله الناس على سترها.

أخي الحبيب: دعني أكشف لك عما تعرفه وتأمرك نفسك بتجاهله من أن تعلقك أو تقبلك لمطالعة تلك الصور يضيع لك من وقتك ساعات أنت مضطر إليها نادم على مرورها، منقاد في استهلاكها بحبال اللذائذ المحرمة التي ناداك من أنت بين يديه ومن أدرى بمصلحتك وقال لك: ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )، ودعني أذكّرك أيضاً بأن تلك الصور واللذائذ المزيفة المؤقتة التي تسكرك مدة من وقتك في مطالعتها تقطع من مالك قسطاً يلزمك في أهم حاجاتك وأعمالك، وتعكر لك صفو علاقتك مع أهلك وأصحابك بسبب الضغوط الملوثة الكريهة التي تشعر بها وأنت تتخفى أو تخطط للخلوة والتخفي، وتلوث لك مزاجك الطيب وبَسمتك الآسرة الهانئة.

 وتشعرك بفشلك في سموك عن تلك المستويات الدنيئة، فتجد نفسك قد تثاقلت عليك جبال الخيال وتلال الخَبال، وقد غابت عن قلبك المعكر الظلال الوارفة مع معاني قوله جل جلاله( أزواجاً لتسكنوا إليها ).

 وضاعت من فؤادك لذات الصبر التي كنت تتنعم بها مع شباب الإيمان الذين عزفت أنفسهم عن تلك المستنقعات... وقد ملأ خيالهم وسحب شرودهم قربهم من الحنان ووصالهم مع حرقة الإيمان وهمّ الإسلام.


أخي الحبيب: دعني أتبين منك عن مدى رضاك وقبولك لهذا الواقع المكشوف النتن التي تتسابق إليه أيادي العابثين، والذي أظنه بك ترتجف ألماً وغضباً إذما علمتَ بتبادل شباب المسلمين وبناتهم بل وأطفالهم للأفلام والصور والمواقع الفاضحة، وستُذهل إذا أُخبرتَ عن تنازلات الملتزمين وتجاوزات الطيبين وانحرافات المساكين، أفلا وقفة وعزم لله يا أخي؟ لعلك تنقلب على نفسك وتتغلب على أدران أوامرها وانزلاق مكابحها!

أخي الحبيب: دعني أسألك لو أنك فوجئت بأخيك أو ابنك يتخفي عنك ويتسلل في جنح الليل أو عمق النهار مستسلماً لرغبته الجائرة، يتقلب من الرضا والاطمئنان والسكينة والاستبشار إلى مقت الخيال وعكر البال، وقد وصلت إلى فؤاده النقي قنوات تصب في قلبه الملألئ أخبث الملوثات، وتحفر في جَنانه أقسى الأخاديد وتلف على مشاعره عُقَد الانهزام أمام الرذيلة..، فكم ستحزن على فلذة كبدك وهو يصارع هذه الكلاليب، وكيف تتصرف؟ فبالله عليك أفلا تشفق على نفسك التي بين جنبيك كما تشفق على ولدك أو أخيك، وتعقدها صلحاً مع مولاك المنعم عليك بالنعم التي تستخدمها في عصيان أمره؟ وهو يراك ويراقبك ويرحمك ويحفظ لك النعم ويديم لك عينيك اللتين تبصر بهما إشراق النهار.

أخي الحبيب: لعلك تعمل على حماية عينك من نفسك، ويدك من زيغك، وانتبه واحذر، وحاذر ولا تخاطر إن مادت عزيمتك وغلبتك غفلتك، أن تدل غيرك على صور الفواحش أو ترسل عن طريق اسمك المستعار الصور والأوزار، فإن هذا العمل يختص به الأشرار، ويسلم منه الأخيار، وهو نوع من المجاهرة بالمعصية والعياذ بالله وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) والمعصية مع الستر أخف من أوزار نشر الفواحش، فلنتق الله أخي فيما يخرج من البريد وفيما يصدر منا في دردشات الفارغين اللاهين.

أخي الحبيب: دعني أخيراً أخالفك إذ تبدي لي قناعتك بكلامي فأقول لك بشرك الله بالخير، لكن جُل في جهازك أو حقائبك جولة، واصدق مع نفسك فإن عثرت على بعض الأدناس الخفية فمزقها واغسل يديك وقلبك من آثارها، فعندها تُثبت لي قناعتك، ثبتك الله وحماك وأفاض على قلبك السعادة والهناء.

2010-11-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)