news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
نعم الأنثى هي الأساس (2)... بقلم : نبيل حاجي نائف

 يمكن اعتبار الرجل و المرأة جنسين مختلفين


وذلك لكبر اختلاف دوافع وغايات وتقييمات و أفضليات كل منهم , والمرأة تدرك هذا و تستطيع أن تفهم الرجل , ولكن يصعب على الرجل فهم المرأة .

و المرأة أكيد ليست الأضعف , لأنها نادرا ما تفشل في تحقيق غاياتها وأهدافها.

 

وهي غالباً أقدر من الرجل في الإدارة والحكمة والمثابرة والاستمرارية ( النفس الطويل ) هذا قي حالة عدم وجود حروب و صراعات كبيرة فهي تتحاشاها إلا في الأمور الهامة بالنسبة لها مثل الأمور التي تتعلق بصغارها وأسرتها , فهي تفضل تحاشي المجابهة والصراع .

المرأة تسعى وتبحث عن زوج يحقق لها دوافعها وأهدافها , وبالذات رعايتها ورعاية أطفالها , وهي غالباً تنجح في ذلك.

 

المرأة تأخذ من الجميع لتعطي أولادها وأمها لذلك هي تظهر غالباً أنانية , وهي فعلاً أنانية إذا لم تنجب لأنها تسعى للأخذ من الجميع و تعطي قليلاً .

نعم اللذة الجنسية ليست الهدف الأول لسعي المرأة للرجل ( وهي تحب بقوة ), بينما الرجل يسعى للمرأة من أجل الجنس والحب بشكل أساسي.

نعم الغالبية العظمى من الرجال المتزوجون يعانون من زوجاتهم , لأنهم يدركون بعد فوات الأوان أنه تم اختيارهم بهدف تحقق أمور ليست مهمة بالنسبة لهم كثيراً , لذلك تظهر غالباً صفقة الزواج بالنسبة للرجل خاسرة.

 

فالمرأة مبرمجة ومجهزة بيولوجياً وغريزياً ونفسياً لذلك , فهي المسؤول الأول والأساسي عن استمرار    النوع .

في الواقع إنني أتكلم عن المرأة والرجل بشكل عام . فهناك رجال يهتمون بالأسرة والأولاد أكثر بكثير من اهتمام بعض النساء .

فالأم تورث قيمها وعاداتها لبناتها وأبنائها , وليس لبناتها فقط , وكذلك كثير من الخصائص البيولوجية التي تمنح المرأة صفاتها كامرأة يمكن أن يحملها الرجل .

 

  دماغ المرأة يختلف عن دماغ الرجل

إن سلوك الكائنات الحية وإدراكها  مركزه الدماغ , وسلوك الإنسان وإدراكه يتناسب مع حجم دماغه ، لكن تعقيد هذا السلوك - ليس دائما - متناسبا مع حجم الدماغ , وبشكل إجمالي الدماغ عند الذكر أكبر منه عند الأنثى , ولكن الدماغ ليس كلا كاملا ، بل هو مجموعة من الأجزاء ، كل جزء يختص بوظيفة محددة .

 

هناك أجزاء من الدماغ في الذكر أكبر من الأنثى ، وبالمقابل هناك أجزاء من الدماغ في الأنثى أكبر من الرجل , وحجم الجزء ينعكس على سلوك الكائن .

فالإنسان عموما مركز الإبصار لديه أكبر بكثير من مركز الشم ، لذلك نجد أن أهمية البصر أكبر بالنسبة إليه ... بينما الفأر يكون مركز الشم في دماغه أكبر بكثير من غيرها .

 

هناك منطقة في الدماغ تسمى الـ"أميجدالا" وظيفة هذا المنطقة أو المركز ، هو الاستجابة لكل ما يثير الانفعال , أي شيء يجعل نبضات القلب تزداد كالخوف والترقب والحنين , وحين يستثار إنسان  يقوم الدماغ بالتهدئة عن طريق إفراز جزيئات تحمل إشارات التهدئة ، تسمى "السيروتين" وكلما زاد تركيز هذه المادة كلما كانت قدرة الكائن أكثر على تهدئة الانفعال.

 

ولمعرفة ردة فعل الأميجدالا تحت الضغط النفسي عند كل من الذكر والأنثى ، أجريت تجربة على نوع من القوارض يعرف باسم الـ"ديجو" ، وهي حيوانات اجتماعية تعيش كمجموعات. تم فصل أحد الجراء عن أمها ، وعزلها عنها تماما لفترة من الزمن ، وبعد ذلك سمح لها بسمع صوت أمها وملاحظة نسبة تركيز السيروتين في أدمغتها ... وكانت النتيجة : أن الإناث اضطربت أكثر من الذكور.

 

وهناك منطقة أخرى في الدماغ  منها يدرك الإنسان  المكان من حوله , ولها دور أساسي بقدرته على الحفظ وتثبيت الذكريات ، تعرف هذه المنطقة باسم "قرن آمون"

 

هذه المنطقة أكبر عند الإناث , وقد يؤثر حجم هذه المنطقة على سلامة التحرك وأمانه وهذا يمنحهم تفوق باللياقة ( الجمباز وغيره من الحركات) أو الكلام , على الرجال

نستطيع معرفة أهمية هذا الفرق في التالي :

لو أتينا بطائرتين وسلمنا الأولى لذكر والثانية لامرأة .

 

الرجل في قيادته يميل لتقدير المسافات والتعرف على المحيط من حوله مما يجعله يعتمد على تقديراته في القيادة .

في المرأة لوحظ العكس  فهي تتقيد بالعلامات والأجهزة , هذا الفرق لوحظ ، أيضا ، لدى الفئران في لعبة المتاهة.

تجارب كثيرة أجريت على "قرن آمون" من نتائجها : أن الصدمات النفسية تحفز الذكور على التعلم ، بينما تقلل الضغوط النفسية من قابلية الإناث للتعلم, وكذلك الأنثى أكثر جلدا على مقاومة الصدمات من الرجل .

 

أبحاث كثيرة تجرى على الفروق الدماغية بين الجنسين . منها أن الذكور يتذكرون الأجزاء المركزية من الحوادث المفجعة التي مرت عليهم .

بينما تترسخ في الإناث الأجزاء التفصيلية ، وحين تذكر هذه المشاهد يعمل الجزء الأيمن في الرجل ، وفي المرأة يعمل الجزء الأيسر.

مثل هذه البحوث لا تجرى للتندر والترف بل يبنى عليها قضية مهمة . فنتيجة البحوث التي تتعلق باختلاف تعامل الجنسين مع الصدمات أدت إلى أن يأخذ الطبيب جنس مريضه بعين الاعتبار عندما يصف علاجا لهذه الصدمات. فعلاج الأنثى لا يؤثر على الرجل .

أيضا نتيجة هذه التجارب ، اكتشف أن الأنثى أكثر قابلية للإدمان من الذكر , فالمواد المخدرة تزيد من إفراز مادة في الدماغ تبعث السرور للمتعاطي ، هذه المادة يزيد إفرازها لدى الإناث أكثر من الذكور .

 

وبالنسبة إلى أن النساء تنسى أو أن ذاكرتهم أضعف من ذاكرة الرجال فهذا غير دقيق أبداً .

بل بالعكس ذاكرة النساء في الأوضاع المعيشية وفي باقي الأمور أيضاً هي غالباً أفضل وأدق من ذاكرة الرجال , وهم محافظون أكثر وأفضل إدارة من الرجال في غالبية الأمور .

 

صحيح أن هناك فروق بنيوية وكيميائية ووظيفية أساسية وهامة بين دماغ الرجل ودماغ المرأة , وكذلك هناك فروق أساسية بالدوافع والاهتمامات عند كل منهم , ولكن هذه الفروق تعزز فاعلية كل منهم في القيام بدوره في الحياة .

من هذا كله نجد أن الفروق بين الذكر والأنثى تتجاوز الاختلاف في السلوك أثناء التزاوج .

 

 الدور أو الوظيفة الأساسية لوجود الذكر والأنثى

 

إن تربية الأولاد والعناية بهم ليست هي الوظيفة الأساسية لتشكل الذكر والأنثى كما يظن في بادئ الأمر ، فالوظيفة الأساسية أهم من ذلك بكثير , لأنه يمكن لفرد واحد إنجاب وتربية الذرية , ونجد أمثلة على ذلك لدى الكائنات التي تتكاثر دون تزاوج أو الكائنات ثنائية الجنس .

فالمهمة الأساسية من وجود الذكر والأنثى هي مزج وتوزيع الجينات الوراثية مع الاحتفاظ بأكبر كمية من الجينات المختلفة موجودة ضمن النوع , منتشرة بين أفراده ، بشكل يحقق هدفين معاً .

 

وفي نفس الوقت يتم المحافظة على كافة هذه الجينات وخصائصها , حتى الجينات الطافرة والتي تكون غير خطرة ، وذلك بنسخها بدقة , وهي تبقى موزعة بشكل عشوائي ومختلف على كافة أفراد النوع , فعدد هذه الطفرات تتراكم وتصبح كبيرة جداً ولا يمكن أن يحملها فرد واحد , وبقاء هذه الطفرات هام جداً  لبقاء وتطور النوع  في ظروف وأوضاع متغيرة باستمرار .

 

فهاتين الوظيفتين مزج وخلط الجينات , وحمل الطفرات غير الخطرة , تمكن النوع من التكيف والبقاء مع وجود كمية كبيرة من التغييرات في البيئة والظروف ، وذلك نتيجة وجود المخزون الكبير والهائل من الجينات المختلفة ( والتي تحقق الخصائص الجسمية والنفسية والفكرية المختلفة) , التي يمكن أن تلائم هذه الأوضاع , والتي تكون جاهزة للاستخدام , وموجودة لدى بعض أفراد النوع . وكلما استدعت تغيرات البيئة تصرفات أو قدرات أو خصائص جسمية جديدة يكون هناك أفراد يملكونها و مستعدة لهذه الأوضاع . لأنهم يكونون حاملين الجينات المناسبة للتعامل معها .

فالطفرات الجديدة لا تكفي فهي بطيئة الحدوث وغير كافية للتعامل مع الأوضاع المتغيرة , أي أن كافة الطفرات الغير قاتلة يتم الاحتفاظ بها ، وتبقى محمولة ومحتفظ بها لدى بعض أفراد النوع ، وتستعمل عند الحاجة إليها . فالانتظار لحصول الطفرة المناسبة للأوضاع الجديدة غير مجدي , فيجب أن تكون الطفرات جاهزة .

 

يوجد هناك أنواع من الكائنات الحية مزدوجة الجنس  نباتاً أو حيواناً ويمكن أن تلقح ذاتها ، ولكن هذا لا يخلط الجينات بين أفراد هذا النوع في هذه الحالة ويحد من كميتها ، فكل نوع يحمل جينات متطابقة بين أفراده وهي محددة بالكمية التي يستطيع حملها فرد واحد، وهذا لا يساعد على التعامل مع الظروف المتغيرة للبيئة والأوضاع  لقلة أنواع الجينات التي يحملها هذا النوع , وهذا يهدد بقاء هذا النوع في حالة تغير الأوضاع بسرعة ، لأن بعض الأوضاع تتطلب عدة أنواع من الجينات المناسبة للتكيف معها يحملها أحد أو بعض الأفراد , ولكنها غير موجودة ولا يمكن الانتظار لحدوث طفرة تنتج هذه الجينات .

 

المصادر

دماغ الأم : H كنسلي G.K لامبرت  مجلة العلوم الكويت م 22 العدد 3-4

الانتماء للأم عند العرب : د. عمر الدقاق مجلة المعرفة سوريا العدد 1515

دماغه ودماغها : لاري كهيل   ترجمة د. جعفر أبو ناصر   مجلة الثقافة العالمية العدد 136

 

المرأة هل ينقصها الطموح : أنا فيلز  ترجمة  محمد مجد الدين باكير مجلة الثقافة العالمية العدد 130

تاريخ الحياة :  ا. ل. ماك الستر    ترجمة د. فؤاد العجل         جامعة دمشق 1978

قصة الحياة :  البير دوكروك   ترجمة د. أحمد سعاد الجعفري   وزارة الثقافة دمشق 1981

طبيعة الحياة :  فرنسيس كريك   ترجمة د. أحمد مستجير    عالم المعرفة الكويت  العدد 125

 

2011-11-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد