news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
نعم الأنثى هي الأساس (1).... بقلم : نبيل حاجي نائف

إنها المسؤولة عن بقاء واستمرار النوع , فالأنثى هي التي تقوم بغالبية الوظائف التي تحافظ على استمرار النوع ( الحمل والولادة وتربية وحماية الأولاد ..) , وهي المجهزة لتأدية هذه الوظائف , ودور الذكر مكمل ومساعد .


والأنثى بشكل عام أكثر كفاءة من الذكر بل هي الأقوى فعلياً , ونحن نجد تأكيداً لهذا عند غالبية الكائنات الحية وهناك شواهد كثيرة على ذلك , أما لدينا نحن البشر فالوضع اختلف قليلاً نتيجة حياتنا المختلفة عن باقي الحيوانات .

 

لقد أدى الصراع بين الذكور على الإناث لدى بعض أنواع الكائنات الحية , ونتيجة أمور أخرى إلى نمو القدرات الجسمية وزيادة قوة الذكر بشكل كبير فأصبح أقوى من الأنثى , فهي كانت تستهلك غالبية قدراتها في الحمل والولادة وإطعام ورعاية أطفالها , وهي كانت تتحاشى الصراعات والمجازفات لذلك ( ولكن عندما يتعلق الأمر بصغارها فعندها تكون أشجع من الذكر وأشد مخاطرة ومجازفة فهي تجازف وتضحي حتى بحياتها ) .

لقد تفوق الذكر على الأنثى ببعض القدرات وبشكل خاص القوى الجسمية , وسيطر بذلك على الإناث , أما في باقي المجالات فبقيت الأنثى  الأقدر وهي المسؤولة .

 

ونحن إذا دققنا في أي شكل للتزاوج وشكل الأسرة عند أي نوع حيواني ، فإننا نجده مكيف ومتفق مع الأوضاع التي يعيشها أفراد هذا النوع , ولكن دوماً يظهر دور الأنثى الهام والأساسي  .

 

فهناك تعدد الزوجات مثل قطعان الماشية مثلاً , والطيور التي لا تطعم صغارها مثل الدجاج وغيرها.... 

وهناك التزاوج بين ذكر وأنثى واحدة فقط والبقاء معاً لإنجاب وتربية الصغار مثل الطيور التي تطعم صغارها كالعصافير , وبعض الأنواع الأخرى .

وهناك التزاوج ثم الافتراق والأنثى هي التي تربي الأولاد مثل الدببة والقطط والكلاب , وبالنسبة للدب البني والدب القطبي نجد " الأم " الأكثر عناية ورعاية وحماية واهتمام بأولادها فهي تهتم بكافة أمورهم لمدة سنتان , وكذلك الفيلة .

وهناك نظام الفيلة فالإناث تربي الأولاد وتبقى الذكور خارج مجموعة الإناث.

وهناك نظام قطعان الذئاب والأسود والضباع , فالإناث جميعها تهتم بالصغار.

 

وهناك نظام الخلية ووجود الملكة عند النحل والدبابير والنمل .

وهناك طرق أخرى لدى الأسماك والأحياء المائية والبحرية وفي بعضها لا يلتقي الذكر بالأنثى بل مع البيض فيلقحه .

فالتزاوج لدى الكائنات الحية والإنجاب ورعاية الصغار , يمكن أن تتم في الكثير من الأوضاع المختلفة ، ويمكن أن يحدث تعديل وتطور في هذه الأوضاع يراعي تغير الظروف ويتكيف معها , و بالنسبة للثدييات يستحيل أن تعيش صغارها دون أمها أو أنثى بديلة لها .

 

  الأنثى , والأنثى الأم , يمكن أن تكونا مختلفتان

إن هذا يظهر هذا بوضوح عند النحل والنمل فهناك الأم أو الملكة وهناك العاملات وجامعات الرحيق , وبالنسبة للثدييات الأنثى الأم تختلف عن الأنثى غير الأم .

 

" لقد لوحظ في الثدييات أن  الحمل والولادة يغيران بنية الدماغ مما يجعل الأم أكثر اهتماما بصغارها وأحسن رعاية لهم وحتى أكثر ذكاءً .

إن الأمهات يصنعن ولا يولدن أمهات . وفي واقع الأمر فإن إناث الثدييات كافة , بدءا من الجرذان والنسانيس إلى البشر , يعانين تغيرات وظيفية وسلوكية في أثناء الحمل والأمومة . فالأنثى التي كانت ذات يوم كائناً موجهاً إلى ذاته بقدر كبير ومكرساً نفسه لاحتياجاته , تصبح كائناً محور اهتمامه رعاية أولاده وحمايتهم وتنميتهم .

 

أظهرت الأبحاث الجديدة أن التموًجات الهرمونية المثيرة التي تحدث أثناء الحمل والولادة والإرضاع يمكن أن تعيد نمذجة دماغ الأنثى بحيث تزيد حجم العصبونات في بعض المناطق وتحدث تغيرات بنيوية قي مناطق أخرى منه . إن بعض هذه المناطق يضطلع بتنظيم سلوكيات أمومية , في حين تضطلع مناطق أخرى بضبط الذاكرة والتعلم والاستجابات . وقد أظهرت تجارب حديثة أن الجرذان الأمهات  يفقن العذارى في اجتياز المتاهات واصطياد الفرائس .

ويبدو أن هذه الفوائد المعرفية تصير أكثر ديمومة عند الجرذان الأم .

 

ومع أن دراسات هذه الظاهرة قد ركزت حتى الآن على القوارض , فمن المحتمل أن إناث البشر يجنين كذلك فوائد عقلية طويلة الأمد من الأمومة ."

 

 المرأة (الأم)

" أن الملاحم والأساطير والصور والتماثيل وما إلى ذلك من نقوش و مرويات مما أل إلينا من حضارات قديمة تزخر كلها بمعطيات جمة عن المرأة الأم وحالها ومنزلتها العالية , وكان الأقدمون يعبدون ما كانوا يرونه حولهم في الكون من قوى وعظائم , وبعضهم عبدوا الأنثى المنجبة أو الأم وقدسوها وأحلوها في أرفع المنازل , فهي رمز الخصب ومنبع العطاء , وهي التي تملك القدرة على الخلق . وإذا أوغلنا على صعيد آخر في خلفية ما ينطوي عليه مفهوم الأمومة عند الإنسان القديم تبدت لنا علاقة وثقى بين الأم والأرض . ومن أصول المعبودات القديمة كما يرى ماكس مولر , الاعتقاد بالأرض وعناصر الخصوبة فيها , فقد ربط الإنسان القديم سر خصوبة لدى المرأة بسر الخصوبة في الأرض , لذلك عبدت الأرض بوصفها أماً ."

لقد قيل الكثير الكثير عن الأم وكل منا مؤمن أن الأم هي المعطي والواهب الأول لأولادها , وهي مربيتهم وصانعتهم , وهي تورثهم لغتها وعقائدها وقيمها وعاداتها وأفكارها .

 

ونادر جدا من لا يحب أمه ويعتبرها المرأة الأولى في العطاء والحنان والمسامحة والتضحية .

وتبقى عواطف وانفعالات الأنثى وبالذات الأم أكبر بكثير من عواطف وانفعالات الرجل , ودماغها يختلف في هذه النواحي عن دماغ الرجل . والأنثى الأم محافظة و حذرة  ولا تغامر أو تجازف .

 

   لماذا الرجل و المرأة غالباً مختلفان ويصعب توافقهم

هناك فروق بين الرجل و المرأة نتيجة اختلاف دور كل منهم في عملية التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الصغار, وهذه الفروق ناتجة عن اختلاف وضع كل منهم في عملية التزاوج والإنجاب وتربية الأطفال , وأيضاً ناتجة عن الظروف الحياتية والاجتماعية الموجودة . فتأمين مستلزمات تكوين واستمرار الأسرة وتنشئة الأطفال ورعايتهم تفرض على الرجل و المرأة تأثيرات وقوى وبالتالي تصرفات مختلفة , تؤدي إلى اختلافات أساسية في خصائص كل منهم . فعملية الحمل والإنجاب التي تقوم بها المرأة تجعلها مختلفة عن الرجل في عدة خصائص جسمية ونفسية , وكذلك تنمية ورعاية الأطفال الصغار الذي تقوم به المرأة بشكل أساسي . فهو فرض عليها أن تملك خصائص جسمية ونفسية وتصرفات مناسبة لذلك , والأمومة الفزيولوجية والنفسية والعاطفية من أهم هذه الخصائص , وكذلك التدبير والاقتصاد والصبر والتصميم والاستمرارية وعدم الاندفاع والحرص وعدم المغامرة أو الاندفاع... وكل ما يلزم للإنجاب وتنمية ورعاية الأطفال 

 

فأنانية المرأة أقوى من أنانية الذكر لأنها هي التي تحمل العبء الأساسي في التوالد وتربية الصغار واستمرار النوع ، وهي مدفوعة و موجهة للجمع والاستفادة من المواد والقدرات المتاحة  من أجل الولادة وتربية الأطفال , وهذا ما جعل تسلسل الأفضليات بالنسبة للمرأة تختلف بشكل أساسي وكبير , عن تسلسل الأفضليات عند الرجل , ومن هنا نشأ الاختلاف الكبير بين الرجل و المرأة .

 

فتوظيف الموارد والقدرات المتاحة عند الرجل تختلف بشكل كبير , عن توظيفها عند المرأة  , والدافع الجسمي والنفسي والفكري للسعي للتزاوج عند المرأة يختلف عن دافع الرجل بشكل واضح وكبير , وكذلك الدور في عملية التزاوج يختلف بشكل كبير بين الرجل و المرأة , مع أن الهدف واحد وهو إتمام عملية التزاوج وتربية الصغار وبقاء واستمرار النوع

 

إن هذه الفروق هي التي جعلت تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل , لاختلاف الوظيفة , واختلاف الأفضليات  والدوافع وبالتالي المعاني عند كل منهم , فآليات التفكير واحدة والقدرات تقريباً واحدة , ولكن التوظيف مختلف . 

 

وبالنسبة للذكاء , صحيح أن حجم الدماغ عند الرجل أكبر , وهذا يعني قدرة تفكير لديه أوسع , ولكن القوى المحركة , والخصائص الجسمية والفكرية الموظفة لدى المرأة تكون أكبر وأفضل , فالقدرات العقلية المتاحة لها كافية لكي تتفوق على الرجل , حتى في المجالات الفكرية التي يظن الرجل أنه متفوق بها .

 

ولكن في الأزمات والظروف الصعبة التي تستلزم استنفار كافة القدرات الجسمية والعقلية , يظهر تفوق قدرات الرجل العقلية والجسمية , كما في الحروب وغيرها , لأنه في تلك الأوضاع يستنفر ويوظف كامل قدراته الجسمية والفكرية .

وقد نشأت فروق أخرى بين الرجل و المرأة نتيجة الحياة الاجتماعية والعلاقات والتصرفات التي تنشأ نتيجتها   وهذه الفروق جسمية ونفسية وفكرية وثقافية , وهذه الفروق تورث اجتماعياً  وهي تختلف من مجتمع لآخر , وهي تخضع للتطور مثلما تخضع الفروق الفزيولوجية , ولكن تطور الموروثات الاجتماعية أسرع بكثير من تطور الموروثات الفزيولوجية

 

والمهم تحديد الفروق الفزيولوجية أولاً , لأنها هي الأساس ويصعب تغييرها , ثم تحديد الفروق الناتجة عن الحياة الاجتماعية , وهذه يمكننا تعديلها وتطويرها , ضمن حدود قدراتنا والمعلومات التي نملكها , مثال على ذلك :

البنت ( أو الولد ) الصغيرة التي تؤخذ من مجتمع عربي مثلاً , وتربى في مجتمع غربي , سوف تختلف تصرفاتها وثقافتها عن البنت العربية , وتكون الفروق أكبر إذا ربتها أسرة غربية

2011-11-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد