news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قانون القيمة(1) ... بقلم : نبيل حاجي نائف

كل شيء يباع ويشترى حتى و لو كان الحب والصداقة


السلعة التي  تباع وتشترى يمكن أن تكون شيئاً مادياً  ويمكن أن تكون شيئاً غير مادي , فكري ,أو نفسي-  شعوري أو معنوي - صوت ، لحن ، فكرة ......الخ .

 

والسلعة هي التي تسوق ويجري تبادلها بواسطة الصفقات . فالمواد الغذائية سلعة ، والمنتجات الزراعية والصناعية سلعة ، والخدمات سلعة ,  والمعلومات والمعارف سلعة ، والأراضي والمنازل سلعة , وحتى وسائل الإنتاج هي سلعة . والسلعة يمكن أن تكون مستهلكة أو غير مستهلكة مثل :

الأراضي  , والتحف , والمجوهرات , والأفكار , والمعلومات , والفنون .

 

أي أن هناك سلعاً تستهلك وتضمحل أو تنضم للبنية التي استهلكتها ، وسلع لا تستهلك أو يحدث استهلاكها خلال فترات طويلة من تكرار استخدامها وتداولها , فأفكار أرسطو تم تداولها لأكثر من ألفي سنة وما زال بعضها يتداول حتى الآن ، وكذلك الأرض والذهب وغيرها لا تستهلك .     

 

فالسلعة هي التي تباع وتشترى أو يحدث تبادلها مقابل سلعة أخرى ، فيمكن أن تكون السلعة وجبة يتم تناولها وهضمها وتمثلها مثل وجبات الطعام وكافة أنواع الوجبات التي تؤدي إلى النمو أو الاستمرار . فهناك وجبات اكتساب المعارف التي تنمي مخزون العقل من المعلومات , وهناك وجبات اكتساب المهارات بكافة أنواعها البدنية والفكرية والصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية فهي تنمي هذه المهارات , وهناك الوجبات الحسية والتي تولد الأحاسيس الجميلة والمريحة واللذيذة , فكافة الفنون وأنواعها من موسيقى ورسم وفنون الأدب من شعر وقصة ومسرحية وسينما . . , هي بمثابة وجبات حسية ..

 

ولذة ومتعة الحب والصداقة ، ولذة الطعام والشراب , ولذة المرح والتسلية واللعب , يمكن أن يكونوا بمثابة سلعة . ويمكن أن تكون السلعة خدمات أو أداة تسهل الأعمال ، مثل الملابس والمساكن والسيارة وكافة الأدوات الموجودة ، بالإضافة إلى كافة أنواع الخدمات الزراعية والصناعية والاجتماعية والتعليمية والتربوية  

 

قيمة السلعة , والعلاقة بين كلفة السلعة والحاجة للسلعة , وقيمتها

سؤال : هل الذي يقرر سعر السلعة هو كلفتها أي تكلفة إنتاجها من مواد وعمل وفكر وجهد , أم مدى الحاجة إليها ؟

 ما هو دور وتأثير الحاجة إلى السلعة وكلفة إنتاج السلعة , ووفرتها , في تحديد سعر السلعة ؟

إن الحاجة لأية سلعة غالباً ليست ثابتة , فهي تابعة حسب لكل فرد , وحسب لكل جماعة . وتابعة للوضع , والمكان , والزمان .

 

وكذلك الكلفة ليست ثابتة أي إننا نتعامل مع عناصر متغيرة متحركة , وهذا يمنعنا من وضع معادلات رياضية محددة ثابتة أو نظرية بسيطة  تظهر نتيجة تفاعلا ت الحاجة مع الوفرة مع الكلفة , ولكن يمكن أن نقول :

أن معدل أو متوسط شدة الحاجة للسلعة + معدل أو متوسط  كلفة السلعة -  معدل الوفرة لهذه السلعة = معدل السعر  الذي يقبل به كل من البائع والشاري .

 

هذا بشكل عام , ويمكننا في كل تبادل أو صفقة وضع معادلة أدق إذا كانت مقادير الحاجة والكلفة والوفرة ممكن تحديدها , فتصبح المعادلة الأساسية  في حالة متبادلين ( أو بائع وشاري )   ( ا )  و ( ب )  يتبادلان السلعة  س1  بالسلع س2  هي :

" حاجة ( ا ) لسلعة س2 - الوفرة لديه من السلعة س1"  تكافئ أو تساوي " حاجة ( ب )  لسلعة س1 - الوفرة لديه من السلعة س2"

عندها يمكن أن يحدث التبادل

وتكون الكلفة متضمنة في الوفرة , والربح لا يظهر في هذه المعادلة فهو متضمن  في الحاجة , وهو يكون على شكل طلب النمو أو التطور أو أي دافع آخر, مادي أو نفسي أو فكري...

 

البعض يقولون أن لكل شيء ثمن , والبعض الأخر يقولون أن هناك أشياء لا تباع وتشترى , أو لا تقدر بثمن . هل هذا صحيح دوماً ؟

لنأخذ الأمثلة التالية :

القطع الأثرية بالنسبة للدولة لا تقدرها بثمن , ولكن تجار الآثار يبيعونها ويشترونها .

 

الأم غالباً أولادها لا يقدروا بثمن , ولكن نجد بعض الأمهات يبعن أو يمكن أن يبعن ولدهم نتيجة حاجات يرونها ضرورية وأهم .

أن قيمة الأشياء تابعة لخصائص ووضع مالكها وليست ثابتة , وهذا يمكن أن يجعلها غير قابلة للبيع عندما لا يقبل مالكها أي ثمن لها مهما كان .

مفهوم الوفرة و مفهوم الحاجة.

يمكن استخدام مفهوم الوفرة أو الفائض , ومفهوم الحاجة أو الدافع , لتوضيح الصفقات وتفاعلها مع بعضها , وكذلك لتوضيح تشكل وتفاعل البنيات الاقتصادية .

 

و مفهوم الحاجة أو الدافع هو مفهوم مناسب لاستخدامه في توضيح سعر السلعة , فهو يعتمد تحديد قيمة السلع المتبادلة بناء على الوفرة أو الفائض , وعلى الحاجة لهذه السلع, وهما يقرران توازن الصفقة . ولكن قد  تكون الصفقة متعددة الأطراف وكثيراً ما تؤثر الصفقات على بعضها وتتداخل مع بعضها, لذلك يجب حساب فرق الحاجة بالإضافة إلى المعرفة والتوقع لكي نحدد طبيعة مسار الصفقة المتعددة الأطراف أو المتداخلة مع غيرها من الصفقات, ولكي نفسر أيضاً بنية النقود والسعر العام أو القيمة التبادلية للسلعة, وغيرها من البنيات الاقتصادية, وخاصةً المتطور منها , وكذلك لكي نفسر التفاعلات الاقتصادية المعقدة .

 

يقولون : إن سعر السلعة ينزع باستمرار إلى أن يرد إلى مستوى كلفة الإنتاج إذا كان التنافس بين المنتجين حراً, هذا ممكن . ولكن إذا استخدمنا مفهوم الوفرة والحاجة , والمعرفة التي تتضمن خصائص وميزات السلعة , يمكن أن نحصل على أحكام أعلى دقة  وأعم وأشمل لتوضيح الصفقات والبنيات الاقتصادية .

فالتنافس ليس هو وحده الذي يجعل سعر السلعة يرد إلى مستوى الكلفة , فالوفرة أو سهولة الحصول على المنتج وبالتالي تحقيق الفائض له تأثير كبير في خفض قيمة المنتج , و المعرفة لها تأثير كبير على القيمة , وتفاعل الصفقات مع بعضها له تأثير كبير على المعرفة , ومن هنا كان تأثير التنافس الحر .

السلعة والقيمة والثمن والوظيفة أو الدور 

 

إذا اعتبرنا السلعة هي كل شيء يتم تداوله ومبادلته , و كل خدمة يمكن أن تقدم مقابل ثمن أو خدمة أو شيء أخر . يمكننا أن نعتبر قيمة السلعة بالنسبة للذي اشترى السلعة تابعة للوظيفة أو الدور الذي تؤديه هذه السلعة له ،

 

وفي نفس الوقت يكون الثمن الذي يأخذه البائع هو سلعة أيضاً  لها دور ووظيفة لديه .

فتبادل السلع هو من أجل دور ووظيفة هذه السلع ، فكل طرف يقدم سلعة لها دور ووظيفة لدى الطرف الآخر يريدها أو بحاجة إليها، ويجب أن تكون حاجة الطرف الآخر لهذه السلعة دوماً أكبر من حاجته هو ، و إلا  لما حدث التبادل . وهذا التبادل للسلع  يجب أن يستفيد منه كل طرف (أو يتوقع أن يستفيد) , في نموه , أوله دور  وظيفة تفيده , أو يحقق له دوافع .

 

يمكن أن تحدث صفقات ويتم تبادل سلع يتوقع أنها مفيدة ولكن يظهر العكس و عدم جدوى هذه السلعة, فليس كل شراء أو تبادل  مضمون الفائدة دوماً ، فهو يعتمد على الدوافع وعلى التوقع المستقبلي , أي المعلومات المتوفرة .

 

وغالبية الصفقات تسعى لتأمين حاجات مستقبلية - قريبة أو بعيدة - مثلاً :

 شراء طعام لتناوله فوراً هذا يعني تأمين حاجة قريبة  أما شراء أسهم بهدف الربح المستقبلي فهو تأمين حاجة بعيدة .  لذلك إذا تغير المستقبل المتوقع تغيرت قيمة ووظيفة ودور هذه السلعة .

 

إن دور الهام لتبادل الخدمات والسلع هو الذي ينشئ البنيات الجديدة نتيجة التفاعلات الجارية بين أطراف القائمين به . فيصبح كل طرف له دور ووظيفة ( نتيجة ما يقدمه من سلع ) لدى الطرف الآخر ، وهذا ما ينشئ بنية جديدة شاملة لأطراف القائمين بالصفقة . فالتجار والزبائن ينشئون بنية السوق ، وصفقة الزواج تنشئ بنية الأسرة، وكافة أو أغلب البنيات المادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تكونت نتيجة التبادل .

 

قيمة السلعة 

 كما قلنا إن قيمة السلعة ( أ ) التي يقدمها الطرف الأول للطرف الثاني , تساوي أو تكافئ أو توازن , قيمة السلعة ( ب ) التي يقدمها الطرف الثاني للطرف الأول .

 

ويجب أن تكون قيمة(أو الحاجة) للسلعة ( أ ) بالنسبة للطرف الأول أقل من  قيمة (أو الحاجة) السلعة ( ب ), وقيمة(أو الحاجة) السلعة (ب ) بالنسبة للطرف الثاني أقل من قيمة(أو الحاجة) السلعة( ا ) لكي يحدث تبادل .

 

إن طلب السلعة من قبل الآخرين هو القوة المحركة الأساسية لتسويق هذه السلعة ، فلا يمكن أن أبيعك سلعة أنت لا تريدها ، فأنت لن تدفع ولن تجري صفقة لشيء لا تريده , وكذلك على الأغلب لا يمكن أن تبيع سلعة لشخص يبيع نفس السلعة وتحقق ربحاً ( إلا إذا كان هناك فروقاً في الأسعار ) . 

 

يمكن أن تبيع لإنسان سلعة لا يريدها هو ، ولكنه  يعرف من هو بحاجة إليها  ويستطيع بيعها له,إن المعرفة هامة جداً في إجراء الصفقات التي من هذا النوع ، والتي ليس عليها طلب ظاهر أثناء إجراء الصفقة ، والمعرفة المناسبة تساهم كثيراً في المساومة أثناء الصفقة ، فالذي يعرف ميزات ومساوئ السلعة ، ويعرف من يطلبها ومن لا يطلبها ، وكيفية الوصول إلى من يطلبها ، ويعرف خصائص الطرف الآخر ,النفسية والمادية , ودرجة حاجته هو الذي يحقق أكبر مكاسب من هذه الصفقة .

2011-11-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد