news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أطفال مجهولون في الأماكن العامة ... بقلم : عهد ابراهيم

ما أجمل الأطفال في لعبهم وضحكهم وحركاتهم البريئة وأسئلتهم الجريئة وحتى عندما يبكون فهم في بعض الأحيان يكون سبب البكاء لديهم أمر صغير في نظرنا ولكن مهم بالنسبة لهم وخصوصاً إذا كان متعلقاً في رغبتهم بالحصول على لعبة أو فقدانهم شيئ يملكونه ..


وكم أفرح عندما أكون سبباً في زرع الإبتسامة والضحكة على شفاههم وإدخال السعادة إلى قلوبهم الطاهرة وأنا مازلت أحافظ إلى الآن على قلبي الطفل هذا القلب الذي لا أريده أن يكبر أبداً ويعجبني في كل حالاته وحتى الأساليب والطرق التي يعبر من خلالها عما يجول في داخلي ..

 

وما يحزنني على بعض هؤلاء الأطفال عندما أراهم في الشوارع والأماكن العامة وخاصة عند الإشارات الضوئية في محاولة منهم لمسح زجاج السيارات حتى لو كان مقابل خمس ليرات سورية بالإضافة لوجودهم أيضاً على بعض الأرصفة في شوارع دمشق ونجدهم يضعون أمامهم بعض علب البسكويت أو ميزان وأحياناً يكون أمامهم علبة كرتون لا يوجد فيها شيئ وإنما هي لوضع القطع النقدية التي يضعها بعض الناس الذين يمرون من أمامهم ويعطفون عليهم بقطعة نقدية ..

 

ولكن المكان الذي وجدتهم فيه وكان يشكل مصدر قلق للناس هو الحدائق العامة فأيضاً يحاولون كسب عطف الناس وإحراجهم وهم جالسون في هذه الحدائق التي يدخلها بعض الأشخاص من أجل الجلوس في مكان هادئ في أحضان الطبيعة والإبتعاد عن صخب وزحمة الشوارع إلا أن هؤلاء الأطفال يزعجوهم بغلاظتهم البريئة وطلباتهم الكثيرة من نقود وطعام وشراب وفي أكثر من مرة شاهدت بعض الناس يضربوهم ويشتموهم لأنهم يرتبكون ويقلقون منهم ولا يعرفون أن يجلسوا بحرية أو يقوموا بأي شيئ إن كان في أكلهم أو شربهم أو حتى من كان يطالع منهم ..

 

وفي كل هذه الحالات نجد الأطفال متشابهون في منظرهم إن كان في ثيابهم المهترئة وأجسامهم التي تملأها الأوساخ وكأنهم قد مضى عليهم أيام لم يستحموا وكأن هناك رغبة ممن يدفعوهم للشوارع بأن يظهروا بهذا المنظر المذري من أجل جذب إستعطاف الناس إليهم وبعض هؤلاء الأطفال تكون أقدامهم حافية والمنظر الذي يقطع قلبي هو عندما أرى بعضهم نائماً على الرصيف إن كان في أيام البرد أو الحر وهو لا ينتبه للنقود التي أمامه أو أي شيئ يريد بيعه وأن يسترزق منه ويكون معرضاً للسرقة من أي شخص نفسه دنيئة ولكن وبكل صراحة لم أرى أي شخص يستغل هذا الموقف ويمد يده ليأخذ شيئ وكأن هذا الطفل النائم يعرف بأن كل شيئ أمامه هو في مأمن ولن يسرق منه شيئ ولن يتعرض لأي أذى جسدي أو مادي أو معنوي ..

 

ومن خلال متابعتي الدقيقة لبعض الأماكن التي يتواجد فيها هؤلاء الأطفال ولمدة لا بأس بها لمعرفة من أين يأتون والمسؤولون عنهم وعن توزيعهم في هذه الأماكن تبين لي أنهم يأتون مع شاب وأحياناً مع إمرأة وأحياناً مع رجل وأشكالهم لا تفرق كثيراً عن هؤلاء الأطفال من ناحية المنظر واللباس وحتى في الكلام وهم يقومون بتوجيه الأطفال وتوزيعهم في كل شارع وتسليمهم ما يلزم من الأمور التي ذكرتها مسبقاً للقيام بالأعمال التي دربوهم عليها من قبل وفي ساعة متأخرة من الليل يعودون ويأخذون الأطفال وهم على هذا الروتين في كل يوم ..

 

وهناك أسئلة عديدة تشغل بالي من هم هؤلاء الأشخاص الذين يهون عليهم دفع الأطفال إلى الشوارع وتركهم بهذا الشكل وهل هم عاجزون عن تأمين الطعام والشراب واللباس لهم أم أنهم أصلاً عاطلون عن العمل ويعتمدون على هؤلاء الأطفال حتى أصبحوا فعلاً مصدراً يعتمدون عليه في تأمين متطلبات من يدفعوهم للنزول للشوارع بهذا الشكل الفظيع الذي يدل على عدم إهتمامهم بهم حتى لو دهستهم السيارات وتعرضوا للضرب والشتائم من الناس وحتى الخطف الذي إنتشر في الفترة الأخيرة وما نسمعه من بيع للأعضاء البشرية ورؤية بعض الأوراق الملصقة على الجدران وفيها صوراً لأطفال مفقودين وأمام بعض هذه التساؤلات التي ذكرتها أترك لكم التمعن والتفكير في هذه المشكلة وفي إقتراح الحلول اللازمة لها ودمتم بخير أنتم وأطفالكم .

2011-12-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد