news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المعارضة والفرق بينها وبين الإرهاب ... بقلم : هادي الوطن

المعارضة هو مفهوم سياسي اجتماعي يعبر عن رأي فئات معينة تختلف مع الحكومة أو السلطة أو الحزب الذي يدير البلاد بأمور اقتصادية أو سياسية تتماشى مع اتجاهات هذا الحزب أو ذاك وقد تتحالف عدة أحزاب تختلف فيما بينها من حيث الاتجاهات السياسية وتتوافق في أمور أاقتصادية تخالف فيها أراء الحكومة أو الحزب الذي يقود الدولة


مثل التوافق بين الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب الشيوعية أو يكون بين أحزاب تختلف اختلافا جذرياً من الناحية السياسية والاقتصادية ولكنها تتلاقى في وجهة نظر معينة تحارب الفساد والظلم المستشري في موظفي ومسؤولي الحكومة أو النظام الذي يقود الدولة مثل التوافق بين الأحزاب القومية التقدمية والأحزاب الدينية أو بين الأحزاب العلمانية والأحزاب الأسلامية  ...

 

 هذا هو مفهوم المعارضة بالمعنى الاجتماعي والسياسي للكلمة ضمن مجتمع ديمقراطي يتمتع بالحرية المطلقة واحترام أراء وشؤون الآخرين ويكون هدف المعارضة بالتالي من خلال هذا المفهوم  هو تصحيح وجهة الحكومة لكي تتماشى مع رغبات الشعب واحتياجاته وبالتالي يكون الشعب هو الحكم بين المعارضة والحكومة من خلال ممارسة دوره في الانتخابات المحلية وانتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة وغيرها وتتفق المعارضة والموالاة أو النظام الذي يقود الدولة في ثوابت تتعلق باحترام سيادة الدولة واحترام القانون والضرب بيد من حديد على كل من تسول نفسه التعرض للدولة  ومؤسساتها أو المواطنين الأبرياء ومنع التدخل الأجنبي في شؤون الدولة المعنية والمساهمة مع الحكومة في مقاومة الاحتلال أو العدوان الخارجي فالحكومة والمعارضة يجب أن تكونا من رحم الشعب وهدفهما الأساسي هو الدفاع عن مصالح الشعب ورغباته الوطنية بغض النظر عن اختلافهما السياسي أو الاقتصادي بحسب توجهات هذا الحزب أو ذاك  فهذا هو المفهوم الوطني للمعارضة بمعناها السياسي والاقتصادي

 

  فأي معارضة في العالم لا تسمح ولو بأي شكل من الإشكال المساس بمصالح الدولة ومؤسساتها أو الاعتداء على المواطنين أما الذين ينطوون تحت سقف المعارضة ويقومون بالاعتداء على المواطنين بحجج مذهبية أحياناً أو طائفية أو عرقية  ويتلقون المال والسلاح لتخريب الدولة ومنشأتها فهؤلاء ليس لهم  علاقة لا بالحكومة ولا بالمعارضة فهدفهم الأساسي ليس بناء الدولة أو أصلاح الأنظمة بل هدفهم هو التخريب وقتل المواطنين بذرائع مختلفة وللأسف يعد الدين واحداً من هذه الذرائع رغم أن الدين الإسلامي بريء كل البراءة من أعمال هؤلاء الغير شرعية والعدوانية بحق المواطنين من أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى فعندما يلجأ الآخرون إلى السلاح بهدف فرض أجندات سياسية  تتماشى مع رغبات دول إقليمية هنا تحول مفهوم المعارضة إلى مفهوم أخر ليس له علاقة لا بالمعارضين ولا بالموالين حتى هذا المفهوم هو الأرهاب السياسي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى التي تمارسه جماعات مسلحة انتهكت حرمة الشعب واعتدت على الأعراض والأرواح وحتى الأطفال لم تسلم من جرائمهم وبل ساهمت قنوات فضائية في التغطية على أعمالهم الإجرامية وأنسابها للحكومة والنظام بهدف تحقيق أهداف سياسية تلبي مصالح دول إقليمية تدعي الحرص على مصالح الشعب أو حتى بقوانين حقوق الإنسان وما غيرها من الأمور لكي تنفذ مخططات إقليمية هدفها الأساسي تدمير الشعب قبل الدولة وتقسيم الدول إلى دويلات على أساس طائفي أو عرقي أو مذهبي ..

 

فهل يعقل أن يقوم أي مواطن في أي دولة حريص على وطنه وأمنه بالمطالبة بالتدخل الخارجي أو بمنطقة حظر جوي أو ما شابه من الأسماء والتصانيف الجيوسياسية التي باتت تسمع كل يوم في أروقة السياسة الغربية وهل يعقل أن يقوم أي مواطن حريص على أمن شعبه ووطنه بتخريب المنشآت والمؤسسات الوطنية والاعتداء على المواطنين الذين هم الشعب بحجة أنه معارض للحكومة أو النظام المعين أو بحجج مذهبية وطائفية لا تمت إلى بصلة إلى نمط التعايش والأخوة المتبادلة بين أفراد هذا الشعب بمختلف فئاته وهل الاعتداء على النساء واغتصابهم أمام أزواجهم في الشارع وقتل المواطنين وتشويه الجثث هو الحرية التي ينشدها الغرب في بلادنا إذا كانت هذه هي الحرية التي يريدونها والتي تعني بالمفهوم الغربي الفوضى الخلاقة والصراعات المذهبية والطائفية فلا بد للشعب أن ينتفض ضد هؤلاء الذين غرر بهم من قبل الجهات الخارجية وأن يتبين الحقيقة لا الكذب والتضليل سيما الإعلامي منه والذي يحاول التغطية على الجرائم والمجرمين وإنساب كل الأحداث وجرائم القتل إلى الأمن والشرطة والجيش وما إلى ذلك مما يشجع تلك الجماعات التي تحمل السلاح على الاستمرار بجرائمها

 

و طالما أن هناك أعلاماً يحرف الحقائق ويغطي على أعمالها الإجرامية بحق الشعب إذاً الأعلام هو السلاح الأمثل في أي حرب كانت في المنطقة ضد أي شعب من الشعوب والشعب في سورية هو أكبر مثال على مشكلة التضليل الإعلامي وحيث أن المشكلة تكمن في أن المواطن في سورية أعتاد قبل الأحداث على عدم تصديق الأعلام السوري الذي أتسم بتوافقه مع سياسة الدولة وتوجهاتها مما أدى إلى عدم المصداقية والمهنية في الأعلام السوري هذه النظرة إلى الأعلام عبر عنها العديد من المثقفين والمفكرين في سورية وقد عبر عنها أحد الممثلين السوريين في إحدى مسرحياته بالقول أقلب على لندن لنعرف شوفي بالضيعة عنا هذا الأمر أستغلته العناصر المعارضة أيما استغلال سيما أن العديد من المواطنين في سورية لم يكونوا يعيرون أي اهتمام للأعلام السوري وللقنوات السورية وهذا التقصير الإعلامي هو الذي جر على الشعب هذه المأساة حيث أن العديد من الشباب بات يتفرج على قنوات فضائية باتت تتخلى عن كل المهنية والمصداقية وغدت تنفذ أجندات خارجية بهدف بث الفتنة وتقطيع أوصال هذا الشعب تمهيداً لتقسيم الدولة السورية إلى دويلات

 

وهنا ضاع شعبنا في أوهام التضليل والانحراف وغدت مشاهد القتل تثير الغرائز ودوافع الانتقام لدى الشباب السوري فبدأت الأحداث الدامية في سورية مسلسلها اليومي الذي بات شبحاً أسوداً يجثم على صدر السوريين ويزيدهم ألاماً بفراق الأحبة ودماراً شاملاً للمنشآت والمؤسسات وقتل للأطفال واغتصاب للنساء بحجة معارضة الدولة أو النظام ولقد صحى السوريون من غفلتهم ولكن بعد أن زهقت أرواح المئات من العسكريين والمدنيين وأنكشف زيف الحرية والديمقراطية التي يطالب بها هؤلاء وأزلامهم من الذين أطلقوا على أنفسهم لقب المعارضة الخارجية والذين أدعوا أنهم يمثلون 80% من الشعب السوري والذين ما تورعوا عن طلب المعونة والسلاح والأموال من الخارج بحق شعبنا وحكومتنا بحجة أنهم ثوار وما شابه ذلك

 

وبعد هذه المقدمات أنا أسأل وبصراحة كيف لثورة ما في بلد ما مسلم أن تقتل شعبها سمعنا بالكثير عن الثورات التي قامت في العالم أجمع بما فيها الثورات العربية ضد المستعمرين والمتآمرين ولكننا لم نسمع يوماً بثورة تقتل شعبها وتغتصب نسائها لكي تتهم خصومها بذلك وتحقق أهدافاً سياسية على حساب شعبها ودمائه وأعراضه وكرامته  وأنا لم أسمع يوماً بثورة تطلب الاحتلال الأجنبي لبلدها وتقوم بتخريب منشآت بلدها ومؤسساته أو تنسف السكك الحديدية لقتل المواطنين الأبرياء أو تحرق صهاريج المازوت التي ترسلها الحكومة لتدفئة شعبها بحجة الحرية والديمقراطية فهل هذه الحرية التي يريدونها إن ما يريدونه ليست الحرية أو الديمقراطية أو حتى حقوق الإنسان كما يدعون والتي وصلت لحد كدنا نصدق الدموع التي ذرفها المعارض الذي قال لقناة الجزيرة أنه لم يتمالك نفسه ويدخل إلى الأستوديو حزناً على المرأة التي فقدت أبنها والتي هي على الأغلب دموع التماسيح فأن هؤلاء هدفهم الأساسي ليس المعارضة للنظام وما إلى ذلك إنما هدفهم الأساسي هو الوصول للسلطة ولو بالقوة ولو على حساب أرواح الشعب السوري وكرامته ولو عن طريق جلب الاحتلال الأجنبي لبلدهم  فهؤلاء ومع وافر احترامي لكل الوطنين والأحرار في العالم ليسوا معارضين هؤلاء إرهابيون يمارسون الإرهاب السياسي لتنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتفتيت الشعب السوري والقضاء على الدولة السورية وعلى محور المقاومة الممانع الذي غدا يقلق أضجعتهم ويهدد مصالحهم ومشاريعهم في المنطقة فترجوا من أخواننا السوريين ممن حمل السلاح أو شارك في قتل المواطنين والكف عن أعمالهم الإجرامية والعودة إلى سقف الوطن لأن الأجنبي لا يدمر فقط الحكومة والنظام بل يدمر الشعب والدولة وكل ما يحقق استقلال البلد واستقراره وأكبر مثال هو العراق وليبيا وأفغانستان ونتمنى أن يستيقظوا من غفلتهم ويعودوا إلى صف التلاحم والوحدة الوطنية لنعود إلى الأمن والاستقرار الذي تمتعت به سورية منذ عقود خلت من السبعينات من القرن الماضي وحتى منتصف العام الماضي ولكم جزيل الشكر   

2011-12-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد