news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
في الملهى ... بقلم : شريف رفعت

مشاكلي العاطفية تقتلني، خرجت من منزلي إلى برد و ظلام الطريق، سرت بصحبة أشجاني حتى وصلت لوسط البلد، تعصف بي الأحزان و تسحقني الوحدة، في شارع جانبي رأيت ملهى ليلي لم ألاحظه من قبل، يبدو أنيقا من الخارج، أنواره تدعو الرواد كأنوار فنارة تدعو السفن الضائعة في بحر عاصف، يافطة مضيئة تحمل اسمه "أمازون"  


دخلت المكان، خافت الإضاءة، أنيق الأثاث، هناك موسيقى عالية راقصة صارخة، بعض الأفراد يرقصون معا على أنغامها، كنت في حاجة للحديث مع أحد، بالذات مع شخص غريب، فقررت عدم الجلوس على منضدة بمفردي، توجهت للبار حيث يصطف أمامه بعض المقاعد العالية أغلبها مشغول بالرواد، لحظة وصولي قامت حسناء شقراء رائعة القوام من على مقعدها، توجَهْت لنفس المقعد، إلتفتت لي و قالت بلهجة تقريرية محايدة:

ـ لقد احتفظت بالمقعد دافئا لك.

 

قلت لنفسي و أنا أطير فرحا:

ـ يا وعدي، حسناء تبدأني الكلام و المداعبة، قد يكون ذلك بداية تغيير في حياتي العاطفية، هذه بلا شك دعوة صريحة لبداية محادثة للتعارف، و من يدري ما سيتبع ذلك؟يجب أن أنتهز هذه الفرصة و أخرج منها بأقصى فائدة ممكنة، ابتسمت لها شاكرا ثم جلست على المقعد العالي، و بحركة مسرحية كوميدية قفزت من على المقعد و أنا أصيح بصوت عال موجها الكلام لها:

 

ـ آه، المقعد ساخن للغاية، لقد لسع مؤخرتي، كيف أمكنك أن تفعلي ذلك؟

نظرت لي ببرود كأنها تنظر إلى معتوه، لم تتكلم و لكن نظراتها و تعبيرات وجهها كانت تصيح بالكلمة الأنثوية العالمية:

ـ يا سـِــمْ.

 

ثم ابتـَعـَدَت عن المكان، شعرت كما لو كانت كل مشروبات الملهى المثلجة قد دُلـِقـَت على رأسي، لماذا رد الفعل القاسي هذا؟ أعتقد ان حركتي كانت في منتهى الظرف و خفة الدم بالإضافة إلى أنها تحمل إيماءات جنسية خفية بارعة، فلماذا إذن رد الفعل البارد القاسي هذا؟

 

طلبت مشروبا و شربته سريعا، تجولت ببصري في المكان، شاهدت الحسناء تنحني على فتاة أخرى تهمس في أذنها بشيء ، تقوم معها، يلفان ذراعيهما على خصر بعض، يتوجهان لساحة الرقص و التي أغلب من عليها نساء و فتيات يرقصن معا، خرجت من الملهى الليلي مسرعا عائدا إلى ظلام الطريق ووحشته.

@ @ @ @ @

 

2012-01-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد