news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المعارضة العربية والتدخل الأجنبي ... بقلم : منصور عثمان

المعارضة العربية والمعارضون العرب.. واقصد الخارجية منها .. تكاد تتفق فيما بينها على توجه ومطالب محددة تعتمد بشكل أساسي على ضرورة التدخل الأجنبي، والتأكيد على أن مصالح البلد وإصلاحه لن يستقيم إلا بتدخل خارجي ولا يمكن أن يحصل ألا بأيدي أجنبية.. لماذا؟؟


 كلنا يتذكر المعارضة العراقية والتي جاءت إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية والتي وصل بها الأمر إلى الافتراءات وتزوير الحقائق وتلفيق الادعاءات بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وغيرها من الافتراءات الأخرى التي تذرع بها الغرب للتدخل في بلادهم وإسقاط نظام الحكم فيها وما تلا ذلك من دمار وخراب لا يزال العراق وشعبه يعاني منها حتى الآن.

 

والأمر نفسه مطالب المعارضة في ليبيا والبحرين وأخيرا سوريا..

المعارضة السورية في الخارج وبالأخص المجلس الوطني انحصرت مطالبه ورؤيته الإستراتيجية للإصلاح والتغيير في مطلب واحد وفكرة وحيدة هي التدخل الأجنبي لتحقيق ذلك.. بغض النظر عن شكل هذا التدخل سواء عسكري أو من خلال تأمين ممرات آمنة أو منطقة عازلة أو أو أو  المهم تدخل والسلام. 

 

أما الإصلاحات التي قدمها النظام فهي برأيهم صورية ولا جدوى منها ولا قيمة لها ولا مصداقية .. والأصوات الرافضة لهذا التدخل  سواء دولية أو إقليمية أو حتى من المعارضة نفسها هي في نظرهم أصوات شاذة لا تفقه شيئاً في الشأن السوري ولا تعلم ما يجري في أرض الواقع .. أما ملايين الجماهير التي تخرج في المدن والمحافظات رافضة لجميع أشكال التدخل الخارجي فهم في زعمهم مجرد مجموعة من المساكين الذين يتمنون التدخل الأجنبي ويرحبون به ولكن النظام أجبرهم بطغيانه وجبروته على الخروج خائفين مرغمين!!!!!

 

شيء يثير الاستغراب فعلاً .. انتقادات المعارضة السورية الخارجية لم توفر أحداً في سبيل تهيئة المناخ للتدخل الأجنبي والدفع باتجاهه.. فالصين وروسيا أنظمة قمعية عدوة للديمقراطية والحرية لا تحترم حقوق الإنسان.. والمعارضة السورية الداخلية وحتى الخارجية التي ترفض التدخل وتطالب بحل سوري للأزمة هم مجموعة من الخونة والمتنفعين من النظام أو الخائفين من قمعه .. و حتى برتوكول الجامعة العربية الذي اشغلوا الدنيا مطالبين النظام السوري بالتوقيع عليه أصبح في نظرهم مهزلة ومسرحية وتهجموا على رئيسها ووصفوه بمجرم حرب وانتقدوا أعضائها تارة بالخوف من النظام وتارة بنقص الخبرة وعدم الاحترافية .

 

كل هذه التأويلات والتفسيرات وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره و التي لا يقبلها عقل ويرفضها المنطق تهدف إلى جعل مسألة التدخل الأجنبي أمرا مقبولا وضرورة ملحة لتحقيق الإصلاح والتغيير المنشود .. لا يهم أن يكون ذلك على حساب الوطن والمواطن وما قد يلحق بالبلاد من خراب ودمار .. لا يهم الوسيلة بقدر الاهتمام بالغاية وهي إسقاط النظام ..  ولا يهم ما قد يحصل بعد هذه الغاية فالغرور والثقة العمياء تصور لهم إمكانية السيطرة والقدرة على التحكم في مقاليد الأمور بالرغم من أن العراق ليس عنهم ببعيد.

 

اسأل الله العلي القدير أن يحفظ سوريا وشعبها وقيادتها .. وأن يجنبها كل مكروه داخلي وخارجي .. اللهم آمين

 

2012-01-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)