هاهي الكلمات تخرج رويدا رويدا من قارورة عطرك وتفوح بشذاها في الارجاء .
هاهي السماء بدات تكتسي باللون الاسود المسلول من غمد النهار فهل أبدأ يا سيدتي الكتابة نعم سأبدأ الكتابة سأبدأ بطريقتي ولغتي .
هاهي الغيوم بدأت تبتعد عن ضوء القمر ويشع نوره في الظلماء، بينما اجلس على كرسيي العتيق أمسك بقبضة قلمي وأكنه فرس يعدو في الهيجاء، فخرجي من مخدعك يا اميرة الحسن والبهاء كي أكتب لك بضع كلمات.... بضع كلمات فقط فأحرفي قليلة ولا حدود لكلماتي فقد أملئ بها البحر والسماء...
فتعالي الي ايتها المنية الحلوة الجميلة تعالي كي تبعديني عن ما حوالي وما يحيط بي من خطية فأنا الآن في أقصى درجات النشوة والزهو مع قلمي وكلماتي وكاسي المليئة بالنبيذ المعتق منذ مئات السنين قبل ان تبتعد عني الافكار ويشتد اتقاد السعير في قلبي فيعصف بكل شئ .
أي قدر حكيم عليم ذاك الذي خلقه الله كي يسوق بك الى طريقي وأراكي بحلتك الجميلة وابتسامتك المميزة أي قدر ذاك الذي أرسل عطرك في هواء مدينتي التي حرمت بلاطها عليكي وجعلت من سورها جحيماً لك اي قدر ذاك الذي جعل بريق عينيكي تنادي كل الشوارع والفنادق التي زرناها سويتاً بتلك السطوة الانثوية اي قدر ذاك اي قدر.
فأنا لا أومن بلغة الحب.... وعبثية البشر.... ولا أومن بشيء اسمه قدر.... فكل شيء ارسمه بطريقتي وبقلمي وابتعد عن المثالية والنمطية في كل شي ، كي لا أتعثر بهمساتك المبهمة على تلافيف عقلي البسيط المتواضع .
سأبوح لك بسر صغير قد لا تصدقينه، هيا أيتها الكلمة تعالي في علياء السماء هيا يا أفكار تنامي في الفضاء ولنشق البحار ونجوب وسط الماء لنجوب وسط لماء:
-أذكر انني احببت في يوم من الايام فتاة واحدة واخبرتها بكل مالم اجرؤ بإخباره لأحد وبحت لها بكل اللغات والاشكال عن حبي، وربما سلبتها لذة النصر عندما اثبت لها أنني أقدر منها على الرحيل ولا أحب لغة البكاء والعويل ذهبت لكنني لم أعد أذكر ايا مما كان ربما لان عقلي تحنط على يد أحد الملائكة الخمسة المقدسين او ربما سلبتني شياطين القلم إنسانيتي وذاكرتي العتيقة فهو لا يجد مكان لكلماته كي ينفث بها بطريقته واسلوبه
-أذكر انني في يوم من الايام كنت أكتب لإحداهن كل يوم قصة او قصيدة وأكسوها بماء الذهب فتغدو أسطورة معربدة القوة وعالية النشوة والسطوة لكنني مع كل هذا أضعت الكثير من وقتي في الكتابة لاجلها فهي بالنسبة لي جسد زائل... والكلمة باقية وشتان بين الزوال والبقاء وانا لا أهدي كلماتي الى الفناء ولا أنشد الخلود والبقاء .
-أذكر انني في يوم ما كنت كثير الاشتياق لإحدى الفتيات فأرسم وجهها امامي واستحضر قلبها وروحها وأبدا الحلم او ابدأ حفلة أحلامي لكنني الآن لا أعرف معنى الاشتياق ربما لأني لم أعد اقوى على الاحلام ولم اعد املك الوقت للكثير من الكلام
-أذكر انني في يوم ما كنت شديد الابتسام والضحك والفكاهة مع إحدى الفتيات فساعة أكون هنا وتارة أكون هناك.... ربما أتحول إلى سكير وربما إلى طفل صغير المهم انني كنت شديد المرح والفرح.... اما الآن فأنا لا أعرف معنى الابتسام ولا أعرف كيف ينام المرء بدون شعور ويكثر الغرق في الاوهام .
-أذكر انني في سالف الازمان كنت أحمل الزهور والهدايا لإحداهن كنت احلم في صدري طيب الكلام ، ربما كان ذلك جميلا.... وربما كان قبيحا ، فبعض الاشخاص لا يحبون طيب الكلام لكنني الان لا أحمل الهدايا لاحد ولا أعرف لما وجد باعة الزهور في كل مكان .
أذكر أنني في يوم ما كنت اكتب بحرية عن شعوري لكنني الان لا اعرف طعم الشعور او الاطمئنان.....أذكر وأذكر وأذكر
لا أدري لما تغيرت وصرت على هذه الحال أهي الحياة تقسوا علينا فنصبح محنطين كالتمثال ام اننا مجرد ارقام تمر على مجلدات تحكم اركانها بحبر والكثير من الاهمال لا أدري كيف يتوجب أن اعبر فكلما كتبت وجدت أنني اخطئ في شرح ما بداخلي من تضارب في الافكار فربما ما بداخلي اكثر من كلمات اكثر من كلمات.
21-10-2010
At 3:35 am
Bond007