هل سمعت يوما تلك الكلمة لو صارت لجدي ما كان مات. ترى هل كان جدي و جدك يعيشون بظروف قاسية أم نحن الآن نعيش بتلك الظروف.
هل كانت أيامهم كلها جميلة و خالية من العقبات أم نحن الآن الذين نعاني منها. هل كان هواءهم نقياً و طعامهم صحياُ رغم بساطة الأدوات أم نحن الآن مع تلك التكنولوجيا و التطور العلمي أصبح طعامناً صحياً و ألذ.
هل كانت جلساتهم و أمسياتهم العائلية أفضل أم نحن مع التلفاز و الأصدقاء و السهرات الطويلة على لعب الورق أصبحت حياتنا أجمل. هل كانت العلاقة الطيبة مع الجيران و الخوف عليهم أمر سيء أم هذا الزمان الذي لا نعرف فيه من الذي يسكن بجوارنا أفضل و نقول هو بحالو و أنا بحالي.
كان قديما من تتصل فيه قبل الساعة العاشرة مساء يعتبر إزعاجاُ أما الآن فذلك الوقت المفضل للاتصال و إياك الاتصال قبل الساعة الثانية عشر ظهراً لأنه ما زال وقت النوم و قليل الذوق كل من يتصل بذلك الوقت...هذا أفضل أم ذاك.
هل كان زيارة الأقارب و صلة الرحم مضيعة للوقت أو كان أجدادنا لا يعملون شيئا و يملؤون أوقاتهم بذلك أم نحن أصبحنا نعمل أكثر و لم يبقَ لنا وقت حتى لزيارة الأهل. هل كانت حياتهم بسيطة أم نحن الذين عقدنا الحياة و جعلناها لا تطاق. ركضنا خلف مواكبة التطور و الحصول على آخر موضة للجوال.
أما وجد هذا التطور لاختصار الوقت و زيادة النشاطات الأخرى أم نحن نستخدمها لعكس ذلك. نحن نتسابق في تركيب أحدث الستالايتات المليئة بآلاف القنوات و كل ما نزل أحدث نقوم بشرائه بحجة يأخي هاد بجبلك مائة محطة أكثر و في النهاية نشاهد أقل من عشر قنوات.
نقوم بتبديل الموبايل أكثر من مرة طوال العام بحجة هذا يقرأ أنواع أكثر من الأغاني و كاميرا بدقة أعلى و صوت أعلى و في النهاية لا نستخدمه إلا للاتصال و نقوم بشراء معه مشغل للأغاني و كاميرا للتصوير.
لماذا كانت الأمراض عندهم قليلة و كثرت بوقتنا على الرغم من تطور الطب هل كانوا يفهمون أكثر منا. هل كان الطب العربي أفضل من الأدوية الآن. لماذا نعتبرهم متخلفين و لا يعرفون من الحضارة شيء و نحن أولاد الحضارة. هل كانت تلك الحضارة تقاس بطريقة اللباس و تسريحة الشعر. فعلا لو صارت كل هذه الأمور لجدي لكان مات من كثرة الجلطات.
فيا سيدي هل هم أفضل أم نحن؟؟؟؟؟