بسم الله الرحمن الرحيم البطل الأمريكي :
الأبطال يوجدون فقط في أميركا . البطل الأمريكي . لا يموت وهو ينتصر دائما . البطل الأمريكي . يمكنه الطيران في تحد صارخ لقوانين الفيزياء . البطل الأمريكي . إذا غضب ينتفخ ويتضاعف حجمه ويصبح لونه أخضر البطل الأمريكي . يتسلق الجدران ويقفز من أعلى البنايات وينقذ حبيبته من القتلة والمغتصبون .
البطل الأمريكي . يخرج من يديه خيوط متينة جداً يكبل لها أعدائه ويمكنه بها حمل قطار بركابه . البطل الأمريكي . يملك سمعاً وبصراً حادين . وبعض الأجزاء من جسده آلية ( بس هذا سر ) ولا يجب أن يعرف عنه أحد البطل الأمريكي . هو الوحيد الذي يحمل دائماً مسؤولية إنقاذ العالم والبشرية جميعاً . البطل الأمريكي . هو الوحيد الذي يتصدى لهجوم الغزاة من الفضاء الخارجي وينقذ العالم من حيواناتهم الخرافية وأشكالهم المخيفة و الشاذة . البطل الأمريكي . هو الوحيد الذي ينقذ قرى ومدن فيتنامية من بطش أبنائها الفيتناميين ويأخذهم في نهاية المعركة بالمروحية إلى بلاد العم سام . بلاد الحرية والسعادة وضمان حقوق الإنسان كاملة . فلا لون ولا عرق له ميزة في أميركا ( أسألوا الزنوج ) ...
مثلاً . البطل الأمريكي . ينظر إلى أعدائه بطرف عينه نظرة واحدة . فيقعون مغمى عليهم جميعاً من سهام الرجولة بتلك النظرة . البطل الأمريكي . بيديه العاريتين يقتل عشرات الإرهابيين و إن حمل سلاحاً فإن سلاحه لا ينفذ من الذخيرة . والإرهابيين الأغبياء ( ودائما يكونون عرباً أو روس أو كوريين أو إيرانيين أو عراقيين ) . ينتظرون حركته وكأنهم قد جمدوا في أرضهم ويفاجئون من سرعته وقوته وبطشه بهم . وبعد أن يضربهم ويقعوا أرضاً جميعاً يمشي بثقة ويتركهم يلملمون هزيمتهم ويجترون ألامهم .
البطل الأمريكي . دائماً يجد مخزناً للأسلحة في المنطقة التي يحاصر بها فيدخل خلسة مطمئناً وكأنه مخزن أبوه . فيأخذ كل ما تقع عينه عليه من السلاح فيحشو خصره و( قفاه) وفخذه وكتفه بشتى أنواع السلاح . ولا أعلم من أين يأتي بالقوة بعدها ليمشي بهذه الأثقال . الجواب إنه البطل الأمريكي . ولن أطيل أكثر بسرد الحكايات والقصص والبطولات عن البطل الأمريكي فلقد غزت قصصه وبطولاته العالم أجمع .
أما عن البطولات الأمريكية . فأمريكا وحدها من بين كل شعوب الأرض هي أشجع وأذكى وأرقى وأنظف الشعوب . وهي الوحيدة التي يحق لها أن تقرر مصير الشعوب الأخرى فهي تحوي بطولاتها وأبطالها الخارقون أنفوا الذكر . وأمريكا وحدها الأعلم بما يجري في البلاد الأخرى وعلى ضوء هذا العلم وتلك المعرفة تقرر من يعيش ومن يموت هناك . وأمريكا وحدها التي يحق لها أن تقول نعم ولا . وهي تحتج وتغضب إذا قيلت لا أو نعم خجولة هنا أو هناك . ( ولو هي أميركا يا عم ) . وأميركا وحدها التي تملك التصنيفات الصحيحة في العالم . فهي تعلم من الإرهابي ومن الصديق . وهي الوحيدة التي يحق لها أن تقطع علاقاتها وصداقاتها مع أصدقائها متى تشاء . وأميركا وحدها التي تقرر عاصمة اللقيطة إسرائيل هي القدس . ووحدها أميركا التي تقرر إن كان ما يجري في سوريا ثورة شعبية أم إرهاب وخروج عن القانون . فهي أعلم منا بنا وبما يجري على أرضنا . أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تغطي عيني تمثال العدالة عندها برباط من القماش لأن العدالة عندهم عمياء . أمريكا لا ترى الشهداء ولا ترى الأعمال التخريبية في سوريا أمريكا ترى نظاماً يبطش بأبناء جلدته وأن الأوان لإسقاطه.
أسفي لا على الخونة الذين يستدرجون موضة الناتو لتدخل بلادنا وتدمرها . في مقابل مصالح شخصية . وإتباعا لتعليمات أمريكا بطلة العالم في القتل والتنكيل والاغتصاب والتدمير . إنما أسفي على من يصدق الخبر من المصدر الكذاب . طال ما كانت أمريكا عدوة للشعوب العربية ومعظم شعوب العالم . وطال ما كانت أمريكا ذات وجه وصورة سوداء مشوهة بسبب جرائمها التي لا رقيب عليها ولا حسيب . فكيف أصبحت الآن صديقاً ويريد خلاص وحرية الشعب السوري . وهذا التماهي الأعمى في إتباع أمريكا لعمري شيء أكثر بطولة من بطولات أمريكا الكاذبة المخادعة المنافقة . التي ترمي حلفائها وأعوانها عند أول مفترق طريق . نصيحة دعوا أيها المخدوعون بطولات أمريكا لها فلقد أن أوان غروب شمسها وبداية عصر التفكك والفشل والانهيار. ولن يمر وقت طويل حتى تشاهدوا ذلك يا من راهنتم على الأمريكي وأنتم أحياء.