news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
أب سيء الحظ ... بقلم : ماجد جاغوب

رزق أحدى الآباء الأثرياء بثلاثة أبناء وابنة وحيدة ولم يكن قد رعاهم بالشكل الصحيح وتخرجوا من الثانوية العامة فوق راسب بدرجة يتيمة ورتب أمورهم في جامعات خاصة خارج بلاده


أرسل الأول إلى دوله شقيقه والثاني إلى دوله صديقه والثالث إلى دوله ناطقه باللغة الأجنبية أما البنت فأكملت دراستها في جامعه محليه في مجال إدارة الأعمال ورغب الأب  في منحهم الثقة وان يتعودوا على الاعتماد على أنفسهم وهو لم يكن قد هيأهم لذلك  وفتح لكل منهم حسابا شخصيا في البنوك في الدولة التي يدرس فيها كل منهم وترك لكل واحد  ما يكفيه لسنة دراسية كاملة  لكي ينفق حسبما  يشاء  

 

وبعد شهر واحد طلب من يدرس في دولة أجنبية الدعم المالي من والده وبعد شهرين  طلب الابن الذي يدرس في دوله صديقة الدعم وفي الشهر الثالث طلب من يدرس في دوله شقيقه الدعم واحتار الأب في تصرفات أبناءه وأين أنفقوا كل ما تركه لهم وقرر الذهاب للزيارة والمفاجئة وبدأ بالابن في الدولة الاجنبية وذهب إلى المنزل الذي تسكنه عائلة أجنبية وقد استأجر لابنه لكي يتعلم اللغة منهم ولما فتحت صاحبة البيت الباب رحبت بالأب باللغة العربية حيث ان العائلة تعلمت اللغة العربية ولم يفلح الابن في تعلم لغة أهل البلاد

 

 وفي اليوم التالي ذهب الأب والابن في جولة وأعجب الأب بمنظر مجمع ابنيه طلب من الابن الاستفسار عن المبنى ولما سأل الابن عن المجمع فوجئ بأنه مبنى الجامعة التي يفترض انه يدرس فيها ولكن ابنه كان يقضي الليل سهران والنهار تعبان ونائم ولم يكن من الأب إلا أن حجز له تذكرة عوده برفقته ولكن الأب رغب في اصطحاب ابنه إلى البلد التي يدرس بها شقيقه في الدولة الصديقة ولم يكن حاله أفضل بكثير فقد كان قد استأجر فيلا مع الخدم واسكن معه مجموعة أصدقاء من الذكور والإناث وعند دخول الاب لم يرى أي كتب في أنحاء الفيلا بل كل ما شاهده اراجيل لها رائحة غريبة وزجاجات رائحتها لم تعجب الأب

 

 وهنا كانت الصدمة الثانية واصطحب معه الاثنين إلى الشقيق الثالث في البلد الشقيق وقد كان الأصغر الأكثر ذكاءاً قد استأجر شقه وتزوج من راقصه زواج عرفي  والشقة تشبه مقهى في حارة شعبيه حيث تجتمع الشلة لشرب المغسل وما شابهه وسجائر اللف  وجن جنون الأب واجبره على التخلص من الراقصة واصطحبه مع شقيقيه إلى الوطن

 

فوض أمرهم إلى احد مشرفي عمال مصنعه لكي يقسو عليهم أكثر من البقية لسنة كاملة وخير الأم بين الطلاق او عدم البكاء لأنه لم يسمح لهم بدخول البيت بل أرسلهم مباشرة الى المصنع على ان يناموا في عنابر العمال دون أي تمييز عن البقية من زملاءهم وكان تصرف الأب نابعا من محاولة إصلاح ما أفسدته تربية الدلع الغير مدروس والذي كانت الام من وراءه مستنده إلى العاطفة دون تحكيم للعقل  

 

أما البنت فقد تخرجت بكفاءة وكانت شخصيتها تجمع ما بين الجرأة والحكمة والأخلاق ومثل هذا الأب تأخر في الإصلاح ولكنه حاول تداركه حين تغلب على عواطفه الأبوة وعاملهم مثل باقي العمال لأنه لو استمر على إرشادات الام العاطفية لضاع هو وما يملك وكل العائلة ولكنه اتخذ قرارا متأخرا محاولا إنقاذ أبناءه من سباتهم وخدرهم وميلهم إلى الاسترخاء لاعتقادهم أنهم يملكون كل شيء ولكنهم لم ينتجوا أي شيء سوى أنهم أبناء ثري كانت طفولته معذبه ولم يعثر على ثروته في بئر ولم يحصل عليها منحه ولا تبرع بل كان جادا ومجدا في حياته وكانت زوجته الى جانبه ولكن الثراء غير من تركيبة شخصيتها وميلها إلى مجاراة الأغبياء ولا أقول الأثرياء

 

2012-01-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد