يصعب علينا بتصوري إيجاد تعريف واحد للحب فهو الفضيلة التي نحملها في فكرنا لنرتقي بها دائما نحو الكمال….
هو كل ما سكن النفس واستأنست به هو أسمى شعور إنساني يرافقنا ويحيط بنا هو البصيرة التي تفتح عيوننا وعقولنا وقلوبنا لنرى أشياء لا يمكن أن يراها الآخر, هو التواضع والاحترام المتبادل والود والصفاء هو الذي يترجم تصرفاتنا بسلوكيات تسمو بنا وترفعنا هو قيادة وليس انقياد باختصار عطاء بلا حدود.
تبدلت مفاهيمه وتغيرت بعد أن رضخت لأهواء شخصية شوهت معانيه السامية حتى أصبح يفهم حسب ثقافة مخترعة بعيدة تماما عن الحب ثقافة سطحية أصحابها أكثر سطحية منها, والحب الحقيقي أجده فقط بين التي جمعها الله على المودة والرحمة لأن حبهما لن يكون وهما أو سرابا ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة .
أما الحب الذي تحكمه العلاقات الوهمية هو الموجع والمؤلم لأنه وبحكم شرقيته لا ينظر إلا باستخفاف وازدراء لمن اقتنعت بوهمها ووهمه, وأجده أيضا في قلوب من تحابوا في الله وتعاهدوا على الإخلاص فكانت روحهما واحدة هم ""الأصدقاء"" وأجده في قلب الأم التي وجدت لكي تعلمنا ماهو الحب.
أما عندما يصبح معزوفة مملة أوتارها ممزقة لأنه في الأساس لم يبنَ على أسس سليمة فظهر الخلل وانتهى الوهم .
والسؤال هل يموت الحب؟؟ الحب بمعناه الطبيعي كفطرة بشرية لا يموت حتى لوأصابته سحابات الفتور والبرود لأنه سيعود ويظهر عند أول حدث يتعرض له أحدالطرفين فعندما يتعرض أحدهما لألم ما أو مرض ما ستعود اللهفة من جديد لأن ما حدث كان برودا عاطفيا وليس موتا للحب.
والتوافق الثقافي والاجتماعي والفكري والنفسي ضروريا لاستمرار الحب بين الأزواج وللأسف بعض الناس بعد تجربة غير ناجحة يعتمدون على الحياة في تسيير ظروفهم ويقفون منها موقف المتفرج لا حول لهم ولا قوة ويستسلمون لظروفهم ويتمنون الأفضل لأنفسهم لكن بأحلامهم لا بأفعالهم فقد جعلوا من الحب هادما لشخصياتهم .
وأعتبر أنا أن كوارثنا النفسية سببها ضعفنا العاطفي فنلغي سلطة العقل وننسى أنه نعمة من الله أكرمنا بها لنعيد بناء أنفسنا من جديد لذلك يتجه البعض نحو أفعال لا يرضى عنها الله يطعنون بالقيم والمبادئ ويزفون لها الخيانة, نحن لسنا في مجتمع غوغائي تحكمه قوانين الغابة لدينا ضوابط وسلوكيات تحصننا وتمنعنا عن رد الإساءة بإساءة حتى لو كان الحب مصفوعا بألم الخيانة.
وأختم رأيي بقوله تعالى"إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
استقبل الحياة بحب لتنال الحب وانتظر دائما الحب الذي ترضى عنه ويرضيك