عندما يفكر صاحب مصنع ينتج بضاعة رديئة ولا يتوقع أي اقبال على سلعته يبحث عن شركة تسويق ناجحة ولها سمعتها المتميزة في السوق ..
ويبدي استعداده للتنازل عن اكثر من نصف عائد المبيعات مقابل خدمات التسويق وموافقة الشركة على ان تكون سلعته من بين السلع التي تعمل الشركة على تسويقها ولكن بعض الشركات الحريصة على سمعتها ترفض حتى لو ان صاحب المصنع تنازل عن كامل قيمة السلعة لانها ستشكل عنصرا هداماً لسمعة الشركة التي لم تحقق النجاح الا بعد الصعود على السلم درجة تلو أخرى ولا ترغب شركة التسويق الناجحة بخسارة سمعتها وثقة العملاء باسم شركة التسويق مقابل تحقيق أرباح سريعة وخسارة على المدى الطويل لان إعادة بناء ما تم هدمه مستحيل وفقدان الثقة أسوأ من كسر الأواني الزجاجية الذي يمكن استخدام الزجاج المكسر لصناعة اواني اخرى من نفس قطع الزجاج المكسر
أما الثقة فهي شيء مختلف وإذا تهشمت لن تعودإلى الابد ويقال اللي بيجرب المجرب عقله مخرب أي انك اذا تعاملت مع شخص معين ولم يكن سويا ولا صادقا ولا أميناً وخان الأمانة وكذب ومارس الخيانة فهل يمكن لأي عاقل أن يعيد الكره ويتعامل معه ويثق به مرة ثانيه وفقدان الثقة تشبه الاحتراق الكامل والتحولإلى ذرات رماد تذروها الرياح
ولكن الملاحظ قدرة البعض على إعادة تكوين ثقة مزيفه لنفسه من ذرات رماده أي انه يعود بعد ان تحترق أوراقه ويخسر سمعته أخلاقياً او وطنيا ويتم تلميع تمثاله البشع المكون من جثة بلا روح ومن ينفخ فيه روح الثقة المزيفة ويمنحه الدعم هو الطرف المستفيد من إعادة تجميع تمثال الثقة المزيفة ومن المؤكد ليس الطرف الذي كان يفترض ان يعبر عن ألامهم ويسعى لتحقيق أمالهم وطموحاتهم بل هم من ساعد على تسهيل انشاب أنياب الأعداء بشكل اكثر عمقاً في حقوق الشعب والوطن وهو لابس لقناع الضحية ومع انه من ضمن الضحايا لكن واقعه ذراع للجلاد الذي لا يرحم بني جلدته
و في ظل هكذا فلسفة لا يقبلها عقل ولكنها رائجة لانها تلاقي مساندة من الاعداء ومن الانتهازيين والمتسلقين والدجالين وأشباه النعام والضحايا هم الأوطان والشعوب التي تساقإلى الهاوية مسلوبة الإرادة وقد اختفت النقطة اليتيمة عن كلمة معارضه حتى اختلط الحابل بالنابل وامتزج الخائن مع الأكثر حرصاً على قدسية الوطن وأصبح الجميع في نفس كفة الميزان لتغذية مشاعر اليأس والإحباط الذي يكون أكثر قسوة عند انسداد ثقب ادخل بعض شعاع الأمل في نفوس اقتربت من الإحباط الأبدي في ان الظلام قدرهم ولعنة لا تفارقهم ومن حق الشرفاء جميعا أن يتساءلوا لماذا خلقنا في هذه البقعة من الكرة الأرضية التي تشبه قرص من الجبن ينتقل من التقسيم إلى التفتيت على مائدة مخلوقات يقال عنها بشر ومن المفترض ان الله كرمها بالعقل