قد عاد مولدك يا رسولنا للخير والمحبة والتوحيد والسلام قبل الإسلام وفي بلدي يقتتل الأخوة ..لقد أعلن بعضهم الجهاد وقالوا الله أكبر ليس لاستخدامها بمكانها الصحيح بل لقتل أخ وسفك دم جار وتخوين صديق و قلب الموازين ...
لم يفهموا الإسلام حتى الآن لم يدركوا الحب والتسامح ولم يتذكروا بأن الله أرسلك لإحلال الوئام و رسم الإيمان في قلوبنا جميعاً ولكن أين هو الإيمان و أين هم من الدين الذي يتسترون تحت عظمته......أين هم من الإسلام أولئك القتلة الذين يقتلون ما حرم الله بغير حق ويزهقون الأرواح باسم العدل؟! ....
لم يعد في وطني شيئاً يدعى قضاءً وقدر فكل شيء بات بتدبير وحذر فإن أمطرت السماء كثيراً فللبعض يد في ذلك وإن فاضت السدود فلابد أن يكون لأحدهم ذنب وإن حدث حريق في مكان هنا أو هناك فأصابع الاتهام تتجه إلى بعضنا..لم يعد ببلادنا ما يحدث بالصدفة إطلاقاً فزمن الصدف ولى بعقول البعض و انتهى والتسليم بقضاء الله بات صعباً ... بات الهلع والذعر يرافق خطواتنا وإلقاء التهم عشوائياً فأنتشر الخوف بين أخوتي.....
مولدك يا نبينا كان لنعيش بخير والآن قد عاد ووطني غارق بالشر الدموي والفيض البشري من الشهداء... أرجوك بذكرى مولدك ذّكرهم بأنك ما جئت بتعاليم كهذه التي يختلقون أعدّ عليهم ما فاتهم علّمّهم بأننا خلقنا جميعاَ لنتقاسم أرض واحدة فنتشارك خيرها ونسوي اعوجاجها ونتنفس ذات الهواء تحت سماء تظللنا كلنا....بهذا اليوم العظيم أدعو لنا عند الله لكي يزول الحقد من القلوب و يسافر الوجع من النفوس ويحل الأمان أدعو لوطننا الجريح المخذول من إخوانه والحزين بجدرانه و المتعب من أبنائه أدعو لهم بأن يلتقوا في حوار حبٍ وليس قدح وذم وصراخ وأن يبتعدوا عن النار وأن ينسوا كل المصائب ..أدعو لهم بأن لا يزيدوا الأحزان وأن لا يغمدوا خناجرهم بقلب الوطن أكثر وأن يمحو كل ما كان..يا نبينا وخاتم مرسلينا لا رسول من بعدك فكيف يفهموا بأن بهُدي و رقي و عظمة رسالتك ختمت الأديان فلا يوجد فوق ما قلت كلام...
سامحنا وأغفر لنا بذكرى بزوغ نورك على العالم وأَضئ أرواحنا بالسلام...
وكل مولد وأبناء شعبنا العربي السوري الطيب و وطننا الغالي بألف خير مشمول برحمة الله و مبارك بصلوات الرسول صلى الله عليه و سلم.....
