إن الذي يجمعنا نحن أبناء البشر من أبناء ادم وحواء على امتداد العالم أكثر من الذي يفرقنا على اختلاف دولنا وتقاليدنا و طوائفنا ومذاهبنا على اختلاف معتقداتنا على اختلاف إشكالنا على اختلاف بصمات أناملنا إن أهم شيء يجمعنا هو أن لنا خالق واحد أحد خلقنا متساويين لا فضل لأحد على أخر إلا بالتقوى والعمل الصالح سواء أكنا أسيويين أو أفارقة أو أوربيين أو أمريكيين أو من أي مكان في العالم جميعنا نولد أطفال أبرياء ومن ثم تطبع البيئة
والتربية والتقاليد والعقل سمات شخصيتنا فمنا الخير ومنا الشرير والذي يجمعنا أيضا أن الله سبحانه وتعإلى أرسل لنا الرسل لنا كلنا ولم يبعثها لقوم دون آخر لم يبعثها لطائفة معينة لم يبعثها لمجموعة دون أخرى ومن الذي يجمعنا اشتراكنا بالمشاعر والأحاسيس فمن منا لا يملك في قلبه الحب لوطنه
ولأهله ولأصدقائه واشتراكنا بالميول والاتجاهات حتى بالشكل والمظهر نحن متشابهون بعد مئة عام لن يبقى على الكرة الأرضية أحد إلا سيموت إلا من بلغ أرذل العمر جميعهم أصحاب رؤؤس الأموال والفقراء فالموت يساوي الغني مع الفقير والطفل الصغير مع الشيخ الكبير ومن بعد الموت جميعنا
سنحشر للحساب في يوم القيامة وسنجد أعمالنا من خير وشر معلقة في رقابنا قال الله تعإلى أصدق من قال :
{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً }الإسراء13
هذا بعض ما يمكن أن يجمعنا بالعالم فما بالكم بالذي يجمعنا نحن السوريون فنحن في سورية الحبيبة أشبه بعائلة صغيرة لنا حضارة عريقة كل سوري يفتخر بها وتاريخ واحد ومستقبل واحد ومصير واحد وأمل واحد وعدو واحد ومصلحة واحده وعيش مشترك واحد (فعندما يشب حريق في منزلي فان جاري من الطائفة الأخرى سيصل للإطفاء الحريق أسرع من أخي البعيد)
ولغة واحدة (فأنا ارتاح إلى ابن بلدي الذي يتكلم العربية من الطائفة الأخرى أكثر من ابن طائفتي الذي لا يتكلم العربية من الدول الأخرى )
وحلم واحد (وهو سورية أمنة مكتفية مستقرة مزدهرة قويه مرهوبة الجانب)
أتسائل في نفسي رغم كل الذي يجمعنا لماذا نكون ضحية سهله للغاية بيد قنوات فتنوية تحريضية لا تمت لنا بصله إلا أنها ناطقة بالعربية تلعب بمصير الشعوب وتدمر أوطان وتدس السم في العسل بكلامها عن الثورة والحرية ,والديمقراطية والشعارات البراقة التي لا تعرف منها إلا اسمها ولا تؤمن بها فهم لو كانوا يؤمنوا بها لحرضوا شعوب دول الخليج على الثورة فأكثر دول الخليج لا تملك لا دستور ولا برلمان والمناصب فيها للشيوخ والأمراء الذين لا يجيدون القراءة في بعض الأحيان وبسب جهل أمرائهم لا يمتلكون أي مظهر من مظاهر الحضارة الحقيقة فحضارتهم مزيفة لأن حضارة العمران والأبراج والسيارات الفاخرة هي حضارة زائلة فالحضارة حضارة الفكر فمعلميهم في المدارس والجامعات أكثرهم سوريون و مهندسي بيوتهم وطرقاتهم أكثرهم سوريون ومعالجيهم في المشافي أكثرهم سوريون وحتى قنواتهم التلفزيونية التي يجب أن يكون إعلاميها خليجين لأنها تعتبر واجهة لهم ولوطنيتهم أكثرهم سوريون (قبل أن يستقيل الشرفاء منهم ) وهذه القنوات ومن ورائهم شيوخ النفط لا يريدون لسورية لا حرية ولا ديمقراطية لأنهم لو كانوا يردون ذلك لسورية لكانوا بدئوا بالتحريض منذ سنوات قبل انتشار موجة المظاهرات ولكانوا بدئوا بالحرية والديمقراطية من دولهم فشعوبهم بالمنطق أغلى عليهم من شعوب الدول الأخرى ولو كانوا يريدون الازدهار الاقتصادي لاستثمروا المليارات في سورية بدلاً من مساعدة الدول الرأسمالية في أزمتها المالية لكن همهم الأول والأخير خدمة الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ سياستها في تحييد سوريا من ساحة المعركة مع إسرائيل وتفتيت وحدتنا الوطنية وتمزيقنا إلى دويلات طائفية صغيرة متناحرة يسهل نهب مقدراتها و السيطرة عليها والتحكم بها
والمؤامرة واضحة جلية لمن يفكر بعقله أما من يفكر بعاطفته وينساق وراء التجيش الإعلامي والفتاوى لا يشعر بها لذلك علينا إلا ننساق وراء عواطفنا التي تقودنا إلى الفئوية ونفكر بالعقل الذي يقودنا إلى الحقيقة والشراكة فسوريا بحاجة إلى كل واحد فينا حتى المضللين وكل واحد فينا بحاجة إلى سوريا وكل واحد فينا خاسر في ظل هذه الأزمة وكل واحد فينا رابح في ظل الإصلاحات بقيادة السيد الرئيس
أتسائل في نفسي لماذا يتخلى بعض المثقفين ثقافتهم عندما يعزف على الوتر الطائفي لماذا يقتل الانسان اخية الانسان هل يوجد ما يبرر هذا القتل
قال الله تعالى اصدق من قال :{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }الإسراء33
المؤمن لا يقتل حتى ولو كان المقتول كافرا فقابيل كان كافرا فعندما قال له سيدنا هابيل لئن بسط يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك اني أخاف الله رب العالمين قال الله تعالى اصدق من قال:{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }المائدة 28
هل يبرر خطأ وجهل البعض أن يقتل آخرون بجريرتهم
قال الله تعالى اصدق من قال :
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }النجم38 قال ايضا {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إلى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164
هل تبرر الدعوة والدفاع عن الدين هذا القتل فالدين دين الله فهو سبحانه تكفل بنشره والحفاظ عليه قال الله تعالى اصدق من قال: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99 قال أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إلى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105
والقرأن علمنا أن من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا قال الله تعإلى اصدق من قال : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32
هل يبرر الاختلاف تقطيع الجثث والتمثيل بها الم يضع هذا الذي يشوه ويقطع الجثث نفسه مكان أهل الشهيد أو أولاده ألم يضع نفسه مكانهم أو مكان الممثل به نفسه والمحزن ان من يقوم بهذه الجرائم يقوم بها باسم الإسلام فقد ذهلت عندما رأيت مجموعة تقطع جثة احد الشهداء وهم يقولون (الله أكبر) ان هؤلاء يسيؤون إلى الإسلام أكثر من صاحبي الرسوم المسيئة للرسول الأكرم ولو علم أصحاب الرسوم المسيئة الرسالة العظيمة التي جاء بها اشرف المرسلين رسالة الإسلام اسلام المحبة والتسامح اسلام اغاثة الملهوف واطعام المسكين واطاعة الوالدين وحفظ حق اليتيم اسلام العطف على الصغير واحترام الكبير اسلام نصرة المظلوم والضعيف لو علموا ان الإسلام هكذا لما تجرئوا على تلك الرسوم لكنهم لا يعرفون عن الإسلام إلا ما تقوم به هذه الجماعات التي ان احسنا الظن بهم فانهم فهموا الإسلام فهم خاطئ وان أسئنا الظن بهم فأنهم يقومون بذلك خدمة للأعداء الإسلام وامريكا لم تخفي على لسان منظريها ومحلليها ان الإسلام اصبح العدو الاول لها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لان الدول الإسلامية تشكل قوه اقتصادية وعسكرية وفكرية كبيره وأنا واثق تمام الثقه لو تصرف كل المسلمين بأخلاق الإسلام وكما علمنا الإسلام وفهم العالم
المعنى الحقيقي للإسلام لما بقي عاقل على الكرة الأرضية إلا وأسلم .
وأخيراً أقول أن في اختلافنا عبرة وحكمه إلهية فلو شاء الله لجعلنا من طائفة واحده وأمة واحدة ولكن ليبلونا ويختبرنا جعلنا طوائف متعددة
قال الله تعالى اصدق من قال : {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إلى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
قال أيضاً {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
إن في اختلافنا ثراء وتنوع لماذا لا نتعلم ثقافة الحوار مع من نختلف عنه ثقافة قبول اللآراء ثقافة حب الآخر وقبوله لماذا لا نتعامل مع المذاهب الدينية على انها مدارس فكرية متنوعة ننهل ونستفيد منها جميعا لا أن تكون سبب في قتل الإنسان لأخيه في الدين والوطنية و القومية و الإنسانية
جبلة في 12 2 2012 سامر المهاجر