news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
الأعياد المستوردة ... بقلم : ماجد جاغوب

اعرف مسبقاً بأن البعض لن يعجبه ما سأكتبه ولكنه يعبر عن قناعاتي الشخصية دون رتوش ولا مكياج أو أقنعة والإنسان يجد من يتفق معه أو قد يختلف معه ويخالفه


ولكن جوهر الحرية هو منح أي إنسان فرصة التعبير عن رأيه ما دام لا يتسبب بالاذى والتجريح لأي طرف ولهذا كان العنوان الاعياد المستوردة إلى مجتمعاتنا مع أن الحب بجوهره شيء له قيمه معنوية سامية وليس بحاجه لأعياد لكي نتذكره فالعائلة التي لا يجمع أفرادها الحب هي عائله مضطربة ومفككه وتكثر فيها المشاكل ولا تستطيع ممارسة حياتها  بشكل طبيعي مثل الآخرين ولا اعتقد ان احتفالهم بيوم واحد سنوياً يغني عن العلاقة الأسرية التي لا يمكن ان تقوم وتتطور إلا على الحب بين أفرادها

 

 واذا كانت العائلة هي نواة المجتمع فأي خلل في العائلة النواة سيترك بصماته على العائلة الاكبر وهي الوطن والعائلة الكبرى وهي الانسانية ولا يوجد أي انسان يمكنه ان يحتفظ بمشاعر متناقضة داخله ومن يعرف قلبه الحب لا يعرف قلبه اختزان الكراهية ومن امتلأ قلبه بالكراهية والحقد والأنانية لا يمكن ان نجد مكاناً للحب في قلبه وان أظهره في بعض مسلكياته فهو ليس إلا تمثيل وقناع حب لكي يصل إلى أهداف أنانيه وأغراض يبغي الوصول إليها من الطرف الذي يمثل عليه الحب

 

 وهناك علاقات في سياقها الطبيعي وعلاقات خارج السياق واذا كان الحب هو عبارة عن سهم معنوي يخترق القلب عند إعجابك بطرف  آخر سواء تطورت العلاقة إلى  صديق أو حبيب أو معشوق وأحياناً يكون السهم قد اخترق قلب طرف ولكن الطرف الآخر لا علاقة له ولا علم ولم يشعر بشيء أصاب الطرف الآخر وهنا يكون حب من طرف واحد وهو عذاب فوق العادة لمن يحمل مشاعر نحو طرف لا يبادله المثيل وفي حياتنا التي نعيشها قد تواجه الفتاة ظروف فقدان الحنان لأسباب غياب احد الوالدين أو كليهما ولا يتمكنان من  ممارسة دورهما الطبيعي  لأسباب متعددة الوفاة أو الانفصال وأحياناً في حياة الأب وحضور الأم  ومن شدة تعلق الفتاه بوالدها وإعجابها بشخصيته تنجذب إلى  شخص بمواصفات مقاربه لشخصية الأب وفي مثل عمره  وتعتقد انه حب ويمكن ان يكون فارق العمر حوالي ثلاثة عقود أي ثلاثون عاما وتفسر الانجذاب على انه حب

 

 وإذا كان الشخص  لا يمتلك الوعي الكافي لدراسة الأمر وامتلك المال الذي يعتقد انه يعوض فارق العمر يصدق ان الفتاه تحبه ويحاول انتزاعها  من محيطها ومستوى علاقاتها مع بنات جيلها وهنا تقفز ثلاثة عقود وهو يعتقد ان أمواله تمنحه حق الزواج  وينسى انه حرق مرحلة ثلاثة عقود من عمر الفتاه وهي تحاول جذبه إلى عالمها بصدق إذا كانت مقتنعة بحبها له ولكن بعد عدة شهور أو سنوات يظهر  ما تحت الثلج وتمضي الفتاه باقي عمرها نادمة على تفسيرها المتسرع لمشاعرها وخلطت ما بين الانجذاب وبين الحب ولكن هذا التسرع من الممكن ان تدفع ثمنه معاناة لباقي العمر والذنب  يقع على الرجل الذي دفعته أنانيته إلى الزواج بفتاة في عمر أولاده مثله كمثل كهل يقطف تفاحه قبل نضجها وهو دون أسنان ولن يستمتع بلحس التفاحة الغير ناضجة حتى للعصير ولا هو ترك التفاحة حتى تنضج لغيره ولا عمره  يسمح له بمجاراة طموحات ومتطلبات الفتاة إلا المالية منها وهي غير كافيه ويحس بعذاب ما تبقى لديه من ضمير ولكن اضطراب أعصابه وشكوكه بسبب عجزه تدفعه إلى معاملتها بشكل سيء وتكون بهذا قد خسرت مراحل حياتها التي كان من المفترض ان تعيشها مثل بنات جيلها ولهذا يجب على كل إنسان ذكرا أو أنثى تحكيم ضميره وعدم الانسياق لمشاعره ومنح التفكير العقلاني السلطة للتحكم بمسلكيات الإنسان وقد يقول البعض ممكن ان ينجذب اثنين من جيلين  فارقهما ثلاثة عقود ولكن الضحية هي الفتاة الصغيرة ويجب على الرجل فتح عيونها على الحقائق ومعاملتها كأبنه وليس حبيبه لان للعمر وللزمن إحكامها ولكل جيل زمنه ونظرته للحياة

 

2012-02-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد