قد لا يمر يوم إلا يزورك العديد والعديد من مسوقي الإعلان في مكتبك او مكان عملك! وفي ما لاشك فيه أن كل مندوب لوسيلة إعلانية يسرد لك الفائدة المرجوة من الإعلان في وسيلته التي ينتمي إليها تجارياً!
وبات من الضروري أن تزيل الغيوم من أمامك و أن تعرف حقيقةً لا تسويقاً ، مدى فائدة كل وسيلة بالنسبة لمنتجك أو لخدماتك التي تقدمها!
لذا سأقوم في ما يلي بسرد بعض الحقائق والثوابت حول الفوارق بين وسائل الإعلان كافة , و مصدري هو الكتب والدراسات الدولية بالإضافة إلى خبرتي المتواضعة في الأسواق العربية والسورية.
ولنبدأ بالوسيلة التجارية التي قلبت الموازين في وقتها..
الراديو:
الإيجابيات:
• توجه شريحة كبيرة من اليافعين للإستماع إلى محطات الراديو داخل أوقات العمل و خارجها مما يعرضهم للإعلان بشكل ملحوظ.
radio-carecater
• أغلب المستمعين هم من الطبقة الوسطى فما دون لسهولة الإستقبال و إنخفاض ثمن الراديو ، مما يعني أن القوة الشرائية للفرد تتراوح ما بين الوسط و دون الوسط بحسب كل سلعة.
• امكانية الإستماع له في السيارات و وسائل النقل الجماعي والمنازل والمؤسسات الحكومية والمحال الخاصة.
السلبيات:
• لن يسمع الإعلان سوى المستمع للإذاعة في لحظة إذاعته!
• تحكمه منطقة التغطية الجغرافية للإذاعة.
• يتعرض ذهن المستمع للتشويش عبر:
أ- كمية الإعلانات المذاعة في نفس الفقرة.
ب- مدى اهتمام الفرد بالبرنامج المذاع (كبرنامج رياضي ،أو برنامج للأطفال) .
ت- حب أو كره المستمع للمذيع المنفذ للإعلان .
ث- تعرض المستمع لتشويش في مكان وجود المذياع (مقاطعة أو طلبات أو بيع...الخ) ، سواء أكان عمل أو طريق. وهذه الأمور هي ثوابت أكاديمية تؤكدها العديد من الدراسات الإعلانية الدولية
• لا يمكن للمستمع أن يعيد سماع الإعلان في حال لم يستطع تسجيل أو حفظ معلومة تهمه حول عنوان المعلن او رقم هاتفه او موقعه الإلكتروني.
• تكلفة الدقيقة الإعلانية مرتفعة الثمن إذا ما قورنت بفائدتها.
• لا يمكن معرفة عدد المستمعين للإعلان سوى عبر الإتصال الهاتفي! (رجع الصدى مفقود) أو التقدير وهو في الغالب بعيد عن الصحة.
التلفاز:
الإيجابيات:
• وسيلة عرض جماعية تجتمع حولها الأسرة أو الأصحاب في أوقات معينة مثل فلم السهرة أو مسلسل حصري في رمضان...الخ
• يثق المشاهد بالمنتج المعلن عنه بشكل أكبر من ثقته بالمنتج المعلن عنه عبر الجرائد والمجلات.
• يصل للمشاهد في أكثر من مكان سواء أكان مطعماً أو مقهى أو منزل.
السلبيات:
• تكلفة تنفيذ (تصوير) الإعلان الإحترافي مرتفعة الثمن.
• تكلفة عرض الإعلان في وقت جيد غالية الثمن. TV advertising
• لن يشاهده سوى المشاهد المتابع في لحظتها.
• معرض للتشويش عبر عرضه مع مجموعة إعلانات أخرى قد تكون لمنافسين أو قد تكون لغير منتج.
• لا يمكن اعادة عرض الإعلان أو استعراضه لتسجيل أي معلومة تهم المشاهد من رقم هاتف و عنوان و غيره ، وسيبقى المهتم بانتظار عرض الإعلان مرة أخرى ، وهنا يتم فقد العديد من المستهلكين المحتملين ناهيك عن قصر الوقت المتاح للعرض.
• لا يمكن معرفة عدد المشاهدين للإعلان سوى عبر الإتصال الهاتفي! (رجع الصدى مفقود)
المطبوعات:
ونتحدث هنا عن الصحف والجرائد و عن المجلات.
الإيجابيات:
• توفر مساحات عرض مختلفة تناسب كل ميزانية مقترحة تقريباً.
• إمكانية وضع الإعلان بأكثر من شكل في المجلات والصحف العامة ، كإعلان علاقات عامة مثلاً بحيث يكون على شكل مقالة لا صورة و عناوين اتصال مما يزيد من وثوقية القارئ.
• امكانية اختيار الباب الأمثل للإعلان ، فإعلان مكعب مرقة الدجاج يمكن أن يكون بزاوية الطبخ مثلاً.
• المجلة و الصحيفة المتخصصة موجهة لطبقة مثقفة من الشعوب لذا فإن الإعلان عن سلعة نفيسة يمكن أن يكون ذا فائدة في هذه الوسائل.
السلبيات:
• خطوات الإعداد والتصميم طويلة نوعاً ما.
• تكلفة الإعلان البارز مرتفعة.
• لا يمكن التحكم بشكل الإعلان بعد صدوره و طبعه ، حيث أنه لا يمكن تغير الطبعة الصادرة في حال طرأ جديد أو لم يعجب المعلن شكل الإعلان بعد طباعته .
• لا يمكن معرفة عدد المستمعين للإعلان سوى عبر الإتصال الهاتفي! أو تقدير عدد النسخ الموزعة و خصم نسبة من الأعداد الضائعة! (رجع الصدى ضعيف).
• غالباً لا يتم الإحتفاظ بالصحيفة مما يعني فقد الإعلان في فترة سريعة ، وإن تم الحفظ ، فكل مطبوعة معرضة للتلف بشكل سريع في حال تداولها من قبل أكثر من قارئ.
• أما المجلات فهي أكثر تحملاً وتبقى صالحة للقراءة مدة أطول ولكنها تفقد قيمتها الحقيقية من تاريخها المطبوع على الغلاف
الإعلان الإلكتروني:
سلبياته:
• الإنترنت في سورية لا تزال في طورها البدائي.
• بطئ الإستقبال عند معظم الأفراد.
• كثرة الإعلانات في بعض المواقع الإلكترونية.
الإيجابيات:
• تحكم كامل بشكل الإعلان لحظة بلحظة ، وإمكانية التغير في الصياغة والمضمون أثناء التنفيذ ، بحسب الطلب أو بحسب النتائج المرجوة.
• الإنتشار الأوسع محلياً و دولياً عبر الوصول للأفراد والشركات بعينها و بشكل شخصي.
• إختصار المسافات عبر استهداف الأشخاص في أي مكان عبر الوصول لجهازه الإلكتروني الخاص.
• المرونة في التنفيذ ، في الوقت و الدفع.
• السعر المنخفض مقارنة بحجم السوق المستهدف.
• إمكانية معرفة عدد المهتمين بالإعلان إلكترونياً.
• إمكانية قراءة و معرفة رجع الصدى (رأي المستهلك بالسلعة) عبر البريد الإلكتروني أو الإتصالات التقليدية أو عدادات الزيارة.
• البريد الإلكتروني يبقى محفوظاً بصندوق الوارد ويمكن العودة إليه متى شاء المستهلك ويمكن اعادة توجيهه بضغطة زر للأصحاب و العائلة و خلافه ، مما يعني اعلان مستمر و انتشار مستمر مجاني.
• الإعلان الإلكتروني يقود المهتم مباشرة للموقع المصمم من قبل المعلن والذي يحتوي على معلومات و صور و غيره من الأمور التي يجب أن تحول الزائر إلى زبون ، على عكس التلفاز الذي يقود اعلانه إلى معرفة اسم المعلن و بعض الميزات عن المنتج محكوماً بالوقت المتاح.
• إمكانية استهداف المستقبل عبر جهاز الحاسب في المكتب – المنزل – المحمول – في كل مكان آخر يمكن الدخول منه إلى الإنترنت من مقاهي عامة أو مطاعم.
• استغلال التكنولوجيا الحديثة ، فيمكن استخدام الصورة والصوت و الفيديو و الألوان بأفضل شكل لتحقيق الهدف الإعلاني.
و من خلال متابعتنا للاتصالات في سورية نرى أن الوضع العام في طريقه لحل مشكلة الاتصالات حيث أصبحت خدمة الإنترنت السريع متوفرة في أغلب المقاسم والمحافظات مما يتيح للأفراد والمؤسسات الفرصة الجيدة للدخول لعالم الإنترنت بشكل أكبر. عدا عن توجه العديد من القطاعات للخدمات الإلكترونية ومنها الحكومية
. الخلاصة: الجيل الجديد من الإعلانات يتجه اليوم شئنا أم أبينا للإعلان الإلكتروني. وهذا ما نستنتجه حينما نسمع بأن أكبر المطبوعات العالمية مثل مجلة "PC Magazine" مثلاً قامت بتنسيق النسخة المطبوعة من المجلة و تعتمد حالياً على الموقع الإلكتروني والنسخ الإلكترونية على الشبكة العالمية ، و حينما نسمع بأن دوائر نشر ضخمة كالنيويورك تايمز و الواشنطن بوست تفكر جلياً بإغلاق مؤسسات الطباعة لديها لتعتمد على الشبكة كمكان أساسي لعملها فقط!
وإن كانت لا تزال بعض وسائل الإعلان القديمة دارجة اليوم في مجتمعنا فإنها لا محال ستنخفض شعبيتها رويداً رويداً ليصبح الموقع الإلكتروني هو بمثابة المعرض أو المحل الدائم العرض 24 ساعة – 7 أيام في الأسبوع والإعلان لهذا الموقع هو بمثابة الزيارة الشخصية التي يقوم بها المسوق أو المندوب بتكلفة مرتفعة تتوزع مابين مرتبه الشهري والزيادات و تكلفة المواصلات والاتصالات بينما سيقود الإعلان المستهلك المستهدف مباشرة لموقعك ليقتنع بما لديك ويقوم بالإتصال بك لترتيب الشراء.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ..هل ستكون من السباقين في سورية بالدخول لعالم الإنترنت لللإستحواذ على السوق الإلكترونية و تعريف نفسك كرائد في هذا القطاع لتستفيد من المستهلكين الفعليين حالياً؟ أم أنك ستبقى تنتظر مع الأغلبية التي تجهل فائدة هذا الحقل الخصب... لا بل الفضاء العالمي المفتقد للحدود و القيود!
* باسل الداغستاني
بكالوريوس صحافة و إعلام
متخصص بالإعلان الإلكتروني و هندسة الشبكات.