لم أكن يوما أطيق علم النفس ولا حتى الفلسفة باعتبارها لم تقدم للبشرية سوى الاكتئاب, ومع ذلك تخصصت في هذا المجال  لأعرف ذاتي وأتصالح معها , واحقق السعادة التي لطالما حلمت بها وما زلت ولكن كيف السبيل إليها وقد بلغت الثلاثين !

نعم أصبحت في الثلاثين امرأة ناضجة متعلمة مثقفة واعية واثقة من نفسها (من منظور علم النفس )

أما من منظور المجتمع (عانس قليلة الحظ  غبية لديها عيب ما  )

كل القطارات وصلت إلا قطاري لم يصل وكأن حاله مثل قطارات محطة حلب كثيرة الأعطال وذلك بسبب الإهمال من جهة ومن جهة ثانية كثرة المسافرات القادمات من الساحل وكأن نصف بنات سورية معلمات ومنقولات إلى حلب بموجب قرار وزير لا يعرف قلبه الرحمة ! ولكن ما همي أنا بباقي القطارات لن يهمني سوى قطاري الذي تأخر !

لطالما كنت أنتظر بصبر ودون ملل كل يوم في المحطة دون جدوى ولا أحد ينتظرني في الطرف المقابل ما أصعب خيبة الأمل عندما تنتظر وتنتظر حتى يمل صبرك من صبرك ؟ أظن هذه قمة الألم .

لا يوجد أصعب من هذا عندما ينظر إليك شخص ما لا تعرفه  نظرة شفقة أو كأنك شخص ناقص فيك عاهة مستديمة يعجز عن تجميلها امهر جراحين هوليوود (ما ذنبي  )

أصبحنا في عالم يعتبر الغباء نعمة ماذا يفيد ذكائك يا سيدتي وقد بلغت الثلاثين ولم تتزوجي !

(يالله  شدي حيلك  عالعيد هذه العبارة تصدمني وتدعوني للاستغراب ما المقصود بالحيل وهل حقا نستطيع شده وكيف؟!) أنا حرة إن شديت حيلي أو رخيتو يا ناس هذه حياتي لي ملكي دعوني أعيش بسلام هل تسمحون لي بذلك؟

ومن قال السعادة بالزواج وما هو الزواج ما المقصود فيه استقرار اقتصادي أم عاطفي أم إشباع لحاجة جنسية لا أدري ؟

أما أنا لم ولن أتزوج حتى أحب بجد .......

حلمت بالحب قبل أن أحلم بالفستان الأبيض وأحببت مرتين وفي كل مره تنتهي قصتي بهزيمة على حساب مشاعري وأحلامي (دائما تخذلني السعادة  ولكنني تعلمت ألا أضع أحلامي كلها في شخص واحد فكيف بالذي باعني ؟ّ! لإنه مهما كان الشتاء طويلا وقاسيا فلابد من قدوم الربيع بشمسه الدافئة وهوائه النقي  ) ففي الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا .

اسأل دائما نفسي لماذا نحن  مزدوجون  إحساسا وتفكيرا لماذا نخاف من الحب ونخجل منه في النهار ونبحث عنه في الليل ونعيشه لأقصى درجات النشوة لما لا نجعله حاجة  مثل حاجتنا للخبز والملح!!!!!!! لماذا لا يكون الحب لكل الناس لماذا نبحث عنه دائما في الأحلام  وهو موجود وواقع؟ لماذا لا نحب لأجل الحب وحده و لاتهمنا المسافات و لا يخيفنا الزمن ولا نفكر بهوية من نحب أو دينه أو حتى طائفته طالما حبيبي أصبح وطني ومذهبي ومعتنقي ........

هل شعر أحدكم بوجود زلزال  مدمر داخله (ممكن كل إنسان لديه زلزاله الخاص الذي تتباين قوته بشدة مصيبته أما زلزالي أنا يكون عندما يناديني بائع (مدام) وكأن هذه الكلمة العجيبة شتيمة ويشتد الزلزال وتتصاعد قوته حتى تصل لمرحلة الدمار عندما ينظر إلى يدي ويقول بخجل أسف لكنني بهذا الوقت أستطيع ان اقرأ أفكاره (يا حرام عانس) لكن الأمر الذي يدهشني بأنني أحس بالإحراج والارتباك وكأنني في هذه اللحظة أريد أن أختفي لماذا لا أعرف ؟ ما هو سبب خجلي هل لأنني عانس أو عازبة  ربما في هذا المجتمع الشرقي تعتبر هذه الكلمة إثما عظيما لا تستطيع صلوات الكون مجتمعة غفرانها

هل حاول احد أن يسأل ماذا تعني (زلغوطة  زغرودة) لكل بنت فكيف لعانس؟ لاشيء سوى انفجار لحزام ناسف داخل روحها كالانفجارات التي تحدث في بغداد كل يوم ولكن الفرق في بغداد يموتون ويعرفون بان أمريكا هي الفتيلة التي أشعلت نار الفتنة أما ناري أنا من أشعلها زلغوطة تعلن بداية الأفراح عند بنت الجيران التي تملك غباءً من النوع النادر حتى أن  ارتكاساتها الطبيعية كالخوف والفرح والدهشة والاستغراب ضعيفة جدا فكيف تزوجت(شطورة)؟

ولكنها رغم ذلك صاحبة نظرية عظيمة ومسجلة بإسمها وهي:( لماذا يتعب الإنسان ويرهق ذهنه وجسده في سبيل العلم  ولماذا أتعب أعصابي وما علاقتي بالنظريات الرياضية وما همي بجغرافية الصين وبتاريخ الهند وبفلسفة الفارابي ومنطق أرسطو ومدينة أفلاطون الفاضلة طالما المطبخ سوف يصبح كل حياتي) نظرية صحيحة أثبتت نجاحها في نظر الجميع تلك الفتاة الصغيرة التي أذكر يوم ولادتها وكأنني خلقت فقط لكي أشهد تاريخ حياتها وتطور مراحل عمرها (عم تمشي الحياة لكن لماذا حياتي توقفت ؟)

هل السبب هو قرار وزير التربية بترحيلي أنا وزميلاتي المدرسات إلى المناطق الشمالية أو الشرقية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد, كل الطيور تعود إلى وطنها وتموت فيه إلا نحن لماذا ؟  ربما دافعه هو تبادل الثقافات أو من باب التأكيد على التعايش الديني كلنا إخوة وأهل  (أكيد أهل خمس سنين خمس سنين )

فكرة ذكية أليست كذلك ؟!حتى لو على حسابي أنا وغيري من البنات المغامرات الجريئات (حسب اعتقاد أهل تلك المناطق )

وهنا ابتدأ  المشوار ويا خوفي من آخر المشوار (حسب أغنية عبد الحليم)التي كانت أغنيتي المفضلة حتى جاء وائل كفوري وغنى وانطفئ المشوار وأصبحت top 1 بالنسبة لي ولغيري من زميلاتي المنفيات لأنها هذه الحقيقة انتهى ضاعت مني أجمل سنوات عمري على الطرقات ومجاملة الناس لأقصى الحدود من باب (أنا عايزة أعيش )

لماذا اخترت هذا الطريق لما لم أفعل مثل زميلاتي هل لأني أبحث عن حقي في الحب؟ (كتب كتاب من أي شاب لقاء مبلغ ما يستلمه عند الانتقال إلى بلدنا بعد ذلك ورقة طلاق صغيرة والكل رابح بس مين الخسران ؟! لكن سريعا ما كشفت هذه الخطة الذكية  والآن القرار خمس سنوات سواء كنت متزوجة أو عازب وإذا كنت متزوجة سوف تنطلقين قريبا (لكن يا شغلك يا بيتك )

أما إذا كنت عازبة فسوف تصبحين بعد فترة بعون الله وبقرار من الوزير عانس فما هو الحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قرري سيدتي الحياة تنتظرك !!!!!!!!!!

ربما أطلت عليكم  ولكل شخص وجهة نظره الخاصة سواء كانت سلبية أم ايجابية وأتمنى أن تكون موضوعية . ولكن كل ما أردته هو أن أنقل لكم مشاعر كل فتاة تصبح في الثلاثين وبالطبع ليست نهاية العالم لها ولكن النهاية بنظرة الآخرين لها وكأن الزواج هو دليل سعادتها وأنوثتها وكأن لاشيء يمكن أن تفعله سوى انتظار عريس الغفلة !

فلو قمنا باستفتاء لرأينا بأن العازبات هن الأكثر سعادة من المتزوجات والله أعلم

وما دام الإنسان أناني بطبعه فلا يرضيه حاله ويتمنى الأفضل له فقط(ما حدا راضي لا الأعزب راضي ولا المجوز راضي) والله يكون بالعون

وللقصة تتمه  .......